أميركا.. "هوس 6 يناير" يرسم تحالفات الجمهوريين قبل التجديد النصفي

time reading iconدقائق القراءة - 6
زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي بعد لقائه النواب الجمهوريين في الكابيتول - 27 أبريل 2022 - AFP
زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي بعد لقائه النواب الجمهوريين في الكابيتول - 27 أبريل 2022 - AFP
دبي- الشرق

طمأن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي، كيفن مكارثي، زملاءه إلى أنه لم يطالب الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب بالاستقالة، بعدما اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.

وتلقّى مكارثي حفاوة بالغة، خلال أول لقاء مباشر له مع الجمهوريين في مجلس النواب، بعد تسريب محادثات خاصة له عرّضت قيادته للخطر، إذ تضمّنت انتقادات لترمب وأعضاء في أقصى اليمين بالحزب، علماً أنه قد يصبح رئيساً لمجلس النواب، إذا سيطر عليه الجمهوريون مجدداً، في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، المرتقبة في الخريف المقبل، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".

ونقلت الوكالة عن عضو جمهوري قوله إن الاجتماع كان "شافياً" بالنسبة إلى النواب، فيما أعرب آخر عن ثقته بأن مكارثي سيكون "الرئيس المقبل" للمجلس.

لكن مكارثي واجه تحدياً من نائبين متطرفين في الحزب، هما مات جايتز ومارجوري تيلور جرين، اللذان قالا إنهما شعرا باستهدافهما من قيادة الحزب في المجلس، بعد تعليقاتهما النارية بشأن أحداث 6 يناير. كذلك أعرب النائب الجمهوري سكوت بيري، وهو حليف لترمب وساعد في تنظيم الطعون بنتائج انتخابات 2020، عن مخاوفه في هذا الصدد.

وقال جايتز لشبكة "فوكس نيوز"، في إشارة إلى مكارثي: "إنه لأمر محبط أن ينال هذا الرجل حفاوة بالغة من الجمهوريين".

"هوس بأحداث 6 يناير"

يشكّل منتقدو مكارثي قوة سياسية في الحزب الجمهوري، ولكن يبدو أيضاً أنهم يمثلون أقلية متضائلة، إذ دعّم النواب مكارثي، الذي أتاح دخول كثيرين منهم إلى الكونجرس، ويجمع الآن تبرعات بملايين الدولارات، لاستعادة السيطرة على مجلس النواب، بحسب "أسوشيتد برس".

وتحدث النائب الجمهوري جلين جروثمان عن "هوس بما حدث في 6 يناير"، معتبراً أن "أحداً لا يهتم بذلك"، وأنه بات "ملكاً للتاريخ".

واعتبرت الوكالة أن مكارثي يمرّ الآن بمرحلة حرجة، إذ أن سعيه لترؤس مجلس النواب، بعد محاولة فاشلة في عام 2015، يعتمد بشكل كامل على علاقته المتقلّبة بترمب، الذي لا يزال يتمتع بنفوذ ضخم في الحزب.

خطر عنف محتمل

وأظهرت تسجيلات صوتية حديثة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أخيراً، أن مكارثي ضاق ذرعاً بالرئيس السابق، بعد اقتحام مؤيّديه الكابيتول، سعياً إلى منع المشرعين من المصادقة على انتخاب الديمقراطي جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة.

وسُمع مكارثي في التسجيلات، وهو يبلِغ أعضاء جمهوريين سراً بأنه يفكر في مطالبة ترمب بالاستقالة، محذراً من أن تعليقات عامة خطرة أدلى بها جايتز وآخرون "تعرّض الناس لخطر" عنف محتمل.

ونفى مكارثي رواية "نيويورك تايمز" للأحداث، ممّا دفع الديمقراطيين وآخرين إلى اتهامه بالكذب، علماً أن اللجنة النيابية التي تحقق في أحداث 6 يناير، تسعى إلى مقابلته.

سيناريوهات محتملة

مكارثي دافع الأربعاء عن أفعاله، مشيراً إلى أنه كان يطرح سيناريوهات محتملة، فيما سعى الديمقراطيون إلى عزل ترمب. وأكد أنه لم يطالب إطلاقاً الرئيس السابق بالاستقالة، علماً أن "نيويورك تايمز" لم تذكر أنه طلب من ترمب الاستقالة، بل أنه أبلغ النائبة الجمهورية ليز تشيني، المناهضة للرئيس السابق، وأعضاء آخرين في الحزب، أنه سيفعل ذلك.

وكان مكارثي أحد أوائل مؤيّدي ترمب، لكن علاقتهما تضرّرت، لا سيّما بعد أحداث 6 يناير. وإثر أعمال الشغب، ألقى زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، خطابات لاذعة ضد ترمب، فيما أظهرت محادثات عامة وخاصة لمكارثي في ذلك الوقت، غضباً من ممارسات أنصار الرئيس.

ولكن بعد تنصيب بايدن، زار مكارثي ترمب في فلوريدا، لإصلاح الأمور بينهما. كذلك تحدثا الأسبوع الماضي، وقال الرئيس السابق للقيادي الجمهوري إنه "ليس غاضباً" من التسجيلات المسرّبة.

"سلوك رجال ضعفاء"

ويحتاج مكارثي إلى 218 صوتاً على الأقلّ، لكي يصبح رئيساً لمجلس النواب، إذا سيطر عليه الجمهوريون مجدداً. وذكر النائب الجمهوري روجر ويليامز أن "الرئيس ترمب قال إن علاقتهما الآن أقوى من أيّ وقت"، مضيفاً: "هذا جيد بما يكفي بالنسبة إليّ. نؤيّد تماماً كيفن مكارثي... وحصل على دعم الجميع".

لكن جايتز كتب على "تويتر" أن التعليقات الخاصة التي أدلى بها مكارثي، والنائب ستيف سكاليس، ثاني أبرز زعيم جمهوري في مجلس النواب، لتشيني وآخرين، تندرج في إطار "سلوك رجال ضعفاء، وليس قادة".

وواجه سكاليس أيضاً أسئلة الأربعاء خلال اجتماع الجمهوريين، بعدما أوردت "نيويورك تايمز" أنه انضم إلى مكارثي في ​​إثارة قلقه بشأن تعليقات جايتز آنذاك. لكن سكاليس شدد على أن المكالمة كانت محادثة خاصة، ولم تشهد توجيه اتهامات لأيّ شخص. واعتبر أنه "أمر مثير للشفقة"، أن تتحدث وسائل الإعلام عن هذا الأمر.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات