ختام اجتماع مجموعة العشرين.. لا بيان موحداً ولا صورة جماعية

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي (على الشاشة) خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في نوسا دوا في منتجع جزيرة بالي الإندونيسية- 8 يوليو 2022 - AFP
وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي (على الشاشة) خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في نوسا دوا في منتجع جزيرة بالي الإندونيسية- 8 يوليو 2022 - AFP
بالي -بدر العازميوكالات

اختتم وزراء مجموعة العشرين الجمعة، أعمال الاجتماع الوزاري الذي عُقد في مدينة بالي الإندونيسية دون بيان موحد، وسط انقسام للمواقف بشأن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما اعتبرت موسكو أن الدول الغربية "فشلت في فرض مقاطعة" على روسيا خلال اجتماعات المجموعة.

ورغم أن الاجتماعات كانت مخصصة بشكل أساسي لمناقشة استراتيجية جهود التعافي العالمي من وباء كورونا، إلا أن الحرب الروسية ضد أوكرانيا ألقت بظلالها على الجلسات، وسط تباين لمواقف المشاركين في هذه الاجتماعات منه.

وشهد الاجتماع الذي استضافته بالي أول لقاء "غير مباشر" بين وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن منذ بدء غزو أوكرانيا في 24 فبراير. 

ولم تؤد القمة إلى أي قرار ملموس. لكنها شهدت نقاشات بشأن قضايا تعزيز التعددية، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة.

وأشارت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي، في ختام الاجتماع إلى أن المشاركين "عبّروا عن قلقهم العميق بشأن العواقب الإنسانية للحرب" في أوكرانيا، وقالت بحضور لافروف: "من مسؤوليتنا إنهاء الحرب في أسرع وقت وتسوية خلافاتنا على طاولة المفاوضات، وليس في ساحة المعركة".

وبحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس"، لم تُدن مجموعة العشرين بالإجماع الغزو الروسي، فيما قام "بعض الأعضاء" بالإدانة وفي مقدمتهم الولايات المتحدة.

من جهتها، اعتبرت موسكو الجمعة، أن الدول الغربية "أخفقت" في فرض مقاطعة على روسيا خلال اجتماع مجموعة العشرين.

وسيكون هذا الاجتماع الوزاري الطريق التمهيدي للقمة الرئيسية التي سيحضرها قادة الدول المشاركة والمدعوة في إندونيسيا نوفمبر المقبل.

وكانت سلسلة اجتماعات مجموعة العشرين تحت الرئاسة الإندونيسية انطلقت في 1 ديسمبر 2021 وستبلغ ذروتها في قمة بالي يومي 15 و16 نوفمبر 2022.

 لا صورة جماعية

وتعليقاً على حضور سيرجي لافروف اجتماعات بالي، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: "لا أستطيع أن أقف مبتسمةً إلى جانب شخص يقصف أوكرانيا ويهاجم الأطفال والبالغين والمدنيين بدم بارد. لذلك لن تكون هناك صورة رسمية".

كما لفت بعض المشاركين في الاجتماع إلى أن الوزير الروسي غادر غرفة الاجتماعات مباشرة بعد خطابه القصير، وبالتالي لم يتسنَّ لنظيرته الألمانية الرد عليه بصفتها الرئيس الحالي لمجموعة السبع.

وعلّق لافروف، على رفض الوزراء الغربيين المشاركة في صورة جماعية في قمة مجموعة العشرين: "لم أدْع أحداً للتصوير. أما عن وجودهم أو غيابهم في القاعة، فكان الجميع في القاعة عند بدء الاجتماع".

وأضاف: "لم أعتبر أنه من الضروري القيام بأية إيماءات. أنا استمعت. كنت مهتماً بفهم ما يقوله الغرب اليوم، لكن حقيقة عدم استخدامهم لمجموعة العشرين للأغراض التي تم إنشاؤها من أجلها، أمر واضح".

من جانبه، قال مسؤول إندونيسي إن المجموعة "لن تلتقط صورة جماعية خلافاً للتقليد السائد".

ورغم مقعدها الفارغ على طاولة المحادثات، لم تكن كييف غائبة عن اجتماع بالي، إذ ألقى وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا كلمة عبر الفيديو، لم يحضرها نظيره الروسي، وفقاً لبعض الوفود المشاركة، وأكد خلالها وجهة نظر بلاده تجاه الغزو الروسي، مجدداً المطالبة بوقف العمليات العسكرية والانسحاب من الأراضي الأوكرانية.

دعوة لإنهاء الحرب

وعقب بيان ختامي "غير موحد"، أشارت وزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مارسودي، إلى أن "عدداً كبيراً من المشاركين في الاجتماع دعوا بكل وضوح إلى إنهاء الحرب، وآخرون أيضاً أعربوا عن أهمية الاستقرار والسلام".

واعتبرت أن تداعيات الحرب "تظهر في كل أرجاء العالم على صعيد الأغذية والطاقة والميزانيات. وكالعادة الدول الفقيرة والنامية هي الأكثر تضرراً".

وقالت مارسودي بحضور لافروف: "من مسؤوليتنا إنهاء الحرب في أسرع وقت، وتسوية خلافاتنا على طاولة المفاوضات، وليس في ساحة المعركة"، لافتةً إلى أن تداعيات الحرب "تظهر في كل أرجاء العالم".

وكانت إندونيسيا الساعية للحفاظ على موقف محايد بصفتها دولة مضيفة، دعت منذ افتتاح الاجتماع إلى وضع حد للنزاع محذرة من عواقبه الوخيمة على العالم بأسره.

"خطة السبع أخفقت"

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر "تليجرام" إن "خطة مجموعة السبع لمقاطعة روسيا في مجموعة العشرين أخفقت. لم يدعم أحد الأنظمة الغربية".

ونفت أن يكون وزير الخارجية الروسي قاطع الاجتماعات، رافضة اتهامات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بأن موسكو ليس لديها أي "نية للحوار".

أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فقال للصحافيين: "ما سمعناه اليوم حتى الآن هو إجماع مهم من العالم بأسره وليس فقط الولايات المتحدة ... من أجل وقف العدوان الروسي".

وعلى هامش الاجتماع، عقد وزراء الخارجية اجتماعات ثنائية مع نظرائهم من الدول الأعضاء في مجموعة العشرين والدول المدعوة من قبل جاكرتا، كما ينتظر أن يعقد وزير الخارجية الأميركي لقاءً ثنائياً مع نظيره الصيني.

شاهد أيضاً:

تصنيفات