حامد كرزاي: أميركا فشلت في أفغانستان.. والتطرف في "ذروته"

time reading iconدقائق القراءة - 5
حامد كرزاي رفقة مسؤولين أفغان يحضرون محادثات السلام مع وفد من حركة طالبان في موسكو- 2015 - REUTERS
حامد كرزاي رفقة مسؤولين أفغان يحضرون محادثات السلام مع وفد من حركة طالبان في موسكو- 2015 - REUTERS
دبي-الشرق

قال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، الأحد، إن الولايات المتحدة جاءت إلى أفغانستان لمحاربة التطرف وتحقيق الاستقرار، مشيراً إلى أنها ستغادر البلاد بعد 20 عاماً لـ"فشلها في كلتا المهمتين".  

وأكد كرزاي في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، قبيل مغادرة آخر القوات الأميركية والقوات التابعة لحلف شمال الأطلسي "ناتو" أفغانستان، أن التطرف يبلغ الآن "ذروته" وأن القوات المغادرة تخلف وراءها "كارثة".  

وأضاف: "لقد جاء المجتمع الدولي إلى هنا قبل 20 عاماً واضعاً نصب عينيه هدفاً واحداً، هو دحر التطرف وتحقيق الاستقرار، لكن التطرف يبلغ اليوم ذروته، ومن ثم فقد فشلت هذه القوى فشلاً ذريعاً"، موضحاً أن الإرث الذي خلفته هذه القوات هو "بلد مزقتها الحرب". 

وأردف كرزاي قائلاً: "ندرك كأفغانيين جميع إخفاقاتنا، ولكن ماذا عن القوى الكبرى التي جاءت إلى هنا لهذا الهدف تحديداً؟ أين يتركوننا الآن؟ (...) في خزي وكارثة محققين". 

"أفغان متحدون"

ومع ذلك، يريد كرزاي، الذي خاض صراعاً طويلاً مع الولايات المتحدة خلال فتره حكمه، مغادرة هذه القوات، مؤكداً أن "الأفغان متحدون وراء رغبة عارمة في السلام، ويريدون الآن الاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه مستقبلهم".   

وأوضح: "سنكون أفضل حالاً من دون وجودهم العسكري"، مضيفاً: "يجب أن ندافع عن بلدنا ونعتني بحياتنا، لم يجلب علينا وجودهم سوى ما نحن فيه الآن. لا نريد الاستمرار في هذا الوضع البائس والمهين من الأفضل أن يرحلوا". 

وأكد كرزاي أن الحملة العسكرية التي شنتها واشنطن وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، "لم تستهدف التطرف أو الإرهاب، وإنما استهدفت بدرجة أكبر القرى والآمال الأفغانية، إذ زجت الشعب الأفغاني بالسجون وقصفت جميع القرى"، واصفاً ما حدث بأنه "خطأ فادح". 

"مراوغة أميركية"

ووصف كرزاي محاولات الولايات المتحدة لوضع نهاية سياسية لعقود الحرب بـ"المراوِغة"، إذ وقعت واشنطن اتفاقاً مع طالبان في فبراير من العام الماضي، يقضي بانسحاب القوات الأميركية مقابل الحصول على وعد من قادة الحركة بـ"نبذ الجماعات الإرهابية وعدم تحويل أفغانستان مجدداً إلى ساحة لانطلاق الهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة".  

ولفت إلى أنه رغم ذلك "لا أدلة على وفاء طالبان بالالتزامات التي قطعتها على نفسها من خلال تلك الصفقة"، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تؤكد أن "طالبان والقاعدة لا يزالان يعملان معاً".

وأوضح في هذا الصدد أن المبعوث الأميركي الحالي للسلام، زلماي خليل زاد "يردد دائماً بأنه تم إحراز بعض التقدم، من دون الإدلاء بأي تفاصيل". 

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن في أبريل الماضي، الانسحاب النهائي للقوات المتبقية، والبالغ عددها بين 2500 إلى 3 آلاف جندي.

وقال آنذاك إن "الولايات المتحدة ستغادر أفغانستان بعد أن حققت أهدافها، إذ تم القضاء على تنظيم القاعدة بدرجة كبيرة، وقتل زعيمه أسامة بن لادن، ولا حاجة إلى بقاء قواتنا على الأرض لمحاربة التهديدات التي قد تنطلق من أفغانستان". 

وقطعت طالبان شوطاً كبيراً في بسط هيمنتها منذ بدء انسحاب القوات الأميركية وقوات "ناتو" مطلع مايو الماضي، بعد أن اجتاحت قواتها عشرات البلدات، واقتصرت مفاوضاتهم على انسحاب قوات الأمن الحكومية الأفغانية منها.  

ولكن في حالات كثيرة كان القتال كثيفاً، إذ شنّت طالبان الأسبوع الماضي، هجوماً شمالي ولاية فارياب، وقتلت 22 من أفراد قوات الكوماندوز الأفغانية التي يقودها الكولونيل سهراب عظيمي، الذي لقي مصرعه أيضاً. 

"كرزاي ورقة مهمة"

ووفقاً لـ"أسوشيتد برس"، فإن كرزاي بات "ركيزةً من نوع ما في جهود مشتركة تبذلها الولايات المتحدة وبريطانيا لتوحيد صف القيادات الأفغانية المتصارعة للتحاور مع طالبان من أجل السلام، لكن الأخيرة، لم تبدِ أي اهتمام بالتفاوض، وبدلاً من ذلك، صعدت هجماتها على المواقع الحكومية. 

وأكد كرزاي الذي لا يزال يحتفظ بكثير من تأثيره السياسي، ويمثل ورقة مهمة في المناورات السياسية  بأفغانستان، رغم خروجه رسمياً من السلطة في عام 2014، أن ما يريده الشعب الأفغاني بقوة وفي جميع أنحاء البلاد "أن يعمّ السلام".  

وتسلّم كرزاي سدة الحكم في أعقاب الإطاحة بحركة "طالبان" عام 2001، على يد قوات تحالف قادتها الولايات المتحدة في حربها بأفغانستان، لتعقب وتدمير شبكة تنظيم "القاعدة" وزعيمها، أسامة بن لادن، الذي حملته واشنطن مسؤولية هجمات الـ 11 من سبتمبر 2001.  

وإبان حكمه، عادت النساء إلى الظهور والذهاب إلى المدارس، في حين تشكل مجتمع مدني نابض بالحياة، وارتفعت ناطحات السحاب في العاصمة كابول، وامتدت الطرق وأُنشئت البنى التحتية، لكن حكمه اتسم أيضاً بانتشار مزاعم بشأن تفشي الفساد وانتعاش تجارة المخدرات.