"على نهج جروزني".. مسؤولون أميركيون: بوتين يخطط لإخضاع كييف

time reading iconدقائق القراءة - 6
سكان محليون يعبرون جسراً مدمراً أثناء إجلائهم من بلدتهم في إيربين بالقرب من كييف - 7 مارس 2022 - Agencja Wyborcza.pl via REUTERS
سكان محليون يعبرون جسراً مدمراً أثناء إجلائهم من بلدتهم في إيربين بالقرب من كييف - 7 مارس 2022 - Agencja Wyborcza.pl via REUTERS
دبي -الشرق

قال مسؤولون أميركيون وأوكرانيون لموقع "أكسيوس"، إن تركيز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأساسي لا يزال منصباً على العاصمة الأوكرانية كييف، حتى بعد إحباط مخططاته للاستيلاء سريعاً عليها وإجبار حكومتها على الاستسلام، بعد أن "أبدى المدافعون عن المدينة من جنود ومدنيين مقاومة شرسة، واستعداداً عالياً لقتال الغزاة".

في حين رجح محللون، أن تسير جهود القوات الروسية في السيطرة على العاصمة الأوكرانية على النهج الروسي نفسه في حصار العاصمة الشيشانية "جروزني" في عام 1999.

ونقل الموقع عن عضو البرلمان الأوكراني ماريان زابلوتسكي، الذي ينتمي إلى حزب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، والذي لا يزال في كييف، قوله إن "سكان كييف يخزنون الطعام والدواء والضروريات الأخرى استعداداً للحصار". 

وأضاف زابلوتسكي أنه "إلى جانب قوات الشرطة والجيش، تطوع نحو 30 ألفاً من سكان كييف للدفاع عن مدينتهم، وحصلوا على بنادق"، مشيراً إلى أنه "بشكل أساسي تتحول كييف إلى قلعة، فيما يتوقع الجميع هجوماً كاسحاً عليها".

وبعد 12 يوماً من الحرب، نشب القتال على مشارف المدينة، وسُمع دوي القصف بالقرب من قلبها، لكن مسؤولاً رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، أخبر الصحافيين أن "التقدم الرئيسي لا يزال عالقاً خارج المدينة".

وقال المسؤول في البنتاجون لـ "أكسيوس"، إن القوات الروسية تحاول "عزل الجزء الشرقي من البلاد" لمنع القوة الأوكرانية الكبيرة المتمركزة هناك من الانضمام إلى الدفاع عن كييف.

وأضاف أن "بعض القوات الروسية التي تقاتل في الشرق قد تنضم أيضاً إلى جهود محاصرة كييف، بمجرد انتهائها من احتلال خاركوف".

وتعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون على توفير الأسلحة والإمدادات الأخرى في الوقت الذي لا يزال بالإمكان إدخالها إلى العاصمة.

ولفت "أكسيوس" إلى أنه "حتى إذا تمكنت موسكو من قتل زيلينسكي أو أسره.. لن تنتهي المعركة على الأرجح"، مستشهداً بقول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين الأحد، إن أوكرانيا لديها "خطة لاستمرار الحكومة".

معاناة أوكرانية

وقال الموقع الأميركي، إن "ما لا يقل عن أربعة مدنيين كانوا يحاولون مغادرة ضاحية إيربين بكييف لقوا حتفهم جراء القصف الروسي الأحد، فيما أفادت تقارير أن 13 مدنياً آخرين على الأقل توفوا الاثنين، عندما تعرض مخبز في ضاحية أخرى بالعاصمة للقصف".

وأفاد المسؤول في البنتاجون بأن روسيا "نشرت ما يقرب من 100% من قواتها المحتشدة في أوكرانيا، وأطلقت أكثر من 625 صاروخاً".

وأكد "أكسيوس" أنه "سيكون من الصعب احتلال كييف، ومن الأصعب إبقاؤها تحت الاحتلال"، لافتاً إلى أنه "إذا استمرت المعركة من أجل كييف، فإن الشعب الأوكراني سيتحمل ثقل المعاناة".

سيطرة بوتين على كييف

ورجح محللون عسكريون في حديثهم لـ"أكسيوس"، أن بوتين "لن يكون قادراً على بسط سيطرته على كييف دون تدمير معظم المدينة، وإخضاع سكانها لحصار وحشي"، مؤكدين أن الرئيس الروسي "لديه سجل حافل في القيام بمثل هذه الأعمال".

وقال مايك كوفمان، الخبير في العسكرية الروسية في مركز التحليلات البحرية لـ"أكسيوس"، إن "مشاهدة القافلة العسكرية الروسية الضخمة، وهي تتحرك ببطء صوب كييف للمساعدة في محاصرة المدينة يستدعي إلى الأذهان مشاعر جروزني الخانقة في 1999"، في إشارة إلى القصف الوحشي الروسي للعاصمة الشيشانية والسيطرة عليها.

ففي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس المُنصب حديثاً آنذاك فلاديمير بوتين، أنه تم "تحرير" جروزني، كانت العاصمة الشيشانية، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، "أكثر مدينة تعاني من الدمار على وجه الأرض".

"قوة روسية هائلة"

ولفت كوفمان إلى أن قصف مدينتي جروزني وحلب في سوريا يشير إلى أن الرئيس الروسي سيعمد إلى "تدمير" كييف، مضيفاً "إذا لم تعتقد أن هذا صحيح، فأنت لم تطلع على سجل فلاديمير بوتين".

وتوقع كوفمان أن ينفذ الجيش الروسي "هجوماً مدفعياً وجوياً كاسحاً" على المدينة بمجرد تمركز قواته.

بدوره، قال روب لي المحلل في معهد أبحاث السياسة الخارجية والمراقب للجهود الحربية الروسية، لـ "أكسيوس"، إنه "حتى لو حاولوا تحويل المدينة إلى أنقاض، فلا يزال بإمكانك القتال من فوق هذه الأنقاض".

وأضاف أن محاصرة كييف ستتطلب "قوة روسية هائلة" قد تكون بعد ذلك عرضة للهجمات المضادة، لافتاً إلى أن "القوات التي ستدخل المدينة ستواجه وضعاً سيئاً في قتال الشوارع".

وتابع "إذا كنت تحاول احتلال مدينة لا ترغب في الاستسلام، فستكون فرصك دائماً ضعيفة".

وأكد لي أن الروس سيعملون وفق "جدول زمني"، وذلك بسبب "الصعوبات التي ستواجههم في الاستمرار في العمليات وتوفير ما تحتاج إليه من إمدادات، والضغوط المحلية الناجمة عن رفض الحرب وتداعياتها الاقتصادية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات