تقرير: أردوغان يعتمد نهجاً جديداً للتقارب مع بايدن

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي جو بايدن عندما كان نائباً، يتحدثان بعد اجتماعهما في اسطنبول. - REUTERS
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي جو بايدن عندما كان نائباً، يتحدثان بعد اجتماعهما في اسطنبول. - REUTERS
دبي-الشرق

يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقاءه المرتقب بنظيره الأميركي جو بايدن، الاثنين في بروكسل، إلى "كسب ود" الإدارة الأميركية الجديدة بخطوات عدة، تشمل "التراجع عن النهج القديم، وتخفيف حدة مواقفه في العديد من القضايا"، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وأشارت الصحيفة إلى أن خطوات أردوغان، تهدف إلى تحصيل استثمارات من الغرب، وهو ما لا يستطيع أن يقدمه له "الحليف الروسي"، في ظل ما تعانيه أنقرة بسبب "تفشي وباء كورونا، وسوء إدارة الاقتصاد، والضغوط الداخلية، وارتفاع حجم التضخم، وزيادة نسبة البطالة، فضلاً عن انخفاض قيمة الليرة إلى مستويات خطيرة".

ويصل أردوغان الاثنين إلى بروكسل، لحضور اجتماع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ولقاء بايدن وزعماء آخرين في الحلف، الذي بات "أكثر تلاحماً" مما كان عليه خلال فترة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وفقاً للصحيفة.

"سياسة أكثر عقلانية"

"نيويورك تايمز" لفتت إلى أن أردوغان اختار "سياسة أكثر عقلانية"، على عكس نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي اختار المواجهة، بعد الخطوات التي اتخذتها واشنطن وعواصم الدول الغربية تجاه بلاده، من خلال حظر المعارضة، وطرد السفراء، وحشد قواته على الحدود الأوكرانية.

وأشارت إلى أن أردوغان تراجع بشكل كبير عن نهجه، وخفف من مواقفه بشأن العديد من القضايا، لطمأنه الدول الغربية، كما أوقف التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، وهو نشاط أثار حفيظة أعضاء حلف الناتو، كما دخل أردوغان في خلاف مع روسيا، ببيعه الطائرات المسيرة إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى بولندا.

وأوضحت الصحيفة أن تركيا تملك أوراقاً مهمة، إذ أن وجودها داخل الحلف، ودورها في مواجهة الهجرة إلى أوروبا ووجودها العسكري في أفغانستان، يمنحها نفوذاً حقيقياً لدى الغرب.

ومنذ توليه الرئاسة في يناير الماضي، تحدث بايدن مع أردوغان مرة واحدة فقط، كان ذلك لإبلاغه بأن الولايات المتحدة تعتبر مذبحة الأرمن "إبادة جماعية"، ورغم البيان الذي أصدره أردوغان، إلا أن الخطوة الأميركية قوبلت عموماً برد فعل تركي "صامت"، وفق "نيويورك تايمز".

ووفق التقرير، تسعى أنقرة إلى إخراج البلاد من أزمة اقتصادية عمّقها فيروس كورونا، الذي دمّر قطاع السياحة الحيوي في تركيا، كما أنها حريصة على تجنب المزيد من العقوبات الأميركية، التي فُرضت بعد شراء نظام الصواريخ إس- 400 من روسيا.

"عهد جديد"

أردوغان وخلال اجتماعه على مائدة مستديرة مع رجال أعمال أميركيين في مايو الماضي، قال إن اجتماعه مع بايدن سـ"يبشر بعهد جديد في العلاقات بين البلدين".

وأضاف أردوغان، وفق ما أوردته "نيويورك تايمز"، أن "لدينا إمكانات جادة للتعاون مع الولايات المتحدة في نطاق واسع من سوريا إلى ليبيا، من مكافحة الإرهاب إلى الطاقة، ومن التجارة إلى الاستثمار".

وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن جمعته علاقة شخصية في الماضي مع أردوغان، إذ زاره في بيته في تركيا عام 2011، عندما كان يتعافى من مرضه، ولكنهما حالياً يتباعدان في مجموعة من القضايا.

وأبرز هذه الخلافات، هي رفض أردوغان التراجع عن شراء منظومة صواريخ إس-400 الروسية، الأمر الذي جعل تركيا الدولة الوحيدة في الحلف التي تتم إزالتها من برنامج المقاتلات الأميركية "إف 35".

وتفاوضت تركيا مع روسيا لشراء بطارية ثانية من صواريخ "إف 35"، ولكن بسبب التهديد الأميركي بفرض مزيد من العقوبات، أبدت أنقرة استعدادها لإلغاء هذه الصفقة.

وخلال حملة الانتخابية، قال بايدن بشكل صريح، إن على "واشنطن دعم المعارضة التركية"، أمام أردوغان.

وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان، الذي يحتاج بشدة إلى طائرة مقاتلة من الجيل الخامس، قد يشتري طائرات "سوخوي" الروسية، كما أن هناك قلقاً بشأن حوالي 50 قنبلة نووية أميركية مخزنة في قاعدة "إنجرليك" الجوية التركية، الخاضعة للسيطرة التركية الأميركية المشتركة، خصوصاً بعدما هدد أردوغان في أوقات سابقة بطرد الأميركيين منها.

هجوم عفرين

وكالة "بلومبرغ"، ذكرت  من جانبها أن الولايات المتحدة "استنكرت" الهجوم الذي وقع على مستشفى في محافظة عفرين شمال غربي سوريا، السبت، قبل لقاء الرئيسين الأميركي والتركي في بروكسل، إذ وصفته بـ "الوحشي".  

ولفتت الوكالة إلى أن تركيا "حمّلت القوات الكردية المدعومة أميركياً مسؤولية الهجوم، الذي أودى بحياة 14 شخصاً وإصابة 32 آخرين. 

وذكرت "بلومبرغ" أن المسلحين الأكراد "نفوا تورطهم في هذا الهجوم"، فيما ألقى المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره المملكة المتحدة، باللائمة على الحكومة السورية.  

وفي أعقاب الهجوم الذي وقع في مستشفى الشفاء، قامت القوات التركية بقصف مواقع القوات الكردية. 

ونقلت "بلومبرغ" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، قوله في بيان، الأحد، إن "الهجوم الهمجي، أودى بحياة الأطفال والعاملين الطبيين في المستشفى والمستجيبين الأوائل".  

وأضاف البيان أن "هذا الهجوم هو حلقة في سلسلة تصعيد العنف التي بدأت مؤخراً في شمال غرب سوريا، ويجب أن تنتهي".