خبراء: الخسائر السريعة في أوكرانيا قد تدل على إنهاك الجيش الروسي

time reading iconدقائق القراءة - 7
دبابة روسية محطمة في وسط بلدة تروستيانتس المدمرة بعد أن استعادت القوات الأوكرانية السيطرة من القوات الروسية. 30 مارس 2022. - REUTERS
دبابة روسية محطمة في وسط بلدة تروستيانتس المدمرة بعد أن استعادت القوات الأوكرانية السيطرة من القوات الروسية. 30 مارس 2022. - REUTERS
دبي-الشرق

كشف محللون عسكريون أن خسارة موسكو السريعة لحوالي 6 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي في شمال شرقي أوكرانيا، أثارت احتمالية أن يكون الجيش الروسي قد أُنهك كقوة هجومية في المستقبل المنظور.  

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن المحللين قولهم إن ذلك قد يحد من قدرة الجيش الروسي للدفاع عن الأراضي الأوكرانية التي يسيطر عليها بالفعل، بينما يتركه عرضة لهزائم إضافية. 

وقالت الصحيفة إن القوات الروسية تراجعت عن العاصمة الأوكرانية كييف بعد ما يزيد قليلاً عن 5 أسابيع من الحرب التي انطلقت في فبراير، للتركيز على توسيع السيطرة على شرق أوكرانيا من خلال حرب مدفعية.  

وأضافت أنه بينما تتراجع القوات عن تلك المكاسب التي تحققت في شرق البلاد، يواجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقبات في تجديد "الصفوف المحطمة" للعسكريين والمعدات المتدهورة لجيشه إلى درجة من شأنها ألا تسمح لروسيا بأخذ زمام المبادرة مرة أخرى في ساحة المعركة. 

وأشارت إلى أن النتيجة المترتبة على ذلك تمنح فرصة للقوات الأوكرانية، التي تأمل على الرغم من الخسائر الكبيرة التي منيت بها، في تحقيق المزيد من المكاسب الإقليمية قبل أن تؤدي ظروف الشتاء إلى تصلب خطوط المعركة.  

ومن شأن المزيد من المكاسب التي حققتها أوكرانيا، وخاصة حول مدينة خيرسون في جنوب البلاد، أن توجه ضربات إضافية لمعنويات روسيا وتزيد الضغط على بوتين، الذي يواجه بالفعل دعوات من الروس المتشددين للإعلان عن تعبئة عامة يمكن أن تكون "سامة سياسياً على نظامه"، وفقاً للصحيفة.   

وقال مايكل كوفمان المحلل العسكري الروسي في مجموعة "سي إن إيه" البحثية التي تتخذ من فرجينيا مقراً لها، إن الانهيار السريع للجبهة الروسية حول خاركوف في الأيام الأخيرة "يعكس المشاكل الهيكلية المتعلقة بالقوى البشرية وانخفاض الروح المعنوية في الجيش الروسي المنهك". 

وأضاف كوفمان أن "نهج الجيش الروسي غير مستدام في الأساس. تواجه القوات الروسية الإرهاق، وتدهوراً مطرداً في الفعالية القتالية". 

وقال كوفمان إن "التعبئة الجزئية" في روسيا يمكن أن توفر دفعة في العام المقبل، لكن روسيا تفتقر إلى القوات على المدى القصير للدفاع عن الأراضي التي اكتسبتها في جنوب أوكرانيا مع إحراز أي تقدم ذي مغزى في منطقة دونباس شرقاً. 

 مواصلة الدعم

وقال اللفتنانت جنرال المتقاعد بن هودجز القائد السابق للجيش الأميركي في أوروبا، إن الجيش الروسي وصل إلى ما وصفه المنظر العسكري كارل فون كلاوزفيتز بأنه "نقطة الذروة"، أو اللحظة التي لم تعد فيها القوة المهاجمة قادرة على المضي قدماً.

وقال هودجز إن القوات الأوكرانية ساعدت في تحقيق ذلك. 

وأضاف: "ما يحدث الآن هو تتويج لبضعة أشهر من العمل الشاق حقاً، من التخطيط والإعداد من قبل هيئة الأركان العامة الأوكرانية، لتعطيل الخدمات اللوجستية الروسية، وتدمير مراكز القيادة، وتدمير إمدادات المدفعية والذخيرة، لإضعافها حتى تكون عرضة لهجوم مضاد". وقال إن العنصر الأساسي الآن هو: "هل يمكن للأوكرانيين الحفاظ على هذا؟". 

وتابع هودجز أن شركاء أوكرانيا الغربيين سيواصلون إرسال أسلحة ومعلومات استخباراتية إلى كييف لتمكين القوات الأوكرانية من مواصلة الضغط، لكن الحفاظ على العملية من خلال توفير الوقود والذخيرة والأفراد سيظل يمثل تحدياً. وأشار إلى أن وجود هذا العدد الكبير من الشركاء الخارجيين يجب أن يساعد كييف. 

وأضاف: "ليس لدى الروس مشاكل في القوى العاملة ومشاكل في الرغبة في القتال فحسب، بل ليس لديهم أي أصدقاء حقاً. الطائرات الإيرانية بدون طيار لن تغير الوضع بشكل ملحوظ على الإطلاق. أنا متشكك جداً في التقارير التي تفيد بدخول ذخيرة المدفعية الكورية الشمالية وإحداث فرق". 

وقالت "واشنطن بوست" إنه من المرجح أن يتحول تركيز الجيش الأوكراني إلى خيرسون، المدينة التي يسيطر عليها الجيش الروسي في جنوب أوكرانيا، وحيث تدافع موسكو عن مساحة ضعيفة من الأراضي على الجانب الشرقي من نهر دنيبر. وذكر محللون أن روسيا نقلت وحدات من النخبة إلى المنطقة للدفاع عن الموقع، ما سيجعل المعركة صعبة على الأوكرانيين. 

وقال دارا ماسيكوت، المحلل العسكري الروسي في "مؤسسة راند" إن "الشيء التالي الذي سترغب روسيا في القيام به هو التأكد من عدم انهيار الأمور في خيرسون"، مضيفاً: "أعتقد أنه سيكون من الصعب جداً عليهم التعافي من انهيارين سريعين على التوالي". 

وقال ماسيكوت إن الضغط المتزايد على موسكو، مع بدء المقاتلين الانفصاليين بالوكالة في التمرد، وتراجع الوحدات العسكرية الروسية في بعض الحالات قبل الانخراط في القتال، يعود إلى "الطريقة المسيئة للغاية التي أدارت بها روسيا قوتها القتالية". 

"جيش ممزق"

ووصف مسؤولون أميركيون "الإخفاقات الروسية" في شمال شرقي أوكرانيا بأنها مجرد "مسألة وقت"، بالنظر إلى "فشل" الكرملين الذي دام شهوراً في تنظيم قواته وقيادتها وتجهيزها والحفاظ عليها في ساحة المعركة، وترسانة أوكرانيا المتنامية من الأسلحة من الغرب. 

ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول دفاعي أميركي بارز لم تكشف هويته قوله إن "الجيش الروسي ممزق بجميع أنواع نقاط الضعف التي لم تكن واضحة للقيادة، وربما كان ينبغي أن تكون واضحة في بداية غزوهم في 24 فبراير". 

وقال المسؤول إن "الكثير من العناصر الرئيسية للدفاع القوي هي قدرات جنودك وقدرات الخدمات اللوجستية والقيادة، وقد رأينا تصدعات في كل ذلك".  

كما كلف التراجع السريع حول خاركوف روسيا معدات حيوية سيكون من الصعب استبدالها.

ووفقاً للتقديرات الأولية الصادرة عن جاكوب جانوفسكي، المحلل العسكري والمساهم في "مدونة أوريكس" التي تحصي حصيلة خسائر المعدات، خسرت روسيا 40 دبابة و50 مركبة مشاة و35 مركبة مدرعة ونفاثتين. 

وقدّر مسؤولون أميركيون أن روسيا تكبدت ما يصل إلى 80 ألف ضحية منذ فبراير، بما في ذلك أكثر من 15 ألف حالة وفاة. 

وقدرت مجموعة التحليل العسكري الروسية مفتوحة المصدر "فريق استخبارات النزاعات"، ومقرها في تبليسي في جورجيا، الخسائر في المعدات والأفراد بأنها فادحة، لدرجة أنها خفضت من قدرة الجيش الروسي القتالية في أوكرانيا من "قادر على الهجوم" إلى "قادرة على الدفاع المحدود". 

اقرأ ايضاً:

تصنيفات