Open toolbar

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أنقرة 8 ديسمبر 2022 - AFP

شارك القصة
Resize text
دبي-

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الخميس، إنَّ الاجتماعات الثلاثية بين تركيا وروسيا وسوريا ستستمر خلال الأيام المقبلة، على مستوى الوفود الفنية.

جاء ذلك في كلمة خلال حضوره مناوراتٍ عسكرية في ولاية قارص التركية، برفقة نظيريه الأذربيجاني ذاكر حسنوف والجورجي جوانشير بورشولادزه.

وأوضح أكار أنَّ تركيا تتبع سياسة خارجية "مستقرة ومبنية على المنطق"، على حد قوله، وكشف أن وفوداً فنية للدول الثلاث ستجتمع قريباً، من دون تحديد تاريخ.

واعتبر أنَّ "الهدف الوحيد لعمليات تركيا العسكرية بدول الجوار هو القضاء على التنظيمات الإرهابية، وتأمين الحدود والحيلولة دون توافد لاجئين جدد إلى تركيا"، على حد تعبيره.

وأضاف وزير الدفاع التركي أنَّ أنقرة "لا يمكنها الإقدام على أي خطوة تضر بالسوريين المقيمين في تركيا أو داخل سوريا"، مشدداً على أنها "تسعى لتحقيق عودة آمنة لهم إلى ديارهم".

"حوار متدرج"

والأربعاء، قال الرئيس التركي أردوغان، في مقابلة على قنوات "تي آر تي" الرسمية، إنَّ الحوار مع سوريا يستمر بشكل متدرج، بحيث تلتقي أولاً أجهزة الاستخبارات التركية والروسية والسورية، تلي ذلك اجتماعات على صعيد وزراء الدفاع، ثم وزراء الخارجية.

وأشار أردوغان إلى أنَّ الخطوة الأخيرة في هذا الإطار، هي لقاء الزعماء، وذلك في حال استُكمل عقد الاجتماعات السابقة بنجاح، مبيناً أن سير العملية هذه منوط بمواقف أطرافها، وأنه من الممكن إشراك إيران أيضاً في المباحثات الثلاثية.

وفي 28 ديسمبر الماضي، احتضنت العاصمة الروسية موسكو، اجتماعاً بين وزراء دفاع تركيا وروسيا وسوريا، ورؤساء أجهزة الاستخبارات في البلدان الثلاثة، يعتبر الأول من نوعه بعد قطيعة لـ11 سنة بين أنقرة ودمشق.

"استفزازات يونانية"

وفيما يخص التوتر بين تركيا واليونان في بحر إيجة، صرح أكار بأن أثينا تواصل "استفزازاتها" رغم "جهود أنقرة" الرامية لإحلال "الاستقرار والتهدئة"، على حد وصفه.

واتهم اليونان بالاستمرار في تسليح الجزر في بحر إيجة بشكل مخالف للقانون الدولي، مشيراً إلى أنَّ المسؤولين في أثينا يجرون زيارات إلى تلك الجزر.

وتابع أكار: "بدل الاستجابة لدعوتنا للسلام والحوار نرى اليونان تسعى لتحالفات مصطنعة وتضاعف جهودها للتسلح، وهذا يتعارض مع روح التحالف بالناتو وحسن الجوار".

وأردف: "دعوتنا للحوار لا تعني ضعفاً، ونحن لا نهدد اليونان، بل نقوم بما يجب أن نقوم به بموجب القانون الدولي، تركيا حليف موثوق وقوي ولن نسمح بفرض الأمر الواقع، ومصرون على حماية مصالحنا في قبرص وبحري إيجة والمتوسط".

وتسود العلاقات التركية اليونانية العديد من المشاكل العالقة، منها قضية جزيرة قبرص والنزاع على الحدود البحرية شرق المتوسط وأعمال التنقيب فيه، والمجال الجوي، ومسألة تدفق اللاجئين من الطرف التركي لليونان، وتسليح الجزر غير العسكرية في بحر إيجة، التابعة لليونان والقريبة من تركيا.

وتحذر أنقرة مؤخراً، من طرح مسألة سيادة الجزر ببحر إيجة الواقعة قبالة الساحل التركي للنقاش إذا لم تتوقف أثينا من تسليحها، معتبرة أن الأخيرة "تفقد حقوق السيادة على الجزر لنشرها وحدات عسكرية عليها" في انتهاك لمعاهدتي لوزان عام 1923 وباريس عام 1947، التي أعطيت بموجبها الجزر لليونان بشرط عدم تسليحها.

تقدم إيجابي "إف-16"

وحول نية تركيا شراء مقاتلات أميركية من طراز إف-16، قال أكار: "هناك تقدم إيجابي بهذا الملف وننتظر من واشنطن الإقدام على خطوات ملموسة في أسرع وقت ممكن".

وأكمل: "قوة تركيا تنعكس بشكل مباشر على قوة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فإذا كانت تركيا قوية فإنَّ ذلك يعني زيادة قوة الناتو".

وسبق أن كشف الرئيس التركي في تصريحات له، أنَّ ملف مقاتلات "إف-16" له صلة بمقاتلات إف-35، وأنَّ الموضوع الذي يهم تركيا هو أنها دفعت ملياراً و400 مليون دولار لمشروع مقاتلات إف-35، الذي استُبعدت منه في 2019، على خلفية شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400، التي تقول واشنطن إنها تشكل خطراً على أنظمتها الدفاعية، وأنظمة حلف "الناتو".

توسُّع الناتو

وتطرَّق الوزير التركي إلى مساعي السويد وفنلندا للانضمام إلى الناتو، مؤكداً أنَّ تركيا "تدعم منذ البداية توسع الناتو، وعلى السويد وفنلندا الالتزام بتعهداتهما في المذكرة الثلاثية".

وفي 28 يونيو 2022، وقعت تركيا والسويد وفنلندا، مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضوية البلدين الأخيرين في الناتو، على هامش قمة الحلف في مدريد، بعد تعهد البلدين الأوروبيين بالاستجابة لمطالب أنقرة وتبديد مخاوفها الأمنية.

وتتهم تركيا، السويد وفنلندا بتأمين ملاذ آمن لـ" حزب العمال الكردستاني"، الذي تدرجه في قوائم الإرهاب، وبرفض تسليم من تسميهم "إرهابيين"، بما في ذلك مؤيّدون للداعية التركي المعارض، فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في عام 2016.

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.