البيت الأبيض: نناقش تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى "ناتو"

time reading iconدقائق القراءة - 5
المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي - REUTERS
المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي - REUTERS
واشنطن، كييف-أ ف برويترز

أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن أوكرانيا تتطلع للانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ وقت طويل، وأن إدارة الرئيس جو بايدن تناقش هذه التطلعات مع البلاد.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، في تصريحات أوردتها "رويترز": "نحن ندعمهم بقوة، وتناقشنا معهم... لكن هذا قرار يتخذه ناتو".

أوكرانيا تحض الناتو على تسريع انضمامها 

وفي وقت سابق الثلاثاء، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تسريع عملية انضمام بلاده إلى "الناتو"، خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، معتبراً أن هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء النزاع مع الانفصاليين الموالين لروسيا.

وفي تغريدة بعد الاتصال قال زيلينسكي، إنه آن الأوان لحلف الأطلسي لكي يصادق على خطة العمل من أجل انضمام أوكرانيا إلى المنظمة. حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس".

وأعرب عن التزام كييف بإصلاحات الدفاع التي طلبها الحلف من أجل العضوية، لافتاً إلى أن "الإصلاحات وحدها لن توقف روسيا". 

وأوضح أن "حلف شمال الأطلسي هو السبيل الوحيدة لإنهاء الحرب في دونباس"، المنطقة الواقعة في شرق البلاد، التي تشهد نزاعاً مع انفصاليين موالين لروسيا.

واعتبر الرئيس الأوكراني، أن انضمام بلاده إلى خطة العمل "سيوجه إشارة فعلية إلى روسيا".

وكانت أوكرانيا أعلنت في ديسمبر، أنها تأمل في الانضمام عام 2021 إلى خطة العمل، تمهيداً للدخول إلى حلف شمال الأطلسي، رغم معارضة موسكو.

الكرملين يحذر من تفاقم الوضع

وبعد دقائق من الاتصال، قال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أمام الصحافيين: "نشك كثيراً في أن ذلك يمكن أن يساعد أوكرانيا على حل مشكلتها الداخلية. من وجهة نظرنا هذا الأمر سيفاقم الوضع".

الناتو "قلق"

من جهته، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي عن "قلقه" إزاء الأنشطة العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقال ستولتنبرغ في تغريدة على "تويتر": "اتصلت بالرئيس زيلينسكي للتعبير عن قلقي الشديد بشأن الأنشطة العسكرية الروسية في أوكرانيا، والمناطق المحيطة بها، والانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار".

وأضاف أن "حلف شمال الأطلسي يدعم بقوة سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، ونحن لا نزال ملتزمين بشراكتنا الوثيقة".

وقال متحدث باسم الحلف، إن ممثلي الدول الأعضاء في الحلف اجتمعوا في الأول من أبريل "لتبادل وجهات النظر حول الأجواء الأمنية في منطقة البحر الأسود".

وأضاف أن "الحلفاء شاركوا مخاوفهم بشأن الأنشطة العسكرية الروسية الواسعة النطاق التي قامت بها روسيا في الآونة الأخيرة في أوكرانيا ومحيطها. كما يشعر الحلفاء بالقلق إزاء الانتهاكات الروسية لوقف إطلاق النار المعلن في يوليو 2020، التي أسفرت عن مقتل أربعة جنود أوكرانيين الأسبوع الماضي".

وأضاف المتحدث أن "تصرفات روسيا المزعزعة للاستقرار تنسف الجهود المبذولة لنزع فتيل التوتر من خلال اتفاق 27 يوليو 2020، الذي تفاوضت عليه منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".

وقال "نبقى متيقظين وسنواصل متابعة الوضع عن كثب".

في المقابل، قلّل مسؤول من الحلف طلب عدم ذكر اسمه من احتمال انضمام أوكرانيا سريعاً، وقال لـ"فرانس برس"، إن على كييف "التركيز على الإصلاحات"، وتعزيز قدراتها الدفاعية "وفق معايير حلف شمال الأطلسي".

مقتل أربعة جنود

يأتي الاتصال مع إعلان الجيش الأوكراني، الثلاثاء، مقتل أربعة جنود بعد سلسلة من الاشتباكات على الجبهة خلال الساعات الـ48 الماضية.

كما يأتي في أوج التوتر الروسي - الأوكراني، إذ اتهمت كييف موسكو الأسبوع الماضي بحشد آلاف العسكريين عند حدودها الشمالية والشرقية، وكذلك في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.

تحذيرات لموسكو

وسارع حلفاء كييف الغربيون إلى الدفاع عنها مع سلسلة بيانات، تحذر روسيا من القيام بأي تحركات إضافية.

وكانت مجموعة السبع، أكدت في مارس، أنّها لن تعترف "بمحاولات روسيا إضفاء الشرعية على احتلالها" شبه جزيرة القرم.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن وعد نظيره الأوكراني، الجمعة، بدعم سيادة أوكرانيا في مواجهة روسيا المتّهمة بحشد قوات عسكرية على الحدود مع جارتها.

وأثارت أسابيع من المواجهات التي تجدّدت على الخطوط الأمامية المخاوف من احتمال تصاعد حدّة النزاع في شرق أوكرانيا، حيث تواجه القوات الحكومية انفصاليين موالين لروسيا.

وأعلنت روسيا، الجمعة، أنّ قواتها المسلّحة ستجري تدريبات عسكرية في جنوب البلاد قرب الحدود مع أوكرانيا للتدرّب على الدفاع في وجه الطائرات الهجومية المسيّرة.

ويخوض الجيش الأوكراني معارك في مواجهة الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك منذ 2014، بعد ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم في أعقاب انتفاضة أطاحت بالرئيس الأوكراني الذي كان مقرّباً من الكرملين فيكتور يانوكوفيتش.

وتبادلت موسكو وكييف الاتّهامات هذا الأسبوع بالوقوف وراء ارتفاع منسوب العنف عند الخطوط الأمامية، ما قوّض اتفاقاً لوقف إطلاق النار تمّ التوصّل إليه في يوليو الماضي.

ومنذ 2014 أسفر النزاع في شرق أوكرانيا عن أكثر من 13 ألف قتيل.

وتتّهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون، روسيا، بإرسال قوات وأسلحة لدعم الانفصاليين، وهو ما تنفيه موسكو.

اقرأ أيضاً: