"دعماً لأوكرانيا وردعاً لروسيا".. واشنطن تدرس إرسال سفن حربية إلى البحر الأسود

time reading iconدقائق القراءة - 7
مدمرة صواريخ أميركية أثناء رسوها في المؤانئ الأوكرانية على البحر الأسود خلال تدريبات مشتركة مع البحرية الأوكرانية 25 فبراير 2019  - AFP
مدمرة صواريخ أميركية أثناء رسوها في المؤانئ الأوكرانية على البحر الأسود خلال تدريبات مشتركة مع البحرية الأوكرانية 25 فبراير 2019 - AFP
دبي-الشرق

قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية الخميس، إن واشنطن تدرس إرسال سفن حربية إلى البحر الأسود خلال الأسابيع القليلة المقبلة، من أجل إظهار الدعم لأوكرانيا، وسط الحضور العسكري الروسي المتزايد على الحدود الشرقية للبلاد. 

وأشار المسؤول، بحسب ما نقلته شبكة "سي. إن. إن" الأميركية، إلى أن البحرية الأميركية تسيّر بانتظام عمليات في البحر الأسود، لكنَّ نشر سفن حربية في هذا التوقيت، سيبعث برسالة محدَّدة إلى موسكو، مفادها بأن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب.

ووفقاً لاتفاقية 1936 التي تمنح تركيا السيطرة على المضائق إلى البحر الأسود، فإن على واشنطن، بحسب الشبكة، تقديم إشعار بنيتها الدخول إلى البحر قبل 14 يوماً، ومن غير الواضح ما إذا كان هذا الإشعار قد تم إرساله.

وقال المسؤول إن البحرية الأميركية مستمرة في تنفيذ طلعات استطلاعية في المجال الجوي الدولي فوق البحر الأسود لمراقبة الأنشطة البحرية الروسية، وأي تحركات لقواتها في جزيرة القرم.

ونفذت اثنتان من قاذفات "بي-1" الأميركية، الأربعاء، مهمات فوق بحر إيجه.

وقال المسؤول الأميركي، بحسب "سي. إن. إن"، "على الرغم من أن الولايات المتحدة لا ترى في احتشاد القوات الروسية استعداداً لأي عمل هجومي، إلا أنه إذا تغير أي شيء، فإننا سنكون مستعدين للرد".

وأضاف المسؤول أن التقييم الأميركي الحالي للأوضاع، هو أن الروس يجرون تدريبات ومناورات، ولم تشر الاستخبارات إلى أي أوامر من أجل إجراءات إضافية، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة على وعي كامل بأن هذا قد يتغير في أي لحظة.

قلق أميركي

وعبرت الإدارة الأميركية عن قلقها من تصاعد التوترات بين أوكرانيا وروسيا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي الخميس، إن "الولايات المتحدة قلقة بشكل متزايد من التصعيد الأخير للهجمات الروسية في شرق أوكرانيا، وخصوصاً تحركات القوات الروسية عند الحدود الأوكرانية".

وأضافت: "أنها مؤشرات تثير قلقاً كبيراًَ"، وموضحة أن عدد العسكريين الروس عند حدود أوكرانيا لم يسبق أن كان بهذا الحجم منذ 2014.

وبيّنت أن الولايات المتحدة تبحث مع شركائها في حلف شمال الأطلسي، بواعث القلق بشأن التوتر الإقليمي وانتهاكات وقف إطلاق النار.

وخلال الأسابيع الأخيرة تحدث كل من الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان إلى نظرائهم الأوكرانيين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس هذا الأسبوع: "إننا قلقون من التصعيد الأخير للعدوان الروسي في شرق أوكرانيا، بما في ذلك التقارير الموثوقة التي تحدثت عن تحركات للقوات الروسية على الحدود الأوكرانية، وجزيرة القرم المحتلة"، وفقاً لتعبيره.

وأضاف: "لقد طلبنا من روسيا توضيحاً لهذه الاستفزازات، لكن الأهم من ذلك هو ما لوحنا به مباشرة من رسائل تطمين لشركائنا الأوكرانيين".

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إنه من المهم لجميع الأطراف "الالتزام باتفاقية مينسك احتراماً لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".

كما دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي الخميس إلى سحب القوات من أجل خفض التصعيد، وذلك وفقاً للمتحدث باسم الحكومة الألمانية.

ووفقاً لرواية الكرملين عن المكالمة بين الزعيمين، فقد اتهم بوتين كييف بالقيام بـ"أعمال استفزازية".

توتر روسي-أوكراني

وكان القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، رسلان خومتشاك، قال أواخر مارس الماضي إن روسيا تعزز وجودها العسكري بالقرب من الحدود مع بلاده، متهماً موسكو باتباع "سياسة عدوانية" تجاه كييف.

كما أبدى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، قلقه بشأن ما وصفه بأنه "حشد عسكري روسي كبير، بالقرب من شرق أوكرانيا"، محذراً روسيا من أن "تصعيداً خطراً في الصراع في منطقة دونباس الأوكرانية، يمكن أن يدمر أوكرانيا".

لكن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قال إن التحركات العسكرية الروسية بالقرب من الحدود المشتركة مع أوكرانيا "لا تشكل تهديداً لأوكرانيا، أو لأي طرف آخر"، مشيراً إلى أن موسكو حركت قواتها في أنحاء البلاد بالشكل الذي تراه مناسباً.

وقال نائب وزير الخارجية الروسية، سيرغي ريابكوف، الاثنين الماضي، إن موسكو وواشنطن تجريان اتصالات على أعلى مستوى بشأن الأزمة الأوكرانية.

وتشهد المناطق الشرقية في أوكرانيا في الفترة الأخيرة اشتداد المواجهات بين أطراف الصراع المستمر منذ عام 2014، بعدما قال الجيش الأوكراني إن أربعة من جنوده قتلوا خلال معركة ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا في 26 مارس.

وتقاتل أوكرانيا الانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقة دونيتسك، منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014.

وتفاوضت أوكرانيا وروسيا على وقف إطلاق النار في المنطقة، من خلال "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" في يوليو 2020.

وتبنّى البرلمان الأوكراني قراراً، يعترف بأن وقف إطلاق النار انهار بسبب "زيادة ملحوظة في القصف والاستفزازات المسلحة، من قبل القوات الموالية لموسكو".

وتأتي التوترات الأخيرة تزامناً مع تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو، وهي الخطوة التي ترفضها روسيا وتحذر من أنها ستفاقم الأوضاع.

اقرأ أيضاً: