
استدعت وزارة الخارجية التركية سفراء 9 دول غربية بعدما علّق عدد منها خدمات قنصلياته في اسطنبول مؤقتاً في الأيام الماضية، بسبب وجود "تهديد إرهابي". واعتبرت أنقرة ذلك "حرباً نفسية" تستهدف إظهار تركيا كدولة مضطربة.
وأعلنت ألمانيا، الجمعة، أن تركيا استدعت مبعوثها في أنقرة لإجراء محادثات، في أعقاب قرار برلين بإغلاق قنصليتها في إسطنبول، لتنضم بذلك إلى 8 دول أغلقت قنصلياتها وحذرت مواطنيها من "تهديد إرهابي" في تركيا.
وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، خلال مؤتمر صحافي اعتيادي في برلين، أنه "تم استدعاء السفير الألماني مع سفراء دول عدة أخرى"، بعدما أغلقت، إضافة إلى ألمانيا، كل من فرنسا وهولندا وبلجيكا وسويسرا بعثاتها الدبلوماسية مؤقتاً في تركيا هذا الأسبوع، عازية الأمر لـ"أسباب أمنية".
وقالت تركيا إن دولاً غربية، في إشارة إلى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا وسويسرا وبلجيكا وإيطاليا والسويد، لم تزودها بأي معلومات لدعم تأكيداتها بأن تهديدات أمنية دفعتها إلى إغلاق بعثاتها في البلاد.
"بلد مضطرب"
وأشار وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إلى أن تلك الدول "ربما تحاول تصوير تركيا على أنها بلد مضطرب، عندما أغلقت مؤقتاً السفارات والقنصليات وأصدرت تحذيرات من السفر في أعقاب وقائع حرق للمصحف في أوروبا".
وأضاف: "نرى إغلاق القنصليات من دون مشاركة تفاصيل المعلومات معنا أمر متعمد. إذا كانوا يريدون إعطاء الانطباع بأن تركيا دولة غير مستقرة وتواجه تهديداً إرهابياً، فإن هذا التصرف لا يتماشى مع علاقاتنا الودية والقائمة على التحالف".
وأردف: "يقولون إن هناك تهديداً إرهابياً لكن عندما نسأل عن مصدر المعلومات ومن هم المخططون لمثل هذه الهجمات لا يشاركون أي معلومات مع أجهزة المخابرات والأمن لدينا".
ولفت وزير الخارجية إلى أن بلاده عززت بالفعل الإجراءات الأمنية في محيط السفارات والقنصليات الأجنبية بعد وقائع حرق المصحف. وقال: "نرى أن بعض الدول التي لا علاقة لها بهذه الأحداث أغلقت أيضاً قنصلياتها. لدينا معلومات بأن بعض الدول طلبت من دول أخرى إغلاق قنصلياتها".
وحذر من أن بلاده ستتخذ "بعض الخطوات الإضافية"، في حال أغلقت هذه الدول بعثاتها الدبلوماسية مرة أخرى من دون مشاركة المعلومات مع تركيا.
وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو عبر "تويتر" إن السفارات تشن "حرباً نفسية جديدة" على بلاده.
والأسبوع الماضي، أصدرت فرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة ودول أخرى تحذيرات لمواطنيها من "زيادة خطر الهجمات" في تركيا، لا سيما ضد البعثات الدبلوماسية ودور العبادة لديانات أخرى غير الإسلام، في أعقاب احتجاجات تضمنت حرق نسخ من المصحف في دول أوروبية.
والشهر الماضي، أحرق نشطاء من اليمين المتطرف نسخاً من المصحف في السويد والدنمارك وهولندا، ما دفع تركيا إلى تعليق مفاوضات تهدف إلى تغيير موقفها المعارض لانضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو".