تسريبات الاتفاق النووي الإيراني تشعل غضب إسرائيل بـ"الغرف المغلقة"

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد في القدس. 14 يوليو 2022 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد في القدس. 14 يوليو 2022 - AFP
دبي -الشرق

قال مسؤولون أميركيون إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سعت في الأيام القليلة الماضية إلى "طمأنة إسرائيل بشأن العودة للاتفاق النووي مع إيران"، بحسب موقع "والا" الإسرائيلي، إلا أن تلك المحاولات "لم تحقق هدفها"، خصوصاً أن التسريبات الأخيرة بشأن بنود الاتفاق المقترح، أشعلت غضباً إسرائيلياً في المحادثات المغلقة مع  الأميركيين.

وقال مسؤولون أميركيون لـ"والا"، طلبوا عدم كشف هوياتهم، إن إدارة بايدن أجرت، خلال الأيام العشرة الأخيرة، محادثات مع مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، لطمأنة إسرائيل بأنه خلافاً للتقارير الإعلامية لم تقدم إدارة بايدن تنازلات جديدة لإيران في المسودة النهائية للاتفاق، والتي قدمها الاتحاد الأوروبي للإيرانيين.

وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا للصحافيين، الخميس، إن لبيد بعث رسالة إلى البيت الأبيض مفادها أن الصيغة النهائية للاتفاق النووي، والتي نقلها الاتحاد الأوروبي لإيران، لا تقف عند الخطوط الحمراء التي تعهد بايدن الالتزام بها، وأوضحوا أن لبيد يعتقد أن على الولايات المتحدة أن تغادر طاولة المفاوضات فوراً.

وذكر موقع "والا" أن التقارير التي تداولتها وسائل الإعلام بشأن التنازلات، التي قدمتها الولايات المتحدة لإيران، دفعت مسؤولي البيت الأبيض إلى إجراء جولة جديدة من محادثات التهدئة مع نظرائهم الإسرائيليين، مساء الخميس وطوال يوم الجمعة، بهدف التأكيد على عدم وجود أي تغيير في الموقف الأميركي، وأن إدار بايدن لم تتزحزح عن تلك الخطوط الحمراء، وأنه على العكس من ذلك، فإن الإيرانيين هم من تراجعوا عن مطلبهم بإخراج الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأميركية.

"محادثات أكثر حدة"

وقال مسؤول بالإدارة الأميركية، وصفه موقع "والا" بأنه "مطلع" على الرسالة الأميركية إلى إسرائيل، إن "الاتفاق قد يكون أقرب مما كان عليه قبل أسبوعين، لكن النتيجة لا تزال غير مؤكدة مع استمرار بعض الثغرات في مواجهة الإيرانيين"، وأضاف: "على أي حال، لا يبدو التوقيع على الاتفاق وشيكاً بالمفهوم الفوري".

في المقابل، أكد مسؤولون إسرائيليون أن الأيام الأخيرة شهدت اتصالات مكثفة مع البيت الأبيض، لكنهم أوضحوا أن المحادثات باتت "أكثر حدة"، وشملت مناقشات عميقة للغاية، ظل معظمها خلف "الغرف المغلقة". وقالوا إن الهدف من المؤتمر الصحافي، الذي عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، كان التأكد من أن البيت الأبيض يدرك مدى جدية مخاوف إسرائيل بشأن الاتفاق النووي الجديد مع إيران.

لقاء واشنطن

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولتا سيلتقي نظيره الأميركي جيك سوليفان في البيت الأبيض، الثلاثاء، في واشنطن لبحث الاتفاق النووي، فيما يتوقع مسؤولون إسرائيليون ألا تكون المحادثات "بسيطة".

ونقل موقع "والا" عن مسؤول إسرائيلي قوله: "لسنا مطمئنين، على العكس، نحن قلقون للغاية".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون، إن محادثات مكثفة ومتواصلة تجري مع إسرائيل بشأن الملف الإيراني، وإن هذه المحادثات ستستمر خلال زيارة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي للعاصمة الأميركية واشنطن، الأسبوع المقبل. وأضاف: "لا يوجد داعم لأمن إسرائيل أكبر من الرئيس بايدن".

مخاوف من مواجهة علنية

 وهناك مخاوف في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي من عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، لكن هذه المخاوف تتفاقم بسبب تزامنها مع ذروة الحملات الانتخابية الجارية في إسرائيل استعداداً للانتخابات العامة المقررة في نوفمبر المقبل.

وتنبع هذه المخاوف من أن الإعلان عن اتفاق نووي جديد مع إيران قبل الانتخابات الإسرائيلية، سيتيح لزعيم المعارضة ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو مهاجمة لبيد والادعاء بأنه فشل في الملف الإيراني.
 
 ونقل موقع "والا" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه على الرغم من أن المحادثات الإسرائيلية مع الإدارة الأميركية بشأن الملف الإيراني باتت صعبة ومتوترة للغاية في الآونة الأخيرة، إلا أن لبيد ليست لديه أي نية للخروج في حملة علنية ضد الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب الاتفاق النووي مع إيران.

وقال مسؤول إسرائيلي: "سياستنا هي عدم الوصول إلى حد المواجهة العلنية مع الولايات المتحدة كما حدث في عام 2015، فنحن لن ندمر العلاقة مع إدارة بايدن مثلما فعل نتنياهو مع أوباما".

اختلاف في المواقف

وأشار موقع "أكسيوس" الأميركي إلى أنه رغم الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية، المعارض بشدة لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، إلا أن العديد من كبار مسؤولي الجيش والاستخبارات الحاليين والسابقين في إسرائيل يفكرون بشكل مختلف.

ولفت الموقع إلى تصريحات متكررة لرئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهارون حاليفا خلال اجتماعات المجلس الأمني المصغر في إسرائيل، ​​قال فيها إن العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران "سيخدم مصالح إسرائيل".

كما ذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، قال في جلسات خاصة إن الوضع الحالي، أي البقاء دون اتفاق مع إيران، أسوأ من العودة إلى اتفاق عام 2015.

كما سبق لرئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق تامير هيمان، أن كتب على تويتر بأن الاتفاق الذي يجري التفاوض بشأنه مع إيران "سيء، لكنه ما زال ضرورياً لكبح جماح برنامج إيران النووي، وإتاحة الوقت اللازم لإعداد خيار عسكري".

"الحرس الثوري"

من ناحية أخرى، قال مستشار فريق التفاوض الإيراني محمد مرندي، السبت، إن "طهران أكدت مراراً خلال الأشهر الماضية أن إزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأميركية لم يكن شرطاً مسبقاً ولا مطلباً أساسياً".

ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، عن مرندي قوله إن "شطب اسم الحرس الثوري من قوائم الإرهاب الأميركية لم يكن شرطاً أبداً لأي اتفاق، وإن طهران من جانبها ستحتفظ بإبقاء اسم القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط (CENTCOM) ضمن قائمة الإرهاب" الخاصة بإيران.

وأفادت الوكالة بأن تصريحات مستشار فريق التفاوض الإيراني جاءت رداً على ما وصفته بـ"المزاعم" الأميركية بأن "إيران طالبت بشطب اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية خلال محادثات فيينا".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات