رد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي على تقارير أميركية بشأن اقتراح "اتفاق مؤقت" مع بلاده بشأن برنامج إيران النووي، قائلاً إن واشنطن "تقول شيئاً كل يوم"، وأضاف أن الغرب رأى قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم "متى شاءت وبأي نسبة كانت"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
ونقلت الوكالة، الأحد، عن إسلامي قوله في مقابلة مع التلفزيون الإيراني إن حجم تخصيب اليورانيوم الذي حدث خلال السنة والنصف الأخيرة "غير مسبوق".
وكان موقع "أكسيوس" الأميركي نقل عن مسؤولين أميركيين، مطلع أبريل الجاري، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ناقشت مع شركائها في أوروبا وإسرائيل خلال الأسابيع الماضية اقتراحاً لاتفاق مؤقت مع إيران يتضمن تخفيف بعض العقوبات مقابل تجميد طهران أجزاء من برنامجها النووي.
ورد إسلامي على سؤال حول مثل هذه التقارير الأميركية قائلاً: "إنهم يقولون شيئاً كل يوم، هذه التصريحات مجرد أعذار.. كان كل هدفهم إيقاف التكنولوجيا النووية في إيران والقضاء عليها، لكنهم لم يفلحوا".
وأضاف: "الآن وبعد أن استغرق الأمر عدة أشهر ودارت المفاوضات من أجل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي) والوفاء بالتزاماتهم، ما زالوا لم يفعلوا ذلك لأسباب مختلفة، وقد ثبت للعالم عملياً أن هذه كلها مجرد أعذار وهدفهم الاساس هو منع تقدم إيران".
"يريدون تدمير كل شيء"
وأضاف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن تأثير إعلان طهران وصولها إلى نسبة تخصيب 60٪ "كان تأثيراً ملحوظاً جداً، ومن الطبيعي أن يؤثر على كيفية التفاوض"، وتابع: "تبلور الانطباع لديهم (الغرب) بأن إيران نووية ولا يمكنهم التخلص من ذلك بسهولة".
وكان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قال، نهاية فبراير، إن قدرة بلاده على تخصيب اليورانيوم تزيد الآن 2.5 مرة أكثر من أي وقت مضى، مشيراً إلى عدم وجود "مشكلة" لدى إيران إذا أرادت تخصيب اليورانيوم أعلى من 60٪.
وقال إسلامي: "الأهم من ذلك أنهم أدركوا أن هذه المعرفة معرفة محلية ولا يمكن القضاء عليها، فضلاً عن أنهم رأوا أن هناك قدرة لدى إيران على تخصيب اليورانيوم متى شاءت وبأي نسبة كانت".
وأوضح إسلامي أنه، خلال المفاوضات، جرت "محاولات من أجل إلغاء أجهزة الطرد المركزي، وتفكيك مفاعل الماء الثقيل، وتدمير كل شيء. هاجموا هذه الإمكانيات عدة مرات وفشلوا في كل مرة، وأصبحت ردود الفعل التي أظهرناها أقوى".
"تخصيب غير مسبوق"
ونبه إسلامي: "ربما كانت لدينا قدرة تخصيب من 10.000 إلى 12.000 "سو" (وحدة فصل) قبل عام ونصف، ولكن لدينا الآن أكثر من 32 ألف "سو" والكثير من أجهزة الطرد المركزي المتطورة".
وتابع إسلامي: "المهم بالنسبة لنا هو أننا وضعنا قدرة التصميم والتصنيع والإنتاج واسع النطاق بأقصى طاقتها في السنة والنصف الاخيرة، وهو أمر غير مسبوق في التاريخ. إن حجم التخصيب الذي حدث غير مسبوق وسيؤدي ذلك تلقائياً إلى جعل الأصدقاء والأعداء يدركون أن عليهم الاعتقاد بأن هذه القدرة هي قدرة حقيقية ولا يمكن إنكارها".
وكشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نهاية فبراير الماضي، عن ارتفاع مخزون إيران من اليورانيوم المخصب 18 مرة عن السقف المسموح به، فضلاً عن وجود جزيئات يورانيوم مخصب بدرجة نقاء تصل إلى 83.7% في منشأة "فوردو"، وهي نسبة قريبة جداً من درجة النقاء المطلوبة لصنع الأسلحة النووية.
ويقول الخبراء إنه إذا تم تخصيب هذا اليورانيوم إلى عتبة 90%، فسيكون ذلك كافياً لإنتاج قنبلة نووية واحدة على الأقل.
ورداً على سؤال حول مفاعل أراك للماء الثقيل قال: "وفقاً للاتفاقيات التي تم التوصل إليها في خطة العمل الشاملة المشتركة، تمت إعادة التصميم والتزموا بالمشاركة فيه. حيث أن إعادة التصميم هذه التي سميت IR20 هي بديل لما كان موجوداً لدى إيران في السابق IR3، ولكن بعد عملية التصميم لم يتعاونوا وأظهروا عملياً أنهم لم يفوا بأي من التزاماتهم. بناءً على قدراتنا الهندسية والصناعية، قمنا ببنائها بشكل أفضل بكثير من تلك الافتراضات ونحن الآن في مسار تثبيتها".
والمفاوضات الرامية لإحياء اتفاق عام 2015 المبرم بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي متعثرة منذ أغسطس 2022.
والاتفاق معطل منذ انسحاب الولايات المتحدة أحادياً منه عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب الذي أعاد فرض عقوبات على إيران. في المقابل عمدت إيران إلى التحرر من قيود يفرضها الاتفاق على برنامجها النووي.
اقرأ أيضاً: