متحور "دلتا" يربك حسابات إنهاء الإغلاق ويثير مخاوف حول اللقاحات

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة جوية لشوارع خالية جزئياً في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، حيث فرضت السلطات إغلاقاً جزئياً بسبب متحور دلتا، 3 يوليو 2021 - AFP
صورة جوية لشوارع خالية جزئياً في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، حيث فرضت السلطات إغلاقاً جزئياً بسبب متحور دلتا، 3 يوليو 2021 - AFP
جاكرتا-أ ف ب

أعلنت إندونيسيا الثلاثاء، أنها ستستورد الأكسجين بشكل طارئ من جارتها سنغافورة، في وقت تبدو مستشفياتها على حافة الانهيار تحت ضغط فيروس كورونا الذي تجتاح نسخته المتحورة "دلتا" العالم، مربكة حسابات إنهاء الإغلاق.

وتتسارع حملة التطعيم دولياً في مواجهة التهديد الذي تمثّله المتحورة الشديدة العدوى، والتي تفاقم مأساة كثيرين في دول عدة وتحدث اضطرابات في برامج المناسبات الرياضية حول العالم. 

وبدأت الولايات المتحدة الثلاثاء بإرسال 20 مليون جرعة من اللقاحات إلى فيتنام، كجزء من مجموعة أولى تضم 80 مليون جرعة تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن تخصيصها للدول التي تواجه صعوبات في السيطرة على الوباء.

وينظر إلى اللقاحات على أنها المفتاح لإنهاء تدابير الإغلاق التي تؤدي إلى تضرر الاقتصادات جرّاء الوباء الذي أودى بنحو 4 ملايين شخص، وفق بيانات جمعتها "فرانس برس" بناءً على أرقام رسمية. لكن القلق ازداد من أن اللقاحات التي اعتبرت في البداية درع الوقاية من الفيروس، قد لا تكون فعّالة بما فيه الكفاية في وجه المتحورة دلتا.

وحذرت إسرائيل، التي كانت ضمن الأسرع عالمياً في عملية التطعيم، الاثنين من أن ارتفاع عدد الإصابات يعد مؤشراً الى أن لقاح فايزر/بايونتيك الذي استخدمته قد لا يقي كثيراً من احتمال الإصابة بالمرض بأعراض خفيفة، رغم أنه فعال على ما يبدو في تخفيف إمكان الإصابة بالمرض الشديد والحاجة للنقل إلى المستشفيات.

وفاة رغم اللقاحات

في إندونيسيا، تثقل موجة كوفيد شديدة كاهل المستشفيات، إذ باتت العائلات تحاول تأمين الأكسجين بنفسها لمساعدة المرضى في المنازل.

وتوفي نحو ألف موظف في قطاع الصحة في إندونيسيا جرّاء كوفيد، رغم أن نحو عشرة منهم تلقوا كامل جرعات اللقاحات.

وأكّدت جاكرتا الثلاثاء أنها ستتلقى نحو 10 آلاف جهاز مكثّف للأكسجين من سنغافورة. كما تتواصل السلطات مع دول بينها الصين للحصول على المساعدة.

وقال الوزير الإندونيسي لوهوت بينسار باندجايتان، إن بلده يستعد "لسيناريو سيتم فيه تسجيل ما يصل من 50 ألف إصابة يومياً، أو حتى 60 ألفاً إلى 70 ألفاً في أسوأ الحالات". وأضاف "لكن نأمل بألا يحدث ذلك".

تفشٍ متزايد

كما تواجه روسيا تفشياً متزايداً للوباء، إذ سجّلت عدداً قياسياً جديداً للوفيات على مستوى البلاد بلغ 737 حالة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

بدوره، قرر إقليم كاتالونيا الإسباني إعادة فرض قيود احتواء الفيروس، مثل إغلاق النوادي الليلية على أمل الحد من ارتفاع عدد الإصابات، خصوصاً في أوساط الشباب غير الملقّحين.

وتشهد بريطانيا أيضاً ارتفاعاً في عدد الإصابات الجديدة، وتحذّر من إمكان ارتفاع العدد بأكثر من 3 أضعاف ليصل إلى 100 ألف في اليوم، لكنها أعلنت مع ذلك أنها ستلغي معظم قيود احتواء الفيروس.

واعتباراً من 19 يوليو، لن يتعيّن على سكانها وضع الكمامات أو المحافظة على التباعد الاجتماعي في الأماكن المغلقة، بينما لن يكون على الأشخاص الذين تلقوا كامل جرعات اللقاحات الخضوع لحجر صحي اعتباراً من منتصف أغسطس حتى وإن خالطوا آخرين تأكدت إصابتهم بالوباء.

وباتت الإصابات بالمتحورة دلتا تمثّل حالياً جميع حالات الإصابة تقريبا بكوفيد في بريطانيا، لكن عمليات التطعيم الواسعة النطاق منعت ارتفاع أعداد الحالات التي تستدعي النقل إلى المستشفيات والوفيات.

وتستعد لندن لاستضافة الدور نصف النهائي والنهائي لكأس أوروبا لكرة القدم؛ إذ سمح لـ60 ألف متفرج بالحضور في ملعب ويمبلي، أي ما يعادل ثلثي قدرته الاستيعابية.

تحذير ألماني

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لنظيرها البريطاني بوريس جونسون الأسبوع الماضي، إنه يخاطر كثيراً عبر السماح لهذا العدد الكبير من الجماهير بالتجمّع.

وفي مؤشّر على المخاوف الناجمة عن المتحورة، اضطرت إنجلترا لتغيير كامل أعضاء فريقها للكريكت الثلاثاء، لمباريات دولية لمدة يوم واحد ضد باكستان، بعد تفشي فيروس كورونا في أوساط الفريق الإنكليزي.

ويرخي الفيروس بظلاله على مناسبات رياضية أخرى لعل أبرزنها أولمبياد طوكيو الذي يبذل منظّموه قصارى جهدهم للسيطرة على الوباء عند انطلاقه في وقت لاحق هذا الشهر.

وأفاد المنظمّون الثلاثاء أنه سيُطلب من الجماهير عدم الاصطفاف عند مسار الماراثون خشية تفشي كوفيد في أوساط الحاضرين.

وحذّرت رئيسة الألعاب سيكو هاشيموتو مؤخراً من أن تنظيم الأولمبياد من دون جماهير لا يزال خياراً مطروحاً في حال خرجت الإصابات عن السيطرة.