
أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، الجمعة، أن الأسعار العالمية للمواد الغذائية تراجعت للشهر الخامس على التوالي، لأسباب منها استئناف الصادرات من موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود.
وانخفض مؤشر الفاو لأسعار المواد الغذائية، الذي يتابع التطورات الشهرية لأسعار سلة من السلع الغذائية الأساسية، بشكل مطرد منذ أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق في مارس، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وسُجل انخفاض معتدل بنسبة 1,9% في أغسطس، وتراجعت أسعار الزيوت النباتية عن مستوياتها قبل عام بعد انخفاض بنسبة 3,3%.
وانخفض مؤشر الفاو للحبوب بنسبة 1,4% مدفوعاً بانخفاض بنسبة 5,1% في أسعار القمح العالمية.
وقالت المنظمة إن ذلك جاء على خلفية "تحسن آفاق الإنتاج في أميركا الشمالية وروسيا، إضافة إلى استئناف الصادرات من موانئ البحر الأسود في أوكرانيا للمرة الأولى بعد توقف استمر 5 أشهر".
وأضافت الفاو أن أسعار القمح العالمية لا تزال أعلى بنسبة 10,6% مقارنة بشهر أغسطس من العام الماضي.
حاجة متزايدة
والأسبوع الماضي، أعلنت أوكرانيا تصدير مليون طن من المنتجات الزراعية من موانئها على البحر الأسود بموجب بنود اتفاق حبوب بين روسيا وأوكرانيا، توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه تم إرسال 44 سفينة إلى 15 دولة. وأضاف أنه تم استلام 70 طلباً آخر لتحميل سفن، مؤكداً أن هدف كييف هو تصدير 3 ملايين طن شهرياً.
وفي وقت سابق، قال أمير عبد الله، منسق الأمم المتحدة لمبادرة البحر الأسود للحبوب، إن ملايين الأطنان من المواد الغذائية من محاصيل سابقة في أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى نقلها، لإفساح المجال في الصوامع للحصاد التالي.
وتم حتى الآن تصدير أكثر من مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى بموجب الاتفاق.
وأضاف عبد الله: "بدأت مبادرة البحر الأسود للحبوب في توفير بعض المساحة، لكن يتعين نقل قدر أكبر بكثير من الحبوب لإفساح المجال للحصاد الجديد".
وتراجعت الصادرات من أوكرانيا، أحد أكبر موردي القمح والذرة وزيت عباد الشمس في العالم قبل الحرب، بسبب الحصار الروسي للبحر الأسود.
اتفاق الحبوب
وفي يوليو، وقعت روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، اتفاقاً لفك الحصار المفروض على صادرات الحبوب والأسمدة الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، بهدف المساعدة في تخفيف حدة أزمة الأغذية العالمية المتنامية.
ويهدف الاتفاق إلى المساعدة على تجنب مجاعة، وذلك من خلال ضخ المزيد من القمح وزيت دوار الشمس والأسمدة والمنتجات الأخرى في الأسواق العالمية، بما في ذلك تلبية احتياجات الإغاثة الإنسانية بأسعار رخيصة جزئياً.
وتحتاج أوكرانيا إلى تفريغ صوامعها قبل الموسم المقبل، في حين سيكون من شأن زيادة صادرات الأسمدة، تجنب إنتاجية عالمية أقل في المواسم الزراعية المقبلة.
ومدة سريان الاتفاق 120 يوماً، وتتوقع الأمم المتحدة تجديده، إلا إذا انتهت الحرب بحلول ذلك التاريخ.
اقرأ أيضاً: