الصين: سنواصل تحديث ترسانتنا النووية وعلى أميركا وروسيا خفضها

time reading iconدقائق القراءة - 6
علم صيني فوق مفاعل توكاماك النووي ويُطلق عليه اسم "الشمس الاصطناعية" - آنهوي - الصين - 14 نوفمبر 2018 - REUTERS
علم صيني فوق مفاعل توكاماك النووي ويُطلق عليه اسم "الشمس الاصطناعية" - آنهوي - الصين - 14 نوفمبر 2018 - REUTERS
بكين / نيويورك: أ ف ب

أعلنت الصين، الثلاثاء، أنّها ستواصل "تحديث" ترسانتها النووية، مطالبة كلاً من الولايات المتحدة وروسيا بخفض مخزونهما من الرؤوس النووية، وذلك غداة تعهّد الدول الخمس الكبرى بمنع انتشار الأسلحة الذرية.

وقال فو تسونغ، المدير العام لإدارة الحدّ من التسلّح بوزارة الخارجية الصينية، إنّ "الصين ستواصل تحديث ترسانتها النووية من أجل مسائل الموثوقية والسلامة"، مؤكّداً أنّ "الولايات المتّحدة وروسيا ما زالتا تمتلكان 90% من الرؤوس الحربية النووية في العالم. وعليهما خفض ترسانتهما النووية بطريقة ملزمة قانوناً ولا رجوع عنها".

وتعهدت خمس قوى نووية عالمية، الاثنين، بمنع انتشار الأسلحة النووية وتجنب صراع نووي، وذلك في بيان مشترك نادر أصدرته قبل مراجعة مؤتمر معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في وقت لاحق من العام الحالي.

وقالت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وهي الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة في بيانها: "نعتقد أنه يجب منع زيادة انتشار هذه الأسلحة... لا يمكن كسب حرب نووية ويجب عدم خوضها إطلاقاً".

وعقب إعلان البيان، نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاوتشو قوله، إن "البيان المشترك الصادر عن زعماء الدول النووية الخمس، سيساعد في تعزيز الثقة المتبادلة واستبدال التنافس بين القوى الكبرى بالتنسيق والتعاون".

ونقلت "شينخوا" عنه قوله إن البيان "يجسد الإرادة السياسية للدول الخمس لمنع حرب نووية، ويعبر عن الصوت الموحّد الداعي للحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي وخفض خطر اندلاع نزاع نووي".

تعهد بالتخلي عنها مستقبلاً

وبغضّ النظر عن الخلافات الحالية التي تسببت بتوتر كبير بين كل من الصين وروسيا وشركائهما الغربيين، قالت القوى الخمس إنها تعتبر "تجنب الحرب بين دول تملك أسلحة نووية وخفض الأخطار الاستراتيجية، مسؤولياتنا الأولى".

وأوضحت بحسب البيان الذي أصدره البيت الأبيض: "بما أن الاستخدام النووي له عواقب بعيدة المدى، نحن نؤكد أيضاً أن الأسلحة النووية، طالما وجدت، يجب أن تخدم أغراضاً دفاعية ولردع العدوان ومنع الحروب".

وتابع البيان: "يسعى كل منا للحفاظ على إجراءاتنا الوطنية وتعزيزها لمنع الاستخدام غير المصرح به أو غير المقصود للأسلحة النووية".

كما تضمن البيان تعهداً بالتزام مادة رئيسية في المعاهدة تلزم بموجبه الدول بالتخلي عن السلاح النووي تماماً في المستقبل.

وتابع البيان: "ما زلنا عند تعهدنا باحترام التزامات معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بما في ذلك التزامنا بالمادة 6" حول معاهدة لنزع السلاح بشكل عام وتام تحت رقابة صارمة.

وبحسب الأمم المتحدة، انضم 191 بلداً إلى المعاهدة التي تدعو أحكامها إلى مراجعة عملها كل خمس سنوات.

تصاعد التوتر

يأتي هذا البيان في حين وصلت التوترات بين روسيا والولايات المتحدة إلى مستويات لم تشهدها إلا نادراً منذ الحرب الباردة، بسبب إرسال موسكو تعزيزات عسكرية إلى الحدود الأوكرانية.

في غضون ذلك، أثار صعود الصين في عهد الرئيس شي جينبينج مخاوف من أن التوتر مع واشنطن، قد يؤدي إلى صراع خصوصاً حول جزيرة تايوان. وتعتبر بكين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وقد تعهدت بضمها يوماً ما، وبالقوة إذا لزم الأمر.

وفي السياق، رحّبت روسيا بالإعلان وأعربت عن أملها في أن يؤدي التعهد الذي وقعته مع الدول الأربع الأخرى إلى تخفيف التوتر في العالم.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "نأمل، في ظل الظروف الصعبة الحالية للأمن الدولي، بأن تساعد الموافقة على هذا البيان السياسي على خفض مستوى التوتر في العالم". 

من جانبه، أوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالة "ريا نوفوستي" للأنباء، أن موسكو ما زالت تعتبر عقد قمة بين القوى النووية الكبرى في العالم "ضرورياً".

وأضاف بيان القوى النووية، أنه "يتعين على الدول الخمس أن تتخذ البيان المشترك كنقطة انطلاق جديدة، وأن تزيد الثقة المتبادلة وتعزز التعاون وتؤدي دورا نشطا في بناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن".

"النووي الإيراني"

يأتي البيان أيضاً فيما تسعى القوى العالمية للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، والذي من شأنه كبح جماح طهران النووي بعد أن توقف العمل بموجبه إثر انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018.

وحذّرت واشنطن مراراً بأن الوقت ينفد للتوصل إلى اتفاق.

في مقال رأي نشرته وسائل إعلام دولية أواخر العام الماضي، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وجود 13 ألف سلاح نووي في أنحاء العالم، بأنه تهديد متزايد، وأن استخدامها ممكن أعلى من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة. ووصف جوتيريش الأسلحة النووية بأنها "سيف مصلت" على الكوكب.

والاثنين، أصدر ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم  غوتيريش بياناً قال فيه إنّ "الطريقة الوحيدة لإزالة كلّ المخاطر النووية تكمن بإزالة كلّ الأسلحة النووية". 

وتعترف معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بأن الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة قوى نووية.

لكنّ الهند وباكستان طورتا أيضاً أسلحة نووية، فيما يعتقد أن إسرائيل تملك أسلحة نووية لكنها لم تعترف بذلك رسمياً.

وهذه الدول الثلاث ليست من بين الدول الموقعة على معاهدة عدم الانتشار النووي. وانسحبت كوريا الشمالية التي طورت أيضاً أسلحة نووية، من المعاهدة عام 2003.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات