"نعوش متحركة".. خبراء يكشفون "عيباً" خطيراً في الدبابات الروسية

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبابة روسية مدمَّرة خارج مدينة كييف 20 أبريل 2022 - REUTERS
دبابة روسية مدمَّرة خارج مدينة كييف 20 أبريل 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

كشف خبراء عسكريون غربيون عن وجود عيب فني في تصميم الدبابات الروسية، يجعلها سهلة الانفجار، سواءً بسبب تعرضها لقذيفة مباشرة، أو نتيجة للضربات الأخرى غير المباشرة، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأميركية.

وذكرت الشبكة في تقرير، الخميس، أنه تم تدمير مئات الدبابات الروسية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، معتبرة أن صور دبابات روسيا المدمَّرة في شوارع أوكرانيا ليست سوى أحدث علامة على أن الهجوم الروسي لا يسير وفقاً لما تم التخطيط له.  

وقال الخبراء إنَّ هذه الصور الواردة من ساحة المعركة تظهر أنَّ الدبابات الروسية تعاني خللاً عرفته الجيوش الغربية لعقود من الزمن، واصطلحت على تسميته بتأثير "جاك إن ذا بوكس".

وتتعلق المشكلة بكيفية تخزين ذخيرة الدبابات، فعلى عكس الدبابات الغربية الحديثة، تحمل الدبابات الروسية عدة قذائف داخل أبراجها، مما يجعلها عرضة  للخطر بشكل كبير حيث يمكن حتى لضربة غير مباشرة أن تتسبب بتأثيرات متلاحقة، يمكن أن تؤدي إلى انفجار مخزن الذخيرة بالكامل الذي يضم ما يصل إلى 40 قذيفة. 

وذكرت "سي إن إن" أن الأثر الانفجاري الناتج عن ضربة ما يمكن أن يكون كافياً لتفجير برج الدبابة على ارتفاع يصل إلى مبنى من طابقين، كما يتضح من مقطع فيديو تم نشره مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي. 

عيب في التصميم 

وقال سام بينديت، مستشار برنامج الدراسات الروسية في مركز التحليلات البحرية، وهو منظمة بحثية مقرها ولاية فيرجينيا الأميركية: "ما نشاهده في الدبابات الروسية هو عيب في التصميم"، مضيفاً أنَّ "أي ضربة ناجحة تُشعل الذخيرة بسرعة، مسببة انفجاراً هائلاً، وينفجر البرج حرفياً". 

وقال نيكولاس دروموند، محلل الصناعات الدفاعية المتخصص في الحرب البرية والضابط السابق في الجيش البريطاني، إن الخلل يعني أن طاقم الدبابة، وهو مكون عادة من رجلين في البرج وثالث يقود المركبة، هدف سهل، مضيفاً أنه إذا لم يخرج الطاقم خلال الثانية الأولى فإنه سيحترق بالداخل. 

"نعش متحرك" 

وقال دروموند إن انفجار الذخائر يسبب مشاكل لجميع المركبات المدرعة التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا، مستشهداً بمركبة المشاة القتالية بي إم دي-4، التي يقودها عادة ما يصل إلى ثلاثة من أفراد الطاقم وقادرة على حمل خمسة جنود آخرين.

واعتبر أن عيوب التصميم في تلك المركبة تجعلها بمثابة "نعش متحرك"، إذْ تُنسف على الفور عندما تصاب بصاروخ. 

وذكرت الشبكة الأميركية أن عيوب التصميم هذه لفتت انتباه الجيوش الغربية خلال حربي الخليج ضد العراق في عامي 1991 و2003، عندما لقيت أعداد كبيرة من دبابات تي-72 التابعة للجيش العراقي روسية الصنع المصير نفسه.

وقال دروموند، إن روسيا لم تتعلم الدروس من العراق، وبالتالي فإن العديد من دباباتها في أوكرانيا ظهرت عليها عيوب تصميم مماثلة. 

وذكر دروموند أنه عندما دخلت سلسلة "تي-90" التي خلفت طراز "تي-72" في الخدمة في عام 1992، تمت ترقية درعها، لكن نظام تحميل الذخائر ظل مشابهاً لنظام سابقتها، مما جعله عرضة للخطر. كما تعمل دبابات "تي-80"، وهي دبابات روسية أخرى عاملة في أوكرانيا، بنظام تحميل صواريخ مماثل. 

مزايا مقابل العيوب 

وأشارت "سي إن إن" إلى أن هناك بعض المزايا لمثل هذا النظام جنباً إلى جنب مع عيوبه الأخرى. وقال سام بينديت، إن روسيا اختارت هذا النظام لتوفير المساحة وإعطاء الدبابات مظهراً خارجياً أقل حجماً، بشكل يجعل من الصعب ضربها في المعركة. 

ومع ذلك، فإنَّ الجيوش الغربية اضطرت إلى اتخاذ إجراءات بسبب مصير دبابات "تي-72" في العراق.

وقال دروموند: "استفادت جميع الجيوش الغربية من حرب الخليج ومن رؤية الدبابات تُنسف خلال تلك الفترة، من أنه يتعين عليك تقسيم الذخيرة إلى أجزاء". 

الدبابات المدمَّرة 

وبحسب الشبكة الأميركية، لا توجد طريقة سهلة لمعرفة عدد الدبابات الروسية التي دُمِّرت في أوكرانيا. لكنها نقلت عن موقع "أوريكس" المتخصص في القضايا العسكرية أنه حتى 28 أبريل تم تدمير 300 دبابة روسية على الأقل، وأن هناك 279 دبابة أخرى إما متضررة أو مهجورة أو تم الاستيلاء عليها. 

ومع ذلك، لا يحسب الموقع سوى الحالات التي تحتوي على أدلة مرئية، لذلك قد تكون الخسائر الروسية أعلى من ذلك بكثير، وفقاً لـ"سي إن إن". 

وهذه الخسائر لا تتعلق فقط بالمعدات، فعندما قدم وزير الدفاع البريطاني بين والاس تقديراته إلى مجلس العموم بشأن 580 دبابة روسية مفقودة، قال أيضاً إن أكثر من 15 ألف جندي روسي قتلوا خلال الغزو.  

اقرأ أيضاً:

تصنيفات