بعد الرسائل المسربة.. فرنسا تتهم أستراليا بالخداع بشأن صفقة الغواصات

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الفرنسي، إيمانيول ماكرون (يمين) ورئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون (يسار)، في روما خلال قمة العشرين يتوسطهما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. 30 أكتوبر 2021 - AFP
الرئيس الفرنسي، إيمانيول ماكرون (يمين) ورئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون (يسار)، في روما خلال قمة العشرين يتوسطهما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. 30 أكتوبر 2021 - AFP
كانبيرا -رويترزالشرق

قال السفير الفرنسي لدى أستراليا جان بيير تيبو، الأربعاء إن كانبيرا "تصرفت بخداع" حين ألغت فجأة عقدها مع باريس لبناء أسطول من الغواصات.

وأضاف لوسائل الإعلام في كانبيرا: "الخداع كان متعمداً. ولأن الأمر أكثر من مجرد توفير غواصات، إذ كان اتفاقاً مشتركاً بشأن السيادة وشمل نقل بيانات سرية للغاية، فإن الطريقة التي تم التعامل بها كانت طعنة في الظهر".

وأتت تصريحات تيبو، بعد يوم من تشكيك رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون بمصداقية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ملمحاً إلى أنه كان يعلم بوجود أخبار سيئة بشأن الصفقة قبيل إلغائها وتسريب رسالة نصية بين الزعيمين.

وألغت أستراليا في 16 سبتمبر اتفاقاً مع مجموعة "نافال" الفرنسية لصنع غواصات تقليدية، واختارت بدلاً من ذلك بناء 12 غواصة تعمل بالطاقة النووية في اتفاق مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

وسبب القرار خلافاً كبيراً بين البلدين استدعت على أثره فرنسا سفيريها من أستراليا والولايات المتحدة. وعاد تيبو إلى كانبيرا الشهر الماضي، وكان حديثه الأربعاء، المرة الأولى التي يتناول فيها علناً العلاقات الثنائية. وقال: "هذه الأمور لا تحدث بين الشركاء ولا حتى بين الأصدقاء".

"كانبيرا تكذب"

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال الأحد الماضي، إن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون كذب عليه بشأن نوايا كانبيرا.

ونفى موريسون هذا الزعم، وقال إنه سبق أن أوضح لماكرون أن الغواصات التقليدية لم تعد تلبي احتياجات أستراليا.

وتحدث موريسون وماكرون الأسبوع الماضي، وسعى الزعيم الأسترالي إلى مصافحة الرئيس الفرنسي علناً في قمة مجموعة العشرين في روما في مطلع الأسبوع.

اعتذار أميركي

قال الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة إن طريقة التعامل مع الاتفاق الجديد كانت "خرقاء"، مضيفاً أنه كان يعتقد أن فرنسا أُبلغت بإلغاء العقد قبل الإعلان عن الاتفاق الثلاثي.

وأضاف بايدن: "ما قمنا به لم يكن ملائماً ولم يكن على قدر كبير من اللياقة"، مؤكداً، بحسب وكالة "فرانس برس"، أنَّ فرنسا "شريك بالغ الأهمية" لبلاده.

وشدد الرئيس الأميركي على أن "الولايات المتحدة ليس لها حليف أقدم ولا أكثر ولاءً من فرنسا"، مضيفاً أنه "لا يوجد مكان في العالم لا تستطيع الولايات المتحدة التعاون فيه مع فرنسا".

رسائل مسربة

من جهته، شكّك رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، الثلاثاء، بمصداقية الرئيس الفرنسي، الذي نشرت صحيفة أسترالية رسالة نصية تبادلها مع موريسون، أشارت إلى أن باريس رجّحت "أخباراً سيئة" بشأن صفقة الغواصات الملغاة مع كانبيرا.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن موريسون قوله لصحافيين أستراليين رافقوه إلى مدينة جلاسكو الاسكتلندية، للمشاركة في قمة الأمم المتحدة للمناخ، إنه أوضح لماكرون، خلال عشائهما في يونيو، أن الغواصات التقليدية لن تلبّي الاحتياجات الاستراتيجية المتطوّرة لأستراليا.

وذكرت "ذي أستراليان" أنه قبل يومين من إعلان موريسون وبايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن صفقة الغواصات النووية، حاول رئيس الوزراء الأسترالي الاتصال بالرئيس الفرنسي لإبلاغه بالأمر، لكن الأخير أرسل إليه رسالة نصية، ورد فيها أنه لا يستطيع تلقّي اتصال هاتفي. وسأل ماكرون: "هل أتوقّع أخباراً جيدة أم سيئة لطموحاتنا المشتركة في ملف الغواصات؟".

وسأل صحافي لماذا قرر موريسون تسريب الرسالة النصية، بعدما اتهمه ماكرون بالكذب، لكن رئيس الوزراء لم يردّ مباشرة، مكتفياً بالقول: "تم الاتصال بنا عندما كنا نحاول إعداد المكالمة. وأوضح أنه قلِق من أن ذلك سيكون اتصالاً هاتفياً قد يؤدي إلى قرار تتخذه أستراليا بالامتناع عن المضيّ في العقد" مع الشركة الفرنسية.

اقرأ أيضاً: