فرنسا تدين الحكم "غير المقبول" بحق مواطنها 8 سنوات في إيران

time reading iconدقائق القراءة - 5
بنجامان بريير الفرنسي الموقوف منذ أكثر من عام ونصف عام في إيران بتهمة "التجسس" - AFP
بنجامان بريير الفرنسي الموقوف منذ أكثر من عام ونصف عام في إيران بتهمة "التجسس" - AFP
باريس-أ ف ب

أعربت فرنسا الثلاثاء عن إدانتها للحُكم "غير المقبول" الذي أصدرته محكمة إيرانية بحقّ الفرنسي بنجامان بريير، وقضت بموجبه بسجنه 8 سنوات و8 أشهر بعدما أدانته بتهمتي "التجسّس" و"الدعاية" ضدّ النظام.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنّ "هذه الإدانة، التي ما من شيء يمكن أن يبرّرها، غير مقبولة"، مشيرة إلى أنّ بريير قرّر استئناف الحكم الصادر بحقّه.

وأصدر المحامي فيليب فالان، بياناً وصف فيه الحكم بـ"المهزلة"، وقال إن موكله بريير "لم يستفد، بتاتاً، من أي شكل من أشكال المحاكمة العادلة أمام قضاة محايدين".

وذكّر بأن بريير "لم يستفد من أي حق في الدفاع عن نفسه، ومن أي اطلاع على عناصر الاتهام، وليست هناك أية إمكانية للتحضير لدفاعه وتقديمه أمام قضاة محكمة الثورة".

وأعرب المحامي عن قلقه على الوضع الصحي لموكله، مبيناً أن "أسرة بنجامان بريير تناشد السلطات الفرنسية اليوم اتخاذ إجراءات فورية للسماح بإعادته إلى وطنه".

وتم القبض على بريير، الذي لطالما أكد أنه كان في إيران بغرض السياحة، في مايو 2020 لالتقاطه "صوراً لمناطق محظورة" بحديقة طبيعية في إيران بواسطة طائرة من دون طيار.

والشاب الفرنسي موقوف في سجن فاليك آباد في مشهد (شمال شرقي)، وينفّذ منذ نهاية ديسمبر الماضي إضراباً عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقاله، فيما مثُل أمام محكمة في مشهد، الخميس الماضي.

بدورها، قالت بلاندين بريير، شقيقة الشاب الفرنسي، إنّ شقيقها "رهينة سياسية"، معتبرةً لوكالة "فرانس برس" أن "من الواضح أن هذه محاكمة سياسية"، مشيرةً إلى أن إيران "ستستفيد منها لتوجيه رسالة إلى الحكومة الفرنسية"، مبديةً أسفها "لأننا نشعر وكأننا بيادق في لعبة دبلوماسية".

تحركات أميركية

يأتي ذلك، بعد ساعات من تأكيد كبير المفاوضين النوويين الأميركيين روبرت مالي، الأحد، أن من غير المرجح توصل الولايات المتحدة إلى تسوية مع إيران لإنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، ما لم تفرج عن 4 مواطنين أميركيين تحتجزهم رهائن.

وكرر مالي، في مقابلة مع "رويترز"، أن الموقف الأميركي بشأن "قضية الأشخاص الأربعة المحتجزين في إيران منفصل عن المفاوضات النووية"، ولكنه أشار إلى أن "إطلاق سراحهم شرط مسبق للتوصل إلى اتفاق نووي".

وذكر مالي: "إنهما قضيتان منفصلتان ونحن نتابع كلتيهما، ولكنني أقول إنه من الصعب للغاية بالنسبة لنا أن نتخيل العودة إلى الاتفاق النووي، بينما تحتجز إيران أربعة أميركيين أبرياء".

ورفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده ما ذكره "مالي"، منبهاً أن بلاده "لم تقبل قط شروطاً مسبقة"، كما رأت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا)، أن ربط واشنطن الملفين يجعل الاتفاق "أمراً صعباً".

أبرز المعتقلين

وتعتقل إيران أكثر من 12 غربياً معظمهم من مزدوجي الجنسية، وهو ما تندد به منظمات غير حكومية باعتباره سياسة احتجاز رهائن بهدف الحصول على تنازلات من الدول الغربية، فيما تؤكد عائلاتهم أنهم ضحايا لعبة سياسية لا دخل لهم فيها.

ومن بين المحتجزين أربعة مواطنين أميركيين منهم رجل الأعمال الإيراني الأميركي سياماك نمازي، 50 عاماً، ووالده باقر، 85 عاماً، وكلاهما أدين "بالتعاون مع حكومة معادية".

ويعد بنجامان بريير هو الغربي الوحيد المحتجز في إيران، والذي لا يحمل الجنسية الإيرانية، وفي السنوات الأخيرة، أجرت إيران عدة عمليات تبادل للمعتقلين مع دول أجنبية.

وفي مايو 2020، حكم على الباحثة الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه، الموقوفة منذ يونيو 2019، بالسجن 5 سنوات بتهمة "التآمر على الأمن القومي"، وسنة "لنشر الدعاية الكاذبة". وهي محتجزة رهن الإقامة الجبرية منذ أكتوبر 2020. كما اعتقل شريكها رولان مارشال معها قبل الإفراج عنه في مارس 2020، بعد إفراج باريس عن المهندس الإيراني جلال روح الله نجاد الذي تطالب واشنطن بتسليمه لخرقه العقوبات المفروضة على طهران.

وكانت السلطات الإيرانية أفرجت الأسبوع الماضي، عن موظفة المركز الثقافي البريطاني والتي تحمل الجنسيتين الإيرانية والبريطانية آراس أميري بعد أن حكم عليها بالسجن 5 أعوام، بتهمة تتعلق بالدعاية ضد النظام الإيراني.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات