اختطاف عشرات التلاميذ في نيجيريا والرئيس يأمر بعملية إنقاذ

time reading iconدقائق القراءة - 8
فصل دراسي مهجور في إحدى مدارس نيجريا بعد أن اختطف مسلحو بوكو حرام 110 طالبات في 2018 - AFP
فصل دراسي مهجور في إحدى مدارس نيجريا بعد أن اختطف مسلحو بوكو حرام 110 طالبات في 2018 - AFP
كانو-أ ف ب

أمر الرئيس النيجيري محمد بخاري، الأربعاء، بالقيام بعملية لإنقاذ ما لا يقل عن 42 شخصاً بينهم 27 تلميذاً خطفوا إثر اقتحام مسلحين مدرسة داخلية، بعد شهرين من اختطاف 344 مراهقاً في منطقة مجاورة في حدث أثار ضجة عالمية.

وهاجم مسلحون المعهد الحكومي للعلوم في بلدة كاغارا، وهو مدرسة داخلية تقع في ولاية النيجر، وقال محمد ساني إدريس مسؤول الإعلام في الحكومة المحلية لوكالة "فرانس برس"، إن قطّاع الطرق هاجموا المدرسة فجر الأربعاء، وخطفوا 42 شخصاً".

وأضاف إدريس: "عند وقوع الهجوم كان هناك 650 تلميذاً في المدرسة، واقتادوا معهم 27 تلميذاً مع 3 معلمين. لقد قتل تلميذ. وخطف أيضاً 12 من أفراد عائلات المعلمين"، لافتاً إلى أن هذه آخر حصيلة بحوزته بعد إجراء عملية التحقق.

وكان مصدر أمني ومسؤول قالا في وقت سابق لـ"فرانس برس" إن "مئات التلاميذ" خطفوا في هذا الهجوم.

وأمر الرئيس النيجيري محمد بخاري في بيان "القوات العسكرية والأمنية بإعادة كل المخطوفين سالمين وعلى الفور".

بحث جوي

وكان مصدر أمني قال، الأربعاء، إن الجنود يبحثون بدعم جوي عن الخاطفين والرهائن للقيام بعملية إنقاذ محتملة.

وأمر حاكم ولاية النيجر أبو بكر ساني بيلو، بالإغلاق الفوري للمدارس الداخلية في 4 مقاطعات حتى إشعار آخر.

وقال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "إننا نطالب بالإفراج الفوري عنهم. الهجمات على المدارس والتلاميذ أمر مشين وتجب إدانتها بأشد العبارات".

وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن "الهجمات على المدارس وعمليات خطف الأطفال جرائم حرب يجب تقديم مرتكبيها للعدالة".

أما منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" فقالت: "يجب أن يشعر الأطفال بالأمان في المنزل والمدرسة في كل الأوقات، ويجب على ذويهم ألا يقلقوا بشأن سلامة أطفالهم عندما يرسلونهم إلى المدرسة في الصباح"

عمليات خطف مكثفة

ومنذ نحو 10 سنوات، تشهد منطقتا شمال غرب نيجيريا ووسطها أعمال عنف تقوم بها مجموعات إجرامية، وكثفت عصابات مسلحة معروفة محلياً باسم "قطاع الطرق" في شمال نيجيريا وغربها ووسطها هجماتها في السنوات الماضية، وعمليات الخطف مقابل فدية وجرائم الاغتصاب والنهب.

ويأتي هذا الاختطاف الجماعي بعد شهرين على خطف مجموعات إجرامية موالية لجماعة "بوكو حرام" 344 مراهقاً من مدرسة داخلية في كانكارا بولاية كاتسينا المجاورة، تم إطلاق سراح التلاميذ بعد أسبوع، عقب مفاوضات مع السلطات.

وأثارت تلك العملية موجة استنكار واسعة في العالم، وأحيت ذكرى اختطاف بوكو حرام أكثر من 200 فتاة في شيبوك (شمال شرق) عام 2014.

وفي 9 فبراير، استسلم المسؤول عن عملية الخطف وهو زعيم جماعة مسلحة يدعى أوالون دوداوا مقابل صفقة عفو.

وقالت هدايات حسن مديرة "مركز الديمقراطية والتنمية" للأبحاث الذي يوجد مقره في أبوجا: "بالنسبة إلى هذه الجماعات الإجرامية، فإن أسهل طريقة للحصول على أموال الحكومة الآن هي خطف تلاميذ المدارس".

وأضافت: "على الحكومة أن تضمن أمن المدارس وبشكل طارئ أيضاً، وإلا فإن عمليات شيبوك ودابشي وكانكارا ستشجع آخرين على القيام بما هو أسوأ".

مدارس آمنة

ودعا رئيس مجلس الشيوخ النيجيري، أحمد لاوان، إلى استراتيجية جديدة "لضمان مدارس آمنة، إذ سيكون لموجة الاختطاف هذه تأثير سلبي على رغبة الأهل، واستعدادهم لإرسال أطفالهم إلى المدرسة".

ويعتقد أن تلك المجموعات تختبئ في مخيمات بغابة روغو الممتدة بين ولايات زمفارا وكاتسينا وكادونا والنيجر، ورغم انتشار القوات النيجيرية فإن الهجمات الدامية مستمرة.

وأودى عنف الجماعات المسلحة بحياة أكثر من 8 آلاف شخص منذ عام 2011، وأجبر أكثر من 200 ألف على الفرار من منازلهم، وبالإضافة إلى هذه الجماعات المسلحة، تواجه أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان تحديات أمنية هائلة.

ويعاني شمال شرق نيجيريا من تمرد مسلح منذ 10 سنوات تسبب بأزمة إنسانية كبيرة، ويشهد وسطها عدداً متزايداً من النزاعات على الأراضي بين الرعاة والمزارعين.

أما الجنوب الشرقي الغني بالنفط، والذي لا يفيد دخله السكان المحليين، فيعاني من انعدام الأمن وعمليات الاختطاف.

واستبدل الرئيس بخاري قادة الجيش الأربعة الرئيسيين في نهاية يناير، بعد انتقادات متزايدة لطريقة إدارته للنزاعات.