محاكمة نتنياهو.. شهادة مثيرة وضلوع في "قضية خطرة"

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مثوله أمام محكمة في القدس - 5 أبريل 2021 - AFP
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مثوله أمام محكمة في القدس - 5 أبريل 2021 - AFP
القدس-وكالات

اتهمت ممثلة الادعاء الإسرائيلية ليئات بن آري، الاثنين، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستخدام "المحاباة كعُملة"، مشيرةً إلى ضلوع الأخير في "قضية خطرة تتعلق بالفساد الحكومي"، وذلك في مستهل محاكمته في قضية فساد.

وأوضحت ممثلة الادعاء في استعراضها لما يطلق عليها القضية 4000، التي تربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بأصحاب مواقع إخبارية، أن "العلاقة بين نتنياهو والمدعى عليهم أصبحت عُملة، شيء يمكن تداوله".

وسعى المدعون في محكمة القدس الجزئية، لإثبات أن نتنياهو قدم خدمات لشركة "بيزك" للاتصالات، مقابل تغطية إيجابية له ولزوجته سارة، على موقع إخباري يعرف باسم "والا".

ولفتت بن آري، إلى ضلوع نتانياهو في "قضية خطرة تتعلق بالفساد الحكومي"، موضحةً أنه استخدم "السلطة الحكومية الواسعة الموكلة إليه في تعاملاته، مع مالكي وسائل الإعلام، من أجل تعزيز قضاياه الشخصية، ومن بينها رغبته في إعادة انتخابه".

وشهد الرئيس التنفيذي السابق لموقع "والا" إيلان يوشع، بأنه "تلقى سيلاً من رسائل البريد الإلكتروني، والرسائل النصية من أصحاب موقع (والا)، ومن مقربين من نتنياهو، لتحسين التغطية الإخبارية لرئيس الوزراء، والتخفيف من التغطية الإخبارية لمنافسيه السياسيين، أو انتقادهم".

"تعرضت للإيذاء"

وقال يوشع أمام المحكمة: "في نهاية عام 2012، بدأت الطلبات تأتي لاختيار مقالات تتحدث بإيجابية عن نتنياهو وزوجته سارة، وتجاهل المقالات غير المرغوب فيها وحذفها، فضلاً عن مهاجمة المنافسين له، مثل نفتالي بينيت".

وأضاف أن "حجم طلبات رئيس الوزراء وزوجته خلال أسبوع واحد، قد يعادل كل الطلبات التي قدمها السياسيون على مدى 13 عاماً"، وفق ما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست".

وأكد يوشع في شهادته، أنه تعرض لـ"الإيذاء"، من قبل الأشخاص الذين كان نتنياهو يرسلهم إليه، وأن الموقع "تعرض للضغط الشديد"، لدرجة أن "المحررين الآخرين، بدؤوا في فرض رقابة ذاتية على الأخبار الخاصة بنتنياهو، وتجنب كتابة تقارير تتضمن انتقادات له".

وأضاف يوشع، أنه ومحرراً كبيراً آخر في الموقع، كانا يلقبان نتنياهو باسم "كيم"، في إشارة إلى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، موضحاً أنهما فعلا ذلك لشعورهما بالخوف من توجيه التغطية نحو رئيس الوزراء.

وانصرف نتنياهو قبل استدعاء الشاهد الأول للإدلاء بشهادته، في أول محاكمة من نوعها لرئيس وزراء في السلطة، إذ وصف نتنياهو نفسه بأنه "ضحية عملية ملاحقة ذات دوافع سياسية".

تهم نتنياهو

ويواجه نتنياهو التهم بثلاث قضايا، أولها "قضية بيزك والا، التي قدم خلالها مزايا لمالك شركة "بيزك" وموقع "والا" الإخباري، مقابل تغطية إيجابية ودودة لنشاطاته، وثانيها القضية 2000 التي تتهم نتنياهو بعرض المساعدة في تحسين توزيع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مقابل "تغطية إيجابية".

فيما تتعلق القضية الثالثة المعروفة بـ1000 بتلقي نتنياهو "سيجاراً ثميناً وهدايا تقدّر قيمتها بنحو 700 ألف شيكل إسرائيلي، من رجال أعمال مقابل خدمات". وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات في القضايا الثلاث المرفوعة عليه.

وسعى نتنياهو إلى تجنب حضور جلسات محاكمته، إذ إن جلسة الاثنين تعد الثالثة التي يظهر فيها نتنياهو شخصياً، على الرغم من انعقاد نحو 10 جلسات تمهيدية منذ مايو الماضي.

ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة على أساس أسبوعي، أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء حتى نهايتها، وقد تستغرق سنة إلى ثلاث سنوات.

ويبدو أن نتنياهو يريد تجنب مثل هذه الادعاءات والتركيز على مساعيه الإيجابية، مثل إدارته للشؤون الخارجية، أو سياسته في إدارة أزمة وباء كورونا، وخطته للتطعيم، بعيداً عن مزاعم الفساد.