أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الخميس، إغلاق المعهد الفرنسي للبحوث في إيران (إفري) بعد نشر مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة رسوماً كاريكاتورية اعتبرتها طهران "مهينة" للمرشد الإيراني علي خامنئي، فيما دعت باريس طهران بـ"الاهتمام بالداخل" في إشارة للاحتجاجات المستمرة منذ 3 أشهر.
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان إن طهران "تندد بعدم تحرك السلطات الفرنسية المعنية المتواصل في مواجهة معاداة الإسلام والترويج للكراهية العنصرية في الإعلام الفرنسي".
وأوضحت أنها ستضع حداً "لنشاطات المعهد الفرنسي للبحوث في إيران كمرحلة أولى" من رد طهران على الرسوم الكاريكاتورية.
وفي المقابل، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا في تصريحات لمحطة (إل.سي.آي) التلفزيونية، إن إيران "تنتهج سياسات سيئة عبر اتباع العنف مع مواطنيها واعتقال فرنسيين".
وزادت: "دعونا نتذكر أن حرية الصحافة موجودة في فرنسا على عكس ما يحدث في إيران، وأن تلك (الحرية) يشرف عليها قاضٍ في إطار قضاء مستقل، وهو أمر لا تعرفه إيران جيداً بلا شك"، مضيفة أن فرنسا "ليست بها قوانين تجرم التجديف"، بحسب وكالة "رويترز".
ويلتحق المعهد الفرنسي للبحوث في إيران بوزارة الخارجية الفرنسية. وأُسس عام 1983 بعد اندماج "البعثة الأثرية الفرنسية في إيران" (دافي) التي أنشئت في 1897، والمعهد الفرنسي لعلوم إيران في طهران (إفيت) الذي أسسه هنري كوربان عام 1947.
وتأتي هذه التصريحات على خلفية نشر مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية في عدد خاص، الأربعاء، رسوماً كاريكاتورية لخامنئي في سياق مسابقة أعلنت عنها دعماً للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر عقب وفاة الشابة مهسا أميني إثر توقيفها من جانب "شرطة الأخلاق" لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في إيران.
ولقي المئات حتفهم، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، وأُوقف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءاً كبيراً منها بمنزلة "أعمال شغب" يقف خلفها "أعداء" إيران، بحسب "فرانس برس".
وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان عبر تويتر، الأربعاء، "إن العمل المهين وغير اللائق الذي بادرت إليه مجلة فرنسية ضد المرجعية السياسية والدينية لن يمر دون رد حاسم وفعال".
وفي وقت لاحق، أعلنت الخارجية الإيرانية استدعاء السفير الفرنسي في طهران نيكولا روش على خلفية "السلوك المسيء لإحدى الصحف الفرنسية إزاء المرجعية والمقدسات والقيم الدينية والوطنية"، وفق وكالة أنباء "إرنا".
وأضافت "إرنا" أن الناطق باسم الوزارة ناصر كنعاني أبلغ السفير في لقاء عقد الأربعاء "احتجاج ايران الشديد على الحكومة الفرنسية"، مؤكداً أن بلاده "لن تقبل إطلاقاً بالإساءة إلى المقدسات ومبادئها الإسلامية والمذهبية والوطنية".
وتابع كنعاني: "إيران تحمّل الحكومة الفرنسية المسؤولية بشأن التداعيات المترتبة على هذا السلوك البغيض"، بحسب "إرنا".
وبقي المعهد الفرنسي للبحوث في إيران الواقع في وسط طهران مغلقاً لسنوات، وقد أعيد فتحه خلال عهد الرئيس السابق حسن روحاني (2013-2021) كعلامة على عودة الدفء إلى العلاقات بين فرنسا وإيران. ويضم المعهد مكتبة غنية يستخدمها طلاب اللغة الفرنسية وأكاديميون إيرانيون.
وتدهورت العلاقات بين فرنسا وإيران في الأشهر الأخيرة مع تعطل جهود إحياء المحادثات النووية التي تشمل باريس ومع اعتقال طهران لـ7 فرنسيين.
اقرأ أيضاً: