بوتين يحذر من "ارتفاع كارثي" لأسعار الطاقة.. ودعوات غربية لتحرير صادرات الحبوب

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يُلقي كلمة أمام نصب تذكاري بالعاصمة موسكو - 30 يونيو 2022 - via REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يُلقي كلمة أمام نصب تذكاري بالعاصمة موسكو - 30 يونيو 2022 - via REUTERS
كييف - رويترز

حثّ حلفاء أوكرانيا الغربيون، روسيا، الجمعة، على السماح لكييف بتصدير حبوبها إلى العالم، في وقت تُهدد الحرب المستمرة منذ 4 أشهر بتفشي الجوع في دول بعيدة عن ساحة القتال، فيما حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب مسؤولية "ارتفاع كارثي" لأسعار الطاقة.

وفي إشارة إلى أن الكرملين يُحمل الغرب مسؤولية أزمة الغذاء، قال بوتين إن استمرار استخدام العقوبات ضد روسيا يُهدد بالتسبب في ارتفاع "كارثي" لأسعار الطاقة، في حين تبادل وزير خارجيته الاتهامات مع نظرائه الغربيين في اجتماع مجموعة العشرين.

وفي غضون ذلك، استبعد مبعوث موسكو في لندن احتمال انسحاب بلاده من المناطق الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية، وقال السفير أندريه كيلين إن القوات الروسية ستهزم القوات الأوكرانية عبر منطقة دونباس الشرقية، لافتاً إلى أنه من غير المرجح الانسحاب من أي أراض على طول الساحل الجنوبي.

وأضاف كيلين، أنه سيتعيّن على أوكرانيا عاجلاً أم آجلاً أن تقرر ما إذا كانت ستُبرم اتفاق سلام مع روسيا أو "ستواصل الانزلاق من على هذا التل إلى هاوية الدمار".

"الأرض المحروقة"

على الصعيد الميداني في دونباس، قال مسؤولون أوكرانيون، إن القوات الروسية قصفت بلدات وقرى قبل حملة متوقعة للاستيلاء على مزيد من الأراضي، في حين حث مدير مكتب الرئيس الأوكراني الغرب على إرسال المزيد من الأسلحة الثقيلة لمواجهة ما سماه "أساليب الأرض المحروقة" الروسية.

وكتب أندريه يرماك على تويتر "مع وجود عدد كاف من مدافع الهاوتزر وصواريخ "إس بي جي" وراجمات الصواريخ هيرماس، يستطيع جنودنا إيقاف الغزاة وطردهم من أرضنا".

"ليست بلدكم"

وخلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في مدينة بالي الإندونيسية، واجه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعضاً من أشد منتقدي غزو أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير الماضي.

وكان على رأس قائمة مطالبهم إخراج شحنات الحبوب من أوكرانيا عبر الموانئ التي أُغلقت بفعل التواجد الروسي في البحر الأسود وانتشار الألغام البحرية، إذ تُعد أوكرانيا مصدراً رئيسياً للحبوب. وقد حذرت وكالات إغاثة بالفعل من أن العديد من البلدان النامية تواجه نقصاً خطيراً في الغذاء إذا لم تصل الإمدادات إليها قريباً.

وقال مسؤول غربي إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، دعا موسكو إلى السماح بإرسال الحبوب الأوكرانية لدول العالم.

وأضاف أن بلينكن وجه حديثه مباشرة لروسيا قائلاً "نقول لزملائنا الروس إن أوكرانيا ليست بلدكم. حبوبها ليست حبوبكم. لماذا تُغلقون الموانئ؟ يجب أن تسمحوا بخروج الحبوب".

"انتقادات مسعورة"

وفي وقت سابق، وجّه لافروف انتقادات حادة للغرب، معتبراً أنه "بدلاً من التركيز على كيفية معالجة المشاكل الاقتصادية العالمية في الاجتماع، شرع الوزراء في توجيه انتقادات مسعورة لروسيا بشأن الصراع في أوكرانيا".

من جانبه، شدد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في خطاب عبر الإنترنت أمام الاجتماع، على ألا يسمح المجتمع الدولي لروسيا بابتزاز العالم.

وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي والتي تستضيف بلادها الاجتماع إن "تداعيات الحرب ستضر أكثر بالدول الفقيرة، مضيفةً أن "إعادة الحبوب والأسمدة الأوكرانية والروسية إلى سلاسل الإمداد أمر بالغ الأهمية".

وأضافت ريتنو "من مسؤوليتنا.. تسوية خلافاتنا على طاولة المفاوضات، وليس في ساحة المعركة".

وفي خطاب أمام برلمان سلوفينيا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن "نقص الغذاء سيؤدي إلى زيادة الهجرة إلى أوروبا، وهذا جزء من خطة روسية لزعزعة استقرار القارة".

"مهام جدية لم تبدأ بعد"

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أشار، الخميس، إلى ضآلة الاحتمالات الراهنة إزاء إيجاد حل للصراع، قائلاً إن "المهام الجدية" بحملة بلاده العسكرية "لم تبدأ بعد".

وأعطت تصريحات السفير الروسي بلندن أندرية كيلين خلال مقابلة جرت في مقر إقامته بلندن فكرة أوضح عن الهدف النهائي لروسيا من حربها في أوكرانيا، وهو السيطرة على الأراضي بما يحرم الجمهورية السوفيتية السابقة (أوكرانيا) من أكثر من خمس أراضيها.

وقال كيلين "سنُحرر كل منطقة دونباس"، مضيفاً "بالطبع من الصعب تخيل انسحاب قواتنا من الجزء الجنوبي من أوكرانيا، لأنه سبق لنا تجربة هذا الوضع حيث تبدأ الاستفزازات بعد الانسحاب".

وأضاف أن تصعيد الحرب أمر محتمل أيضاً.

حرب استنزاف في دونباس

وتسبب الصراع، وهو الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، في سقوط آلاف الضحايا، وتشريد الملايين كما سوى مدناً أوكرانية بالأرض.

وتصف روسيا، الغزو، بأنه "عملية عسكرية خاصة" تهدف إلى تقويض قدرات الجيش الأوكراني والقضاء على الأشخاص الذين تعتبرهم قوميين خطرين، بينما تقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إن الحرب الروسية ما هي إلا "عملية استيلاء غير مبررة على الأراضي".

واستولت القوات الروسية على مساحة شاسعة في أنحاء الشطر الجنوبي لأوكرانيا، وتشن حالياً حرب استنزاف في دونباس، المنطقة الصناعية الشرقية المكونة من إقليمي لوغانسك ودونيتسك.

وقال حاكم لوغانسك سيرجي جايداي، إن القوات الروسية قصفت بشكل عشوائي مناطق مأهولة بالسكان، الجمعة، مضيفاً "لم توقفهم حتى حقيقة أن هناك مدنيين يعيشون هناك ويموتون في المنازل والساحات. لقد دكوا المنازل وكل مبنى يتصورون أنه قد يشكل موقعاً محتملاً للتحصن".

وكان الوضع مشابهاً في التجمعات السكنية في دونيتسك، وأعلنت موسكو، الأحد الماضي، أنها "حررت" لوغانسك وتخطط الآن للاستيلاء على الأجزاء التي لا تسيطر عليها من منطقة دونيتسك.

وفي منشور على تطبيق "تليجرام"، قال زيلينسكي إنه زار القوات المتواجدة على خط الجبهة في دنيبروبتروفسك وسط أوكرانيا. وأضاف "رأيت في أعينهم ثقة في انتصارنا".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات