الكونغرس يحقق في "الفشل الأمني" خلال اقتحام مقرّه

time reading iconدقائق القراءة - 8
عناصر من الحرس الوطني أمام مبنى الكونغرس - 15 فبراير 2021 - Bloomberg
عناصر من الحرس الوطني أمام مبنى الكونغرس - 15 فبراير 2021 - Bloomberg
واشنطن -وكالات

أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن الكونغرس الأميركي حوّل اهتمامه إلى الإخفاقات الأمنية التي كشفها اقتحام مقرّه الشهر الماضي، بعد طيّ صفحة محاكمة الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي بُرئ من تهمة "التحريض على التمرد"، إثر دخول مؤيّدين له مبنى الكابيتول، محاولين إحباط المصادقة على انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة.

وأشارت الوكالة إلى أن آلافاً من قوات الحرس الوطني ما زالوا يتجوّلون في قاعات الكونغرس، حيث لا تزال نوافذ زجاجية مكسورة، كما بقيت أبواب من دون مقابض.

وبعد تبرئة ترمب، لا يزال مشرّعون يطالبون بإجابات، ويسألون كيف يمكن لجهاز الأمن أن يفشل بشكل كارثي، وكيف يمكنهم التأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى؟

وقال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي بعد التصويت بتبرئة الرئيس السابق: "لا يمكن اعتبار هذا اليوم بمثابة الصفحة الأخيرة من الكتاب. ما كنا نتحدث عنه اليوم هو مساءلة زعيم الغوغاء. ولكن لا يزال علينا حماية (أنفسنا) من الغوغاء مستقبلاً، وملاحقة أعضاء الغوغاء".

استدعاء مسؤولين أمنيين

ومنذ التصويت في مجلس الشيوخ السبت الماضي، أعلن قياديون ديمقراطيون أنهم سيتخذون خطوات لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة، مشابهة لتلك التي درست الإخفاقات الأمنية التي سبقت هجمات 11 سبتمبر 2001.

واستدعت لجنتان في مجلس الشيوخ مسؤولين أمنيين بارزين، للإدلاء بشهاداتهم. وبشكل منفصل، بدأ الجنرال المتقاعد راسل أونوريه مراجعة للإجراءات الأمنية في الكابيتول، بتكليف من رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي. وتناقش لجان أخرى جوانب مختلفة من عملية الاقتحام، بما في ذلك ثغرات استخباراتية، وإذا كانت منسقة.

ووَرَدَ في رسالة وجّهتها بيلوسي الاثنين إلى زملائها في مجلس النواب: "الأمن هو أمر اليوم. أمن بلدنا، وأمن الكابيتول، وهو معبد ديمقراطيتنا، وأمن أعضائنا". وأضافت أن المجلس سيعمد أيضاً إلى زيادة الإنفاق، من أجل تعزيز الأمن في مبنى الكونغرس.

في الوقت ذاته، شدد السيناتور بيل كاسيدي، وهو أحد الجمهوريين السبعة الذين صوّتوا لإدانة ترمب، على وجوب إجراء "تحقيق كامل" في ما حدث، لضمان عدم حصوله مجدداً.

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن تقديم تشريع لتشكيل اللجنة ممكن في مجلس النواب هذا الأسبوع. وقالت ناطقة باسم زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إنه "يتطلّع إلى موافقة المجلسين عليها، بدعم ساحق من الحزبين"، الجمهوري والديمقراطي.

فحص واسع للفشل الأمني

وذكرت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن الرئيس الأميركي جو بايدن يؤيّد أيضاً تشكيل اللجنة، مضيفة أنه "يدعم جهود إلقاء مزيد من الضوء على الحقائق، لضمان عدم حصول أمر مشابه مجدداً".

وستُعقد جلسات الاستماع الأولى في الكونغرس الأسبوع المقبل، إذ ستستدعي لجنتان في مجلس الشيوخ الرئيس السابق لشرطة الكابيتول ورؤساء الأمن السابقين في مجلسَي النواب والشيوخ، علماً أن ثلاثة منهم استقالوا بعد الهجوم مباشرة.

وأعلنت لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية في مجلس الشيوخ، ولجنة القواعد في المجلس، أنهما دعتا القائد السابق لشرطة الكابيتول ستيفن سوند، ومسؤول الأمن السابق في مجلس الشيوخ مايكل ستينغر، ومسؤول الأمن السابق في مجلس النواب بول أيرفينغ، إلى جلسة الاستماع، إلى جانب روبرت كونتي، رئيس قسم شرطة العاصمة في مقاطعة كولومبيا.

وستبدأ جلسة الاستماع فحصاً واسعاً للفشل الأمني ​​الذي أدى إلى اقتحام مبنى الكابيتول، كما ستضغط اللجنتان للحصول على معلومات من نحو 20 جهازاً وإدارة، بشأن استجابتها لأحداث الكونغرس في 6 يناير الماضي.

"انهيار أمني شديد"

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى "انهيار أمني شديد" في ذاك اليوم، تزامن مع جلسة مشتركة لمجلسَي النواب والشيوخ، للمصادقة على فوز بايدن. وخططت شرطة الكابيتول لتظاهرة داعمة لحرية التعبير، لا لتمرد عنيف من أنصار لترمب، من أجل إلغاء نتيجة الانتخابات. ومع تضاؤل ​​الوجود الأمني​​، لم يقتحم المشاغبون مبنى الكابيتول فحسب، بل دخلوا قاعة مجلس الشيوخ، بعد دقائق على فرار أعضائه. كذلك حاول المشاغبون اقتحام قاعة مجلس النواب، فيما كان النواب بالداخل. وخارج المبنى، اصطدم هؤلاء مع شرطة الكابيتول، التي ساعدتها في النهاية شرطة العاصمة، لكن عناصرها كانوا أقلّ عدداً وأسوأ إعداداً من أنصار الرئيس السابق.

وأقرّت يوغاناندا بيتمان، التي تقود شرطة الكابيتول بالوكالة، بأن الشرطة كانت تعلم قبل 6 يناير أن متطرفين وأفراداً يتبنّون نظرية "تفوّق العرق الأبيض"، قد يشاركون في الحشد خارج مبنى الكابيتول. لكنها وقادة آخرين لا يزالون يتبادلون اتهامات بشأن المسؤول عن عدم تعزيز تدابير الأمن.

"كلنا شهود"

ويُرجّح أن تساهم جلسات الاستماع والتحقيقات، التي ستجريها لجان في مجلسَي النواب والشيوخ، في اتخاذ قرارات بشأن الوضع في المحيط الواسع للمبنى، المفروض منذ 6 يناير. وأبدى سكان في العاصمة استياءً من تنقلهم في طرقات مغلقة، كما أن مشرعين من الحزبين أعربوا عن إحباطهم، إذ يرون وجوب أن يكون المبنى مفتوحاً للجمهور.

وتحدثت السيناتور الجمهورية ليزا موركوفسكي عن المشاهد والأصوات التي سمعتها، في 6 يناير، عندما خرجت من القاعة بعد التصويت بالمصادقة على فوز بايدن. وقالت لموقع "بوليتيكو": "الأمر صدمني". واستذكرت القمامة المتناثرة على الأرض، وتابعت: "سمعت صوت شرطي في الكابيتول، كان يتقيأ في الحمام بعد رشّه برذاذ الفلفل.. كلنا شهود على ذلك".

اقرأ أيضاً: