الديمقراطيون يُعدّون لمواجهات جديدة مع الجمهوريين بـ"الشيوخ"

time reading iconدقائق القراءة - 8
زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر خلال مؤتمر صحافي في واشنطن - 25 مايو 2021 - Bloomberg
زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر خلال مؤتمر صحافي في واشنطن - 25 مايو 2021 - Bloomberg
واشنطن-بلومبرغ

يُعدّ زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، لجدول أعمال صيفي يشهد مزيداً من المواجهات مع الجمهوريين، رغم سعي الرئيس جو بايدن، إلى إشراكهم في خططه لتحسين البنية التحتية.

وأفادت وكالة "بلومبرغ"، بأن أعضاء مجلس الشيوخ سيستأنفون جلساتهم الأسبوع المقبل، مرجّحة أن يمرّر الحزبان مشروع قانون يستهدف تعزيز قدرة الولايات المتحدة على منافسة الصين.

لكن ذلك لا يحجب استخدام الجمهوريين، للمرة الأولى هذا العام، أسلوب التعطيل لمنع تشريع يتيح تشكيل لجنة، للتحقيق في اقتحام مقرّ الكونغرس، في الـ6 من يناير الماضي.

ورجّحت "بلومبرغ" ألا تكون هذه، المرة الأخيرة التي يستخدم فيها الحزب الجمهوري أسلوب التعطيل، إذ أن شومر يُعدّ لتصويت على ملفات تثير انقساماً حاداً بين الحزبين، بما في ذلك الإجراءات المتعلّقة بحقوق التصويت، والمساواة في الرواتب.

وجدّد تعطيل تشكيل لجنة التحقيق في أحداث الـ6 من يناير، دعوات داخل الحزب الديمقراطي إلى تعديل قواعد في مجلس الشيوخ، لإلغاء هذا التكتيك الذي يمنح حزب الأقلية سلطة على جدول الأعمال، من خلال تحديد عتبة 60 صوتاً، لتمرير مشاريع القوانين.

وقال السيناتور الديمقراطي بوب كيسي: "اعتدت أن أكون مؤيّداً لهذه القاعدة، وللحاجة إلى مزيد من الإجماع، وتمكين الأقلية، لكنها بلغت الآن مرحلة بحيث يحدث طغيان من الأقلية، إذ تسيطر على جدول الأعمال".

أسلوب التعطيل

وذكرت "بلومبرغ"، أن شومر لمّح الأسبوع الماضي، إلى ممارسة مزيد من الضغط، على عضوين ديمقراطيَين معتدلين في مجلس الشيوخ، هما جو مانشين وكيرستن سينيما، للتخلّي عن معارضتهما لفرض قيود على أسلوب التعطيل.

كذلك أبدى كلاهما تردداً في تجاوز الحزب الجمهوري، من أجل تمرير أجزاء أساسية من برنامج بايدن، من خلال مجلس الشيوخ، عبر استخدام إجراء تشريعي، يُسمّى تسوية الموازنة.

وقال شومر: "أعتقد بأن أحداث الأيام القليلة الماضية ربما جعلت كل عضو في تجمّعنا، يدرك أن كثيرين من زملائنا الجمهوريين ليسوا مستعدين للعمل معنا بشأن ملفات كثيرة، حتى في تلك التي نحاول فيها أن نتوصّل إلى اتفاق بين الحزبين".

وأعدّ شومر أجندة ليونيو، تبدأ بالتصويت على تمرير قانون للمساواة في الرواتب، يدعمه الديمقراطيون، ويلزم أرباب العمل إثبات أن الفوارق في الأجور بين الرجال والنساء، مرتبطة بالوظيفة، علماً أن الجمهوريين يعارضونه بشكل واسع، وفق "بلومبرغ".

ويمكن أن تشمل مسائل أخرى مدرجة على لائحة الديمقراطيين، تشريعات بشأن مبيعات الأسلحة للأفراد، والتصويت على مشروع قانون، صاغه الديمقراطيون، لإصلاح حقوق التصويت، يعارضه جميع الجمهوريين ومانشين.

كما تعهد شومر بإجراء نقاش في يوليو، بشأن خطط بايدن لتحسين البنية التحتية وتعزيز الاقتصاد، رغم أن البيت الأبيض والحزب الجمهوري لا يزالان متباعدين في هذا الصدد.

إصلاح الشرطة

وحتى الآن، ثمة إجراء وحيد للبنية التحتية، يحظى بدعم واسع في مجلس الشيوخ، هو مشروع قانون للطرق السريعة، بقيمة 303.5 مليار دولار، أُقرّ بالإجماع هذا الشهر في لجنة البيئة والأشغال العامة بالمجلس.

وأشارت "بلومبرغ"، إلى محادثات تُظهر إمكانات جدية للتوصّل إلى اتفاق خلال الأسابيع المقبلة، بشأن حزمة شاملة لإصلاح الشرطة، بعد وفاة الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد، تحت ركبة شرطي أبيض العام الماضي.

ويقود السيناتور الجمهوري تيم سكوت، والسيناتور الديمقراطي كوري بوكر، والنائبة الديمقراطية كارين باس، محادثات يمكن أن تسفر عن تشريع لتحسين تدريب الشرطيين، والحدّ من استخدام أسلوب الخنق، ووضع معايير فيدرالية لمذكرات يصدرها قضاة، تمكّن الشرطة من دخول مسكن، دون إبلاغ مسبق فوري لقاطنيه، مثل طرق الباب أو قرع الجرس، إضافة إلى تغييرات أخرى.

ومع ذلك، لا يزال على هؤلاء التوصّل إلى أفضل السبل لمحاسبة الشرطيين، في قضايا تنمّ عن وحشية، بما في ذلك مسألة استمرار حصول الشرطيين على حماية من المسؤولية، في دعاوى مدنية يرفعها الضحايا، أو عائلاتهم.

وكرّر زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، معارضته لإنهاء العقيدة القانونية لـ "الحصانة المؤهلة"، متسائلاً: "من دونها، كيف تجعل الناس يطبّقون إنفاذ القانون؟".

تشريع لمنافسة الصين

واعتبرت "بلومبرغ"، أن الأسابيع المقبلة ستكون أساسية بالنسبة للديمقراطيين، إذ إن جدلاً بشأن تجنّب إغلاق الحكومة، ورفع سقف الديون، قد يستهلك أواخر الصيف ومطلع الخريف.

وذكرت الوكالة أن مشروع قانون لمنافسة الصين، واجه عراقيل أظهرت قوة عدد ضئيل من الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، في التعطيل، ما يشير إلى تحديات أكبر تواجه برنامج بايدن.

ويتفق معظم الديمقراطيين والجمهوريين على التشريع، لضخّ أكثر من 150 مليار دولار في البحث والتطوير، ومساعدة قطاع تصنيع أشباه الموصلات.

ورغم الدعم الواسع من الحزبين لمشروع القانون، هدد أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ، بينهم مايك لي وراند بول، بإبقاء المجلس ملتئماً خلال عطلة نهاية الأسبوع.

واستخدم الجمهوريون، بقيادة ماكونيل، قاعدة التعطيل لكبح إجراء تحقيق مستقل في اقتحام مبنى الكابيتول، نتيجة مخاوف من أن يتمكّن الديمقراطيون من استخدامه ضد حزبهم، في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، المرتقبة في عام 2022.

اقرأ أيضاً: