بابوا غينيا الجديدة.. تجريف الغابات يضع حيوانات تحت خطر الانقراض

time reading iconدقائق القراءة - 5
يخشى دعاة الحفاظ على البيئة من إمكانية قطع الأشجار في غابات البلاد، بابوا غينيا الجديدة. 16 نوفمبر 2021  - AFP
يخشى دعاة الحفاظ على البيئة من إمكانية قطع الأشجار في غابات البلاد، بابوا غينيا الجديدة. 16 نوفمبر 2021 - AFP
(جولجوبيب) بابوا غينيا الجديدة-أ ف ب

في جبال ستار النائية في بابوا غينيا الجديدة، يبدي السكان الأصليون تقديراً كبيراً للكنغر الشجري وطيور الجنة، لكن هذه الحيوانات النادرة تواجه خطر الانقراض بسبب الصيد الجائر.

وقد تصبح الغابات التي تعيش فيها، وهي واحدة من آخر المناطق البرية الكبيرة على الأرض، ضحية الفأس والجرافة. وقال الشاب لويد ليو من جولجوبيب، وهو مجتمع جبلي بدائي يعيش سكّانه أساساً على الزراعة: "كبار السّن يصفون الكنغر الشجري بأنه الملك".

وأوضح ليو أنّ هذا الكنغر "يعيش في أعلى الغابة، ولا يأكل إلا بعض الفاكهة، ولا يقطف إلا الطازجة منها". وكان الحيوان الذي يمزج بشكله بين الكنغر والليمور، شكلاً من أشكال العملة يُستخدم لدفع مهر العرائس. 

وهذا الكائن الذي لا يزال يُلبَس ذيله كشعار، معرّض لخطر شديد، وهو من بين أكثر الأنواع المهددة بالانقراض على الأرض، ومدرج ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

كما يعيش في المنطقة نوعان من طيور الجنة، يُطلق على إحداهما اسم "كاروم" باللغة المحلية. وتعتبر "كاروم" ملكة الطيور في هذه المنطقة.

ويصطاد الناس هذه الطيور رغم أن ذلك غير قانوني. وتُحفَظ الريش والطيور المحنطة التي تُعتبر ثمينة في المنازل، ويتم إحضارها خلال الحفلات.

وتتمتّع الأشجار الموجودة حول جولجوبيب بقيمة كذلك، مثل الأشجار الأخرى المماثلة في بابوا غينيا الجديدة، ويمكن أن يؤدي التهديد المزدوج المتمثل في إزالة الغابات والصيد إلى تقويض مصير هذه الأنواع الفريدة في البلاد.

قطع الغابات

ويقول عالم الأحياء في مركز بيناتانج للأبحاث في غينيا الجديدة فويتيك نوفوتني، إن "التنمية الاقتصادية في القرى متوقّعة، لكنها لا تحصل بشكل عام".

وتضاعف عدد سكان البلاد البالغ 9 ملايين نسمة، 3 مرات تقريباً منذ الاستقلال عام 1975.

وأوضح نوفوتني، الذي يعمل في البلاد منذ 25 عاماً، أنّ بعض شركات استثمار الغابات تتّجه حالياً إلى بابوا غينيا الجديدة، وذلك مع وجود عدد قليل من الغابات في جنوب شرقي آسيا، وتحويل جزء كبير من الأراضي إلى مزارع زيت النخيل.

وسمحت السلطات في الماضي بقطع "انتقائي" للأشجار، والذي يسمح للغابات بالتعافي سريعاً. ووفق نوفوتي، هذا الأمر يمكن أن يتغيّر.

وشرح قائلاً "هناك حالياً ضغوط لتنفيذ مشاريع زراعية كبيرة. أما المشكلة الكبيرة هنا فتتمثّل بزيت النخيل. وبمجرد قطع شجرة واحدة ستعودون لقطع ثانية وثالثة. وبهذه الطريقة تدمّرون بسرعة فائقة هيكل الغابة، وهذا ما حدث في بورنيو".

ويشير موقع "جلوبال فورست ووتش" الإلكتروني إلى أن غابات بابوا غينيا الجديدة كانت تغطّي 93% من الأراضي في عام 2010. وبين عامي 2001 و2020، تقدِر المنظمة أن البلاد فقدت 3,7% من غاباتها.

وتعهّدت بابوا غينيا الجديدة، إلى جانب 100 دولة أخرى، في مؤتمر المناخ بجلاسجو (كوب26) أوائل نوفمبر الماضي، بإنهاء عمليات إزالة الغابات بحلول عام 2030. لكن قطع الأشجار غير القانوني زاد لدرجة أن المنظمات غير الحكومية وبعض الجهات السياسية المحلية تدعو السلطات إلى اتخاذ تدابير عاجلة.

حيوانات مهددة

ويظهر طائر الجنة من نوع راجيانا على علم الدولة، رغم أن نوعاً واحداً فقط من هذه الطيور مرتبط بها، وهو طائر الجنة الأزرق المُدرج ضمن قائمة الأنواع المعرّضة للانقراض.

ويثير وضع ببغاء النسر، الذي يُلبَس ريشه الأحمر والأسود خلال الاحتفالات المحلية، القلق كذلك.

وقال المسؤول عن منتزه "بورت مورسبي" الطبيعي بريت سميث، إن "ريش الببغاء الحمراء اللامعة يحظى بشعبية كبيرة في صناعة أغطية الرأس"، معرباً عن قلقه من وجود الريش على الملابس التقليدية أكثر من وجودها على الببغاء الحيّة.

ويؤكد علماء الأحياء أنهم يريدون إشراك السكان أكثر في عملية الحفاظ على البيئة، لكن الفقر ونقص التعليم وقلّة الوعي حول تأثير الأنشطة البشرية على البيئة، أمور تعقّد المهمة.

وقالت مديرة شبكة التنوع البيولوجي في بيكو، يولارني أميبو "رغم ذلك نجحنا في بعض الأحيان".

ومن خلال إشراك الأطفال في عملية الحفاظ على الأنواع الرئيسية، يساهم جيل جديد، في بقاء السلاحف ذات أنوف الخنازير، في منطقة كانت فيها هذه الأنواع النادرة جزء من النظام الغذائي.

وأضافت أميبو "بيئتهم هي ما يعتمدون عليه كل يوم. وإذا أردنا إنقاذ السلحفاة فعلينا مساعدة الناس".