بسبب "موروثات العبودية".. تشريع أميركي لإزالة تماثيل الكونفيدرالية من الكابيتول

time reading iconدقائق القراءة - 5
تمثال الجنرال الكونفيدرالي روبرت إي لي في مبنى الكابيتول بالعاصمة الأميركية واشنطن - REUTERS
تمثال الجنرال الكونفيدرالي روبرت إي لي في مبنى الكابيتول بالعاصمة الأميركية واشنطن - REUTERS
دبي -الشرق

أقرّ مجلس النواب الأميركي الثلاثاء، تشريعاً لإزالة الأعمال الفنية التي تكرم الأشخاص الذين لديهم موروثات "الدفاع عن العبودية" من مبنى الكابيتول، بما في ذلك من خلال خدمة الكونفيدرالية.

ونال التشريع 285 صوتاً في مقابل 120 من الحزبين، ما أدى إلى انقسام الجمهوريين، حيث انضمت أقلية من 67 جمهورياً إلى الديمقراطيين في الدعم، بينما صوت 120 نائباً ضده.

وقالت صحيفة "ذا هيل"، إن التشريع سيأمر بإزالة أكثر من نصف تماثيل الكونفيدرالية المعروضة حالياً في مبنى الكابيتول، مثل مجموعة قاعة التماثيل الوطنية، وبموجب القواعد الحالية للمجموعة، لا يمكن إزالة التمثال إلا إذا أعطت حكومة الولاية التي أسهمت فيه الضوء الأخضر لذلك.

وتشمل تلك التماثيل شخصيات مثل جيفرسون ديفيس، رئيس الكونفيدرالية، وألكسندر هاملتون ستيفنس، نائب رئيس الكونفيدرالية، وويد هامبتون، الضابط في الكونفيدرالية والذي أصبح حاكماً وعضواً في مجلس الشيوخ.

وسيستبدل تمثال نصفي لرئيس المحكمة العليا السابق روجر تاني، الذي يؤمن بأن الأميركيين من أصول إفريقية يفتقرون إلى حقوق المواطنين، بآخر لثورغود مارشال، أول قاضٍ أميركي من أصل إفريقي خدم في المحكمة العليا.

ومن بين التماثيل الأخرى التي تصور أشخاصاً لهم تاريخ في الدفاع عن تفوق العرق الأبيض والتي تم تحديدها في التشريع، تشارلز أيكوك، الذي شغل منصب حاكم ولاية كارولينا الشمالية، فضلاً عن تمثال جون سي كالهون، نائب الرئيس السابق وعضو الكونغرس من ولاية كارولينا الجنوبية وجيمس بول كلارك، عضو مجلس الشيوخ السابق وحاكم أركنساس.

"منحدر زلق"

وقال زعيم الأغلبية في مجلس النواب، الديمقراطي ستيني هوير: "يجب ألا ننسى التاريخ، لكن يجب ألا نحترم ما يفسد المبادئ التي نعتقد أننا نتمسك بها"، مضيفاً: "الوقت قد حان لإزالة رموز العبودية والعزل والفتنة من هذه القاعات".

في حين، جادل بعض الجمهوريين في أن التشريع "يقوض سلطة الولايات دون داع، وبخاصة عندما تتحرك بعض الولايات الجنوبية بالفعل لاستبدال التماثيل"، محذرين من تسبب القانون بـ "منحدر زلق".

وقال النائب بروس ويسترمان، "أعتقد أن مشروع القانون الذي يسمي التماثيل محاولة من قبل الديمقراطيين لإفشال سلطة الدول قبل الأوان من أجل المطالبة بمكانة أخلاقية عالية لأنفسهم".

في حين، قال النائب الجمهوري مات روزينديل: "لسوء الحظ، اختار الديمقراطيون، الذين تحركهم مفاهيم نظرية العرق الحرجة للعنصرية الهيكلية إزالة التماثيل التي تبرز إخفاقات دستورنا قبل عام 1861". 

ووصفت النائبة مارغوري تايلور غرين، التشريع بأنه "انتزاع للسلطة"، إذ قالت في تغريدة على تويتر، "كل الطغاة عبر التاريخ يهدمون التماثيل، ويحاولون محو التاريخ من أجل السيطرة بقبضة من حديد".

"محاولات سابقة"

ويشار إلى أن ولايتي كارولينا الشمالية وأركنساس تعملان على استبدال تماثيل أيكوك وكلارك، لكن التماثيل الحالية ستبقى في مبنى الكابيتول حتى الانتهاء من التماثيل الجديدة.

كما تعمل فلوريدا على استبدال تمثال إدموند كيربي سميث، الجنرال الكونفيدرالي، بالناشط الحقوقي ماري ماكليود بيثون.

وفي السابق، أُزيل تمثال لروبرت إي لي، قائد الجيش الكونفيدرالي، من مبنى الكابيتول بناءً على طلب قادة ولاية فرجينيا، إذ سيتم استبداله بتمثال باربرا جونز، الناشطة الحقوقية التي قادت مسيرة طلابية للاحتجاج على نظام الفصل في المدارس.

وكان مجلس النواب أقر سابقاً نسخة من مشروع القانون العام الماضي، رداً على الاحتجاجات التي عمت البلاد، والتي دعت إلى العدالة العرقية، عقب وفاة جورج فلويد، الذي قُتل على يد ضابط شرطة سابق في مينيابوليس، لكن المشروع توقف لسيطرة الجمهوريين على المجلس في ذلك الوقت.

وفي سياق مماثل، أمرت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، بإزالة أربع صور العام الماضي لرؤساء مجلس النواب السابقين الذين خدموا الكونفيدرالية.

اقرأ أيضاً: