فرنسا.. "جيش رقمي" يساند اليميني زمور في معركة الرئاسة

time reading iconدقائق القراءة - 6
الصحافي والروائي الفرنسي إيريك زمور في حفل ترويجي لكتابه في مدينة بوردو الفرنسية - Bloomberg
الصحافي والروائي الفرنسي إيريك زمور في حفل ترويجي لكتابه في مدينة بوردو الفرنسية - Bloomberg
دبي-الشرق

أصبح اليميني المتطرف إريك زمور، أكثر المرشحين للانتخابات الرئاسية في فرنسا حضوراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تقارير عن وجود "جيش رقمي" يساند حملته الانتخابية.

وأفادت وكالة "بلومبرغ" الأميركية بأن هناك "منظومة رقمية متكاملة" على مختلف منصات التواصل الاجتماعي تحشد الدعم للصحافي والروائي المثير للجدل إريك زمور.

ولفتت إلى أن هذه المنظومة تعمل بطريقة مشابهة لتحالف المصالح على مواقع التواصل الاجتماعي الذي دعم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال الأشهر التي سبقت الانتخابات الرئاسية لعام 2016 والتي فاز بها.

وأوضحت الوكالة أن المنظومة الرقمية المؤيدة لإيريك زمور تنشط عبر مجموعات ناطقة بالفرنسية على موقع "فيسبوك"، وتنشر رسائل منسقة داعمة للمرشح اليميني المتطرف على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى من قبيل "تويتر"، مشيرةً إلى أنه من غير الواضح من يقف وراء هذه المنظومة. 

وبالرغم من أنه لم يعلن بعد ترشحه رسمياً للرئاسة، تتوقع استطلاعات وصول إيريك زمور إلى الدورة الثانية من الاستحقاق ومواجهته الرئيس الحالي إمانويل ماكرون.

شعبية كاسحة

ونقلت "بلومبرغ" عن سيسيل سيمونز، مديرة الأبحاث في معهد الحوار الاستراتيجي في لندن، القول إن زمور "يولد تفاعلاً عبر الإنترنت أكثر من أي مرشح معلن آخر من خلال إثارة الجدل والادعاءات الزائفة في تصريحاته، والتي تضخمها خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي".

لفتت الوكالة الأميركية إلى أن التفاعل مع تصريحات زمور يحدث بشكل لافت للنظر على مساحات الإنترنت التي تسمى بـ"Fachosphère"، وهو مصطلح فرنسي يستخدم للإشارة إلى مجموعات مؤيدي اليمين المتطرف على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن حملة التأييد الرقمية لصالح زمور تتجلى بشكل واضح على موقع "فيسبوك"، حيث "ارتفعت شعبية إيريك زمور إلى مستويات قياسية خلال الأشهر الـ18 الأخيرة". 

وخلصت نتائج بحث أجرته "بلومبرغ" إلى أن العديد من الحسابات والصفحات المؤيدة لإيريك زمور على "فيسبوك"، تم إنشاؤها منذ بداية عام 2020 بهدف واضح يتمثل في الترويج له في انتخابات 2022.

وتتوفر بعض هذه الصفحات والحسابات على متابعين تقدر أعدادهم بالآلاف، بحسب "بلومبرغ"، التي أشارت إلى أن حسابين اثنين بلغ عدد متابعي كل واحد منهما أكثر من مئة ألف.

وتنشر إحدى الصفحات، التي يتابعها 75 ألف شخص على فيسبوك، عشرات المنشورات يومياً، تروج لتصريحات زمور وأنشطته. ولضمان انتشار هذه المنشورات على نطاق أوسع، تقوم حسابات أخرى تروج بدورها لإيريك زمور، بمشاركة تلك المنشورات بشكل يبدو "بريئاً نسبياً، على حساباتهم الشخصية أو في مجموعات تضم الآلاف من مستخدمي فيسبوك.

وأوضحت "بلومبرغ" أن ملكية العديد من المجموعات والصفحات والحسابات الداعمة لإيريك زمور تبقى "غير واضحة"، مشيرةً إلى أن بعض هذه الحسابات ينشر رسائل مؤيدة لتفوق العرق الأبيض وتناهض الزواج من عرق آخر.

"فيسبوك" في مرمى الاتهام

وكانت وثائق سربتها الموظفة السابقة في "فيسبوك" فرانسيس هوجن كشفت أن الشركة تطبق معايير "متفاوتة" في عملية مراقبة وحظر الحسابات التي تنشر "المحتوى الضار"، بما في ذلك الرسائل العنصرية والأخبار الزائفة، وذلك حسب اللغة.

وأكدت الموظفة السابقة أنه بينما تكون معايير "فيسبوك" صارمة عند التعامل مع المنشورات المكتوبة باللغة الإنجليزية، فإن تبقى أقل صرامة عند التعامل مع المنشورات بلغات أخرى، وضمنها الفرنسية، بحسب ما نقلت "بلومبرغ".

ونفت شركة "ميتا" المالكة لموقع فيسبوك هذه الاتهامات، وقالت في تصريحات لـلوكالة الأميركية إنها ستنفق 5 مليارات دولار في 2021 فقط لتحسين سلامة وأمن استخدام "فيسبوك"، وهو أكبر مبلغ تنفقه أي شركة تكنولوجيا في العالم في عام واحد في هذا المجال، بحسب الشركة.

ولفتت الشركة إلى أن "40 ألف موظف في الشركة يعملون على شيء واحد. ضمان سلامة مستخدمي تطبيقاتنا في مزيد من الدول وبمزيد من اللغات حول العالم، بما في ذلك في فرنسا".

دعم متزايد على تويتر

ولفتت "بلومبرغ" إلى أن شعبية إيريك زمور على منصة "فيسبوك" يقابلها دعم متزايد له على منصة "تويتر"، إذ تزايد عدد الحسابات التي تروج له.

ومن بين أبرز الحسابات الداعمة لـ"زمور"، بحسب "بلومبرغ"، حساب يحمل اسم "Les Femmes Avec Zemmour" (النساء مع زمور)، و"Les Jeunes avec Zemmour" (الشباب مع زمور)، وكلاهما يروج لإيريك زمور ولآرائه السياسية.

ولفتت "بلومبرغ" إلى أن معظم هذه الحسابات على تويتر تم إنشاؤها في الفترة بين أبريل ومايو من العام الجاري.

ولفتت الوكالة إلى أن المنشورات التي يتم تداولها عبر هذه الحسابات على تويتر مشابهة في المعنى للمنشورات التي تتم مشاركتها على "فيسبوك"، لكنها "مصممة خصيصاً لتويتر"، إذ يتم نشر الرسائل القصيرة واقتصاص الصور ومقاطع الفيديو بشكل أفقي لتناسب أسلوب عرض الصور والفيديوهات على موقع تويتر.

اقرأ أيضاً: