فرنسا: انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قد يستغرق 20 عاماً

time reading iconدقائق القراءة - 7
العلم الأوكراني أمام علم الاتحاد الأوروبي خارج مقر المجلس الأوروبي في بروكسل. 16 مايو 2022  - AFP
العلم الأوكراني أمام علم الاتحاد الأوروبي خارج مقر المجلس الأوروبي في بروكسل. 16 مايو 2022 - AFP
باريس- أ ف ب

قدّر وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون، الأحد، أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي "قد يستغرق على الأرجح 15 أو 20 عاماً"، مقترحاً أن تنخرط كييف في الأثناء في المنظمة السياسية الأوروبية التي اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنشاءها.

وقال بون على أثير "راديو جي" الفرنسي: "علينا أن نكون صادقين. إذا قلنا إن أوكرانيا ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي في غضون أشهر أو سنة أو سنتين فنحن نكذب، ذلك ليس صحيحاً. ربما يستغرق 15 أو 20 عاماً وهو وقت طويل".

وأضاف: "في غضون ذلك، نحن مدينون للأوكرانيين.. بمشروع سياسي يمكنهم الانخراط فيه".

وكان ماكرون، طرح مشروع "المنظمة السياسية الأوروبية" في 9 مايو الجاري أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج، في خضم مناقشة إطلاق عملية انضمام أوكرانيا التي تتعرض للغزو الروسي منذ 24 فبراير الماضي.

وأشار الرئيس الفرنسي حينها إلى أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قد يستغرق "عقوداً" واقترح في الأثناء إنشاء "منظمة سياسية أوروبية" تتاح عضويتها لدول من خارج التكتل، قد تكون من بينها مولدوفا وبريطانيا التي خرجت من الاتحاد الأوروبي في عام 2020.

والخميس قال ماكرون في تصريحات أدلى بها في قصر الإليزيه لدى استقباله رئيسة مولدوفا مايا ساندو، إن "المنظمة السياسية الأوروبية" ستكون "مكمّلة" وليست "بديلة" لآلية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وفي تصريحات أدلى بها في قصر الإليزيه لدى استقباله رئيسة مولدوفا مايا ساندو، ذكّر ماكرون بأن الآلية الجديدة ترمي إلى "إيجاد إطار جديد للتعاون البناء والجامع للبلدان الأوروبية الديمقراطية التي تتمسك بقيمنا، سواء كانت تتطلع للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أم لا".

وأضاف أن "هذه المنظمة ليست بديلة لآلية الانضمام بل مكمّلة لها، وتتيح باستقلالها عن هذه الآلية، هيكلة أقوى للعلاقات على صعيد السياسة والطاقة والاستثمارات مع العديد من البلدان الأخرى الراغبة بذلك".

ويسعى ماكرون إلى إطلاق نقاش بشأن مشروعه خلال قمة أوروبية مقرّرة في نهاية يونيو، لكن بعضاً من القادة وجّهوا انتقادات لطرحه، على غرار الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا الذي اعتبر أن الأمر يعكس عدم وجود رغبة في ضم أوكرانيا سريعاً إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال ماكرون إن "العدوان الروسي غير المقبول على أوكرانيا يشكل تهديداً لاستقرار المنطقة بكامله وخصوصاً لمولدوفا" لأن "الأحداث التي شهدتها مؤخراً منطقة ترانسنيستريا تبين أن تمدد النزاع" أمر "لا يمكن استبعاده".

شولتز: "لا طرق مختصرة" 

وكان المستشار الألماني أولاف شولتز أكد الخميس عدم إمكانية تسريع الاستجابة لمساعي أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن على التكتل إيجاد طريقة "سريعة وبراجماتية" لمساعدة كييف.

وقال: "لا توجد طرق مختصرة إلى الاتحاد الأوروبي"، مضيفاً أن منح أوكرانيا استثناء لن يكون منصفاً بالنسبة لدول غرب البلقان الساعية أيضاً إلى العضوية. وإن "عملية الانضمام ليست مسألة بضعة شهور أو سنوات".

وأضاف أن الدول "تقوم بإصلاحات مكثّفة منذ سنوات وتستعد للانضمام. ولكن الإيفاء بوعودنا لهم لا يتعلق بمصداقيتنا فحسب. بل يصب انضمامهم في مصلحتنا الاستراتيجية، اليوم أكثر من أي وقت مضى".

وذكر المستشار أنه سيحضر قمة الاتحاد الأوروبي أواخر مايو "مع رسالة واضحة مفادها أن منطقة غرب البلقان تابعة للاتحاد الأوروبي". كما دعا إلى سبل أخرى لمساعدة أوكرانيا على الأمد القصير، مشيراً إلى أن الأولوية هي "التركيز على دعم أوكرانيا سريعاً وبشكل براجماتي".

وكان شولتز دعا في أبريل الماضي، إلى تسريع جهود ضم دول غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي في ظل "حقبة جديدة" غداة الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي أكتوبر الماضي، أعلن قادة دول الاتحاد الأوروبي خلال قمة في سلوفينيا "التزامهم بعملية التوسيع" في بيان خيب آمال الدول الست المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، وهي ألبانيا والبوسنة وصربيا ومونتينجرو وجمهورية مقدونيا الشمالية وكوسوفو، التي أملت جميعها بجدول زمني ملموس.

أوكرانيا: لا بديل عن الاتحاد الأوروبي

في المقابل اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت أن أي بديل عن ترشح أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي، سيكون بمثابة "تسوية" مع روسيا.

وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي عقده في كييف مع رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا: "لسنا بحاجة إلى بدائل لترشح أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي ولسنا بحاجة إلى مثل هذه التسويات". 

وأضاف الرئيس الأوكراني: "لن jكون هناك تسويات مع أوكرانيا في ما يتعلق بأوروبا، سيكون تنازلاً آخر بين أوروبا وروسيا. أنا متأكد من ذلك تماماً. إنه التأثير والضغط السياسي والدبلوماسي الذي يمارسه المسؤولون الروس وجماعات الضغط على قرار دولة أوروبية دعم أوكرانيا من عدمه".

وانتقد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا تعامل بعض دول الاتحاد مع أوكرانيا على أنها دولة "من الدرجة الثانية" وهو أمر قال إنه "يؤذي مشاعر الأوكرانيين". 

وقال على تويتر، الخميس: "على استراتيجية الغموض بشأن مستقبل أوكرانيا الأوروبي التي تمارسها بعض العواصم الأوروبية في السنوات الأخيرة وفشلت، أن تنتهي"، مشيراً إلى أن الأمر دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التمادي".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات