الجمهوريون يعرقلون تشكيل لجنة تحقيق في "اقتحام الكونغرس"

time reading iconدقائق القراءة - 6
تنكيس العلم الأميركي بعد مصرع ضابط شرطة خلال "اقتحام الكونغرس" في واشنطن - 19 يناير 2021  - REUTERS
تنكيس العلم الأميركي بعد مصرع ضابط شرطة خلال "اقتحام الكونغرس" في واشنطن - 19 يناير 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

عرقل أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي، الجمعة، مشروع قانون لتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في اقتحام مقر الكونغرس في 6 يناير الماضي، حيث صوت 54 عضواً في المجلس، لصالح تشكيل اللجنة، بينما يتطلب إقرار القانون تصويت 60 عضواً.

من جانبها، وصفت كارين جين بيير، نائبة المتحدثة باسم الأبيض، في تعليق مقتضب على متن الطائرة الرئاسية، أحداث اقتحام مقر الكونغرس في 6 يناير الماضي بـ"المشينة"، مؤكدة على الرغم من قرار مجلس الشيوخ، أنها "تستلزم التحقيق فيها". 

وبحسب ما ذكر موقع "أكسيوس"، يرى الديمقراطيون أن اللجنة ضرورية للتحقيق في أحد أحلك الأيام في تاريخ الولايات المتحدة، في حين يخشى الجمهوريون من استخدام اللجنة كسلاح لهزيمتهم سياسياً قبل الانتخابات النصفية لعام 2022.

وفي 20 مايو الجاري، أقر مجلس النواب الأميركي، مشروع قانون لتشكيل لجنة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على غرار تلك التي شكلت في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، من أجل التحقيق في أحداث الشغب في مقر الكابيتول الأميركي في 6 يناير الماضي.

ويعارض زعيم الأقلية الجمهورية في المجلس كيفن مكارثي، وقيادة الحزب تشكيل اللجنة، لكن مع ذلك صوَّت من أجل إنشائها 35 نائباً جمهورياً، وهو ما يشير بحسب موقع "أكسيوس" الأميركي إلى التصدُّعات داخل الحزب عقب تمرد الكابيتول.

الدفاع عن ترمب

وذكرت شبكة "سي إن بي سي" الأميركية أنه لم ينضم سوى عدد قليل من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري إلى الديمقراطيين في دعم التشريع، والذي من شأنه أن يشكل لجنة من 10 أعضاء للتحقيق في سبب الهجوم. ويختلف الحزبان حول أفضل السبل للتحقيق في الهجوم على الهيئة التشريعية ومنع هجوم آخر على العملية الديمقراطية.

ومن المرجح أن يؤدي التصويت إلى إنهاء تشكيل لجنة ديمقراطية كان الغرض منها فهم المحاولة العنيفة لتعطيل نقل السلطة إلى الرئيس جو بايدن. وزعم قادة الحزب الجمهوري أن اللجنة قد تكرر الجهود الحالية التي تبذلها وزارة العدل ولجان الكونغرس للتحقيق في هجوم مؤيدي ترمب، والذي أدى إلى مصرع 5 أشخاص، بما في ذلك ضابط شرطة الكابيتول براين سيكنيك.

ويهدف كبار المشرعين الجمهوريين، لا سيما في مجلس النواب، إلى تخفيف حدة الانتقادات الموجهة إلى الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي لا يزال الشخصية الأكثر شعبية في الحزب الجمهوري. ويقلل الزعماء الجمهوريون من أهمية الانتقادات الموجهة إلى ترمب قبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2022.

وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، بعد التصويت "بدافع الخوف أو الولاء لدونالد ترمب، منعت الأقلية الجمهورية الشعب الأميركي من الحصول على الحقيقة الكاملة بشأن 6 يناير".

وكان مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون أقر التشريع في وقت سابق هذا الشهر، بأغلبية 252 صوتاً مقابل 175 صوتاً، حيث عارضه من الجمهوريين 175 ممثلاً وأيده 35 منهم.

"سلاح سياسي"

وبحسب تقرير لوكالة "بلومبرغ" الأميركية، جاء التصويت بعد أن وافق زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر على تأجيل تمرير مشروع قانون من الحزبين لتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية للولايات المتحدة ومواجهة صعود الصين، حيث طالبت مجموعة من المشرعين الجمهوريين بمزيد من الوقت للنظر في التشريع.

واتهم ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي، الديمقراطيين بأنهم يريدون اللجنة "سلاحاً سياسياً"، بينما اتهم شومر الجمهوريين بالسعي لعرقلة العدالة من خلال منع إجراء تحقيق مستقل.

وينص مشروع القانون على تشكيل لجنة من 10 أشخاص للتحقيق في العوامل التي أدت إلى التمرد في أحداث الكابيتول، بحيث يُعين كل من القادة الديمقراطيين والجمهوريين نصف أعضائها، الذين لا يمكن أن يكونوا مسؤولين حكوميين حاليين.

وكان من المفترض أن تقوم اللجنة، التي سيكون لها سلطة الاستدعاء، بإعداد تقرير حول تحقيقها بحلول نهاية العام.

بيلوسي تنتقد الجمهوريين

وانتقدت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، عرقلة الجمهوريين لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة خاصة بأحداث الكابيتول، وقالت في بيان نُشر في حسابها على تويتر، إن "إنكار زعيم الأقلية ميتش ماكونيل والجمهوريين لحقيقة تمرد 6 يناير يجلب العار لمجلس الشيوخ".

وأشارت بيلوسي إلى أن ماكونيل طلب من الجمهوريين في مجلس الشيوخ تقديم "خدمة شخصية" له والتصويت ضد لجنة 6 يناير، معتبرة أن "الرضوخ لطلب ماكونيل الشخصي يعني استسلام أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لهجوم الغوغاء في 6 يناير".

وهاجمت بيلوسي بكلمات قاسية موقف الحزب الجمهوري من مشروع لجنة التحقيق، مضيفة أن "جبن الجمهوريين في رفض حقيقة ذلك اليوم المظلم يجعل الكابيتول وبلدنا أقل أماناً. من الواضح أنهم يضعون مخاوفهم الانتخابية فوق أمن الكونغرس والبلد".

وختمت رئيسة مجلس النواب الأميركي بيانها قائلة "احتراماً لمسؤوليتنا تجاه الكونغرس الذي نخدم فيه والدولة التي نحبها، سيشرع الديمقراطيون في العثور على الحقيقة".