
وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، انتقادات إلى اليونان، بسبب مزاعم عن انتهاكها "معاهدة لوزان" التي تحكم العلاقات بينهما منذ نحو قرن، فيما حضّت أثينا، أنقرة على "إنهاء خطابها المضلّل والاعتراف بالواقع الذي يوضح أن الأقلية في تراقيا، تعيش في بلد أوروبي حرّ وديمقراطي".
وأصدر أردوغان بياناً بمناسبة الذكرى الـ99 لتوقيع "معاهدة لوزان"، اتهم فيه أثينا بتقويض حقوق الأقلية المسلمة في منطقة تراقيا اليونانية.
وأضاف: "الشروط المسجلة في المعاهدة، لا سيّما حقوق الأقلية التركية، تم تجاهلها أو تآكلها عمداً، لا يمكن لبلدنا قبول هذا الوضع، الذي لا يتوافق مع علاقات حسن الجوار وتطبيق المعاهدة".
ويشكّل المسلمون في تراقيا حوالى 32% من سكان المقاطعة، ويتكوّنون من العرق التركي، والغجر، والبوماك الناطقين باللغة البلغارية، وفقاً لوكالة "أسوشيتد برس".
خطاب "مضلّل"
في المقابل، حضّت وزارة الخارجية اليونانية، تركيا على "إنهاء خطابها المضلّل والاعتراف بالواقع الذي يوضح أن الأقلية المسلمة في تراقيا تعيش في بلد أوروبي حرّ وديمقراطي، وتتمتع بكامل حرياتها وحقوقها، مثل جميع المواطنين اليونانيين".
وأشارت إلى أن ثمة "مدارس محدودة جداً للأقلية اليونانية في تركيا"، معتبرةً أنها "تشهد على الاقتلاع العنيف والمنهجي لليونانيين من أراضي أجدادهم".
وأضافت الوزارة أن عدد أعضاء الأقلية المسلمة في تراقيا يبلغ حوالى 120 ألفاً. واستدركت أن عدد الأقلية اليونانية في تركيا "لا يتجاوز 3 آلاف شخص، فيما كانت الأقليتان متساويتين في العدد خلال توقيع معاهدة لوزان". واعتبرت أن الأرقام تُظهر "مَن يحترم معاهدة لوزان ويطبّقها".
وشددت على أن "اليونان دولة أوروبية تحكمها سيادة القانون، وتحمي وتضمن بشكل كامل حقوق الإنسان والحريات لمواطنيها".
"عسكرة" بحر إيجه
ووقعت تركيا المعاهدة، بعد فترة وجيزة على إعلانها، من أجل تسوية نزاعات مع دول محور الحلفاء، بما في ذلك اليونان، بعد الحرب العالمية الأولى وحرب الاستقلال التركية.
وعرضت المعاهدة حقوق الأقلية المسلمة المتبقية في اليونان، والمسيحيين في تركيا، بعد صراع بين البلدين أعقبه تبادل سكاني. كما حدّدت شروطاً للحكم اليوناني لجزر بحر إيجه، الواقعة قبالة الساحل التركي.
وشكت أنقرة أخيراً من أن أثينا انتهكت المعاهدة، من خلال عسكرتها تلك الجزر. في المقابل، تؤكد اليونان أنها تتصرّف وفقاً للقانون الدولي وتدافع عن أراضيها في مواجهة عداء تركي مستمر.
سجال بشأن إغلاق مدارس
والجمعة، ندّدت وزارة الخارجية التركية، بإغلاق 4 مدارس للأقليات المسلمة في تراقيا، معتبرة أن ذلك يُظهر "سياسات تمييزية وقمعية" تنتهجها الحكومة اليونانية.
ورفضت وزارة الخارجية اليونانية مزاعم اعتبرتها "بلا أساس"، مبرّرة إغلاق المدارس بانخفاض أعداد الطلاب عن الحدّ الأدنى المطلوب.
اليونان وتركيا عضوان في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لكنهما على خلاف منذ عقود بشأن ملفات كثيرة، بما في ذلك حقوق التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، والسيادة على جزر غير مأهولة في بحر إيجه.
وكادت الدولتان الجارتان تخوضان حرباً، 3 مرات في نصف القرن العشرين، كما أعلن أردوغان الشهر الماضي تجميد المحادثات على مستوى بارز مع أثينا، بحسب "أسوشيتد برس".
اقرأ أيضاً: