Open toolbar

مسعوفون سوريون ينقلون جثة أحد ضحايا القارب. طرطوس (سوريا) 23 سبتمبر 2022 - الشرق

شارك القصة
Resize text
دمشق -

لقي 73 شخصاً على الأقل مصرعهم في كارثة غرق مركب يقل مهاجرين غير شرعيين قبالة سواحل سوريا، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ بدء ظاهرة الهجرة غير الشرعية انطلاقاً من لبنان.

والهجرة غير الشرعية ليست ظاهرة جديدة في لبنان الذي شكّل منصة انطلاق لللاجئين خصوصاً السوريين باتجاه دول الاتحاد الأوروبي، لكن وتيرتها زادت على وقع الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بلبنان منذ نحو 3 سنوات والذي دفع لبنانيين كثيرين إلى المخاطرة بأرواحهم بحثاً عن بدايات جديدة.

وعثرت السلطات السورية، الخميس، على عشرات الجثث قبالة مدينة طرطوس الساحلية، بينما تم إنقاذ 20 شخصاً، من ركاب المركب الذي أبحر من شمال لبنان، وتراوحت التقديرات بشأن عدد ركابه بين 100 و150 شخصاً، من دون أن تتضح بعد ملابسات غرقه.

وأعلن وزير الصحة السوري حسن الغباش، في بيان، أن عدد الضحايا بلغ 73 شخصاً "في حصيلة غير نهائية"، موضحاً أن عدد "من يتلقون العلاج في مستشفى الباسل (في طرطوس) 20 شخصاً".

وكان وزير الأشغال والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حمية، أفاد وكالة "فرانس برس" في وقت سابق بوفاة 61 شخصاً، موضحاً أن أغلبية الركاب الذين تجاوز عددهم 100 شخص هم من اللبنانيين واللاجئين السوريين.

وكان المركب يقل، وفقاً للتلفزيون السوري الرسمي، ما لا يقلّ عن 150 شخصاً، ما يعني أن العشرات ما زالوا في عداد المفقودين.

ولم يتم التعرف بعد، وفقاً لحمية، إلى هوية أغلبية الجثث لعدم العثور على أوراق ثبوتية.

وقال المسؤول في وزارة النقل السورية سليمان خليل لوكالة "فرانس برس": "نتعامل مع إحدى أكبر عمليات الإنقاذ، على مساحة تمتد على كامل الساحل السوري"، مشيراً إلى أن عمليات البحث مستمرة لكنها "تصبح أصعب مع مرور الوقت بسبب ارتفاع الأمواج".

وعصر الخميس، عثر على شاب قرب سفن راسية قبالة ميناء جزيرة أرواد السورية، فتم إرسال زورق إلى المكان، ليتم العثور بعدها على جثة طفل، قبل أن تبدأ "جثث الضحايا بالظهور"، وفق ما قال مدير عام الموانئ السورية سامر قبرصلي، في بيان، الخميس.

وعُثر على أغلبية الضحايا قبالة جزيرة أرواد وشواطئ طرطوس. 

وبدأت عائلات في لبنان، الجمعة، تشييع جثامين ضحاياها، بينها عائلة التلاوي، التي تمّ إنقاذ ابنها وسام وهو يتلقى العلاج حالياً في طرطوس، فيما توفيت ابنتاه (5 و 9 سنوات) ولا تزال زوجته مع طفلين آخرين في عداد المفقودين.

وتسلمت العائلة، وفقاً لما أفاد به أحمد، شقيق وسام، جثة الطفلتين، وجرى تشييعهما في مسقط رأسيهما في منطقة عكار شمال لبنان.

وقال أحمد لـ"فرانس برس" عبر الهاتف: "استيقظنا ولم نجد شقيقي، العامل في شركة تنظيفات"، مضيفاً "لم يقوَ على تأمين قوتِ يومه"، فذهب بحثاً عن حياة أخرى.

هجرة منظمة

وأعلن التلفزيون الرسمي السوري وصول القائم بأعمال السفارة اللبنانية إلى مستشفى الباسل في طرطوس، حيث نقل الناجون، ومنهم من يرقد في العناية المشددة.

ونشطت ظاهرة الهجرة غير الشرعية من شمال لبنان خلال السنوات الماضية، وغالباً ما تكون وجهة الزوارق قبرص، الدولة الأوروبية الواقعة قبالة السواحل اللبنانية. 

وبدأ الأمر مع لاجئين سوريين وفلسطينيين لا يترددون في القيام بهذه الرحلة الخطيرة بحثاً عن بدايات جديدة، قبل أن ينضم إليهم لبنانيون على وقع الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ قرابة 3 سنوات وصنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم. 

وتكرر خلال العام الجاري، غرق زوارق في عرض البحر بعد انطلاقها من شمال لبنان، ما أودى بعشرات الأشخاص، وأثار غرق مركب يقل العشرات في أبريل استياءً واسعاً في لبنان، وتم العثور في مرحلة أولى على 6 جثث، بينما لا تزال جثث آخرين في أعماق البحر ولم تنجح محاولات انتشالها.

ولم تثمر التدابير التي اتخذتها أجهزة الأمن في الحد من الظاهرة التي باتت وفق وزير الأشغال والنقل "هجرة غير شرعية منظمة".

وتُعلن الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية مراراً إحباط محاولات هجرة غير شرعية، خصوصاً من منطقتي طرابلس وعكار شمالاً، الأكثر فقراً  في لبنان. 

ووفقاً للأمم المتحدة، غادر أو حاول ما لا يقلّ عن 38 زورقاً يحمل أكثر من 1500 شخص مغادرة لبنان عن طريق البحر في الفترة بين يناير ونوفمبر 2021.

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.