ميقاتي: مستعدون لإزالة أي شوائب في العلاقات مع دول الخليج

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون - 4 نوفمبر 2021 - twitter/@LBpresidency
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون - 4 نوفمبر 2021 - twitter/@LBpresidency
دبي -الشرق

شدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على أن بلاده "مستعدة لإزالة أي شوائب في العلاقات" مع دول الخليج، وذلك بعد أن أعلن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي استقالته الجمعة، إثر تصريحات سببت أزمة دبلوماسية مع دول الخليج. 

وقال ميقاتي في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن "لبنان على استعداد لإزالة أي شوائب في العلاقات (مع دول الخليج)"، مجدداً رغبة بلاده في إقامة أفضل علاقات مع دول الخليج "لأن لبنان يشعر بالأمان حينما يكون الأخ الكبير بجانبه".

وأضاف أن "لبنان كان وسيبقى عربي الهوية والانتماء، وهو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم بمواثيقها"، مشيراً إلى أن بلاده تتطلع لإقامة "أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب وأمتنها بروح الروابط التاريخية التي تجمع بين دولنا وشعوبنا".

أزمة قرداحي

وكان وزير الإعلام اللبناني صرح، الخميس، بأنه عازم على تقديم استقالته، آملاً أن "تساعد على حلحلة الأزمة" بين لبنان ودول الخليج بعد التصريحات التي أدلى بها وأثارت أزمة دبلوماسية، مشيراً إلى أن قراره هذا "جاء بالتشاور مع الحلفاء".

وأشعل وزير الإعلام اللبناني السابق أزمة مع دول الخليج، في أكتوبر الماضي، بعد أن قال خلال برنامج تلفزيوني، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أرضهم"، وهم في موقع "دفاع عن النفس"، متسائلاً: "هل يعتدون على أحد؟"، معتبراً أن الحرب "عبثية ويجب أن تتوقف"؛ لأن هناك "عدواناً" بحسب قوله. 

وعند سؤاله عما إذا كانت السعودية والإمارات "تعتديان على اليمن"، أجاب قرداحي: "أكيد هناك اعتداء.. هناك عدوان مستمر على هذا الشعب منذ نحو 8 سنوات"، وذلك قبل أن يعلن، عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، أن تصريحاته جاءت قبل توليه منصبه، وأنها اقتطعت من سياقها، وهو ما أعاد التأكيد عليه في مؤتمره الصحافي الذي أعلن فيه استقالته.

دور مصري فاعل

وبالعودة لحوار رئيس الحكومة اللبنانية، شدد ميقاتي على دعم مصر الدائم للبنان في جميع المواقف والظروف والتحديات التي واجهتها البلاد، موجهاً الشكر لمصر وللرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكداً أنه "صاحب النهضة الحديثة في مصر".

وأضاف ميقاتي، في حوار خاص مع مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بلبنان، أنه سيزور مصر قريباً، لافتاً إلى أن "الأمة العربية تكون بخير حينما تكون مصر بخير".

واستعرض ميقاتي دور مصر في دعم لبنان خلال الفترات الماضية، مشيراً إلى أن "لبنان لن ينسى أن مصر رغم الصعوبات كانت أولى الدول التي أرسلت طائرات من المساعدات والأغذية للبنان بعد انفجار ميناء بيروت العام الماضي، ولن ينسى لمصر مساعدته خلال جائحة كورونا بكل الأدوية اللازمة".

وشدد على أن مصر هي "الحاضنة العربية الحقيقية، وذلك لسياستها الحكيمة للتقارب بين الدول العربية، بالإضافة لاحتضانها لجامعة الدول العربية"، مؤكداً أن "مصر تاريخياً هي النفس العربي للبنانيين، حيث يشعر كل لبناني أن مصر دائماً بجانبه، ولبنان حريص كل الحرص على المحافظة على هذا التاريخ".

واستطرد قائلاً: "أقولها بكل صراحة.. مصر بموضوع الغاز كانت هي الأشد حرصاً على حصول لبنان على الغاز من أجل دعم لبنان وخدمته".

أولويات الحكومة

وحدد ميقاتي أولويات حكومته بثلاثة أمور، أولها إنجاز المباحثات مع صندوق النقد الدولي، معتبراً أن التوصل لاتفاق مع الصندوق ليس خياراً، لأنه "تأشيرة لفتح الأبواب لكل الصناديق الدولية لإعادة النظر والتعاون مع لبنان"، فيما اعتبر أن الموضوع الثاني هو إنتاج الكهرباء، مؤكداً أن "الحكومة أمامها تحدٍّ كبير بزيادة التغذية الكهربائية بشكل عاجل وإيجاد حل طويل المدى لهذه الأزمة".

وأضاف رئيس الحكومة اللبنانية أن الأولوية الثالثة تتمثل في إجراء الانتخابات النيابية، مشدداً على أن "الانتخابات موضوع أساسي ومفصلي بالنسبة للبنان واستحقاق دستوري"، مؤكداً الاستعداد لإجراء "انتخابات شفافة ونزيهة وفي وقتها من دون أي ثغرة".

وحول ضعف التغذية الكهربائية بالبلاد، قال ميقاتي في حواره: "نحن بحاجة إلى الوقود لتوليد الكهرباء لأنه ليس لدينا الأموال اللازمة لشراء وقود، خاصة أن التعرفة الكهربائية بموجب أسعار النقد الحاصلة ليست مجدية".

أزمة الكهرباء

وأضاف: "وبعد مفاوضات، وافق البنك الدولي على إعطائنا قرضاً بقيمة 250 مليون دولار لتغطية ثمن الوقود للعام القادم من مصدرين، الأول هو الغاز المصري، والمصدر الثاني هو استيراد الكهرباء من الأردن، حيث انتهينا ووقعنا وبدأ العمل بالإجراءات اللازمة، ولكن تفاجأنا بأن أنبوب الغاز الذي يربط الحدود السورية بلبنان بحاجة إلى إصلاحات يعني بحاجة إلى أموال وبحاجة إلى وقت قرابة 6 أسابيع لإصلاحه".

وأوضح أنه "تم تحويل مبلغ للشركة المسؤولة عن إصلاح الخط"، متمنياً أن تنجز المهمة في أسرع وقت لتوصيل الغاز الذي يعتمد عليه لبنان في إنتاج الطاقة الكهربائية ويؤدي إلى انتاج حوالي 450 ميجاواط بما يكفي لإعطاء من 4 إلى 5 ساعات إضافية عما تعطيه الحكومة اليوم اعتماداً على الوقود القادم من العراق.

وعبر ميقاتي عن تمنياته بأن يتم زيادة ساعات التغذية الكهربائية قبل رأس السنة، ولكن "الأعطال التي حدثت في الأنبوب هي السبب في التأخير"، مشدداً على أنه "لا علاقة لتأخير تحسين التغذية الكهربائية بعدم انعقاد جلسات مجلس الوزراء".

أزمتا الوقود والليرة

وحول رفع الدعم عن الوقود، قال ميقاتي: "ليس لدينا أي احتياطي من النقد الأجنبي بتاتاً لدعم أي سلعة حتى الأدوية الخاصة بالأمراض المستعصية والأمراض المزمنة، نحن اليوم بدأنا التقنين بالدعم لهذه الأدوية الضرورية للمواطن اللبناني، ولكن لم يبق لدينا دولار واحد لدعم أي سلعة كانت".

وفي ما يتعلق بالارتفاع الكبير والعشوائي في سعر صرف الدولار أمام الليرة بالسوق غير الرسمية، أكد ميقاتي أن هناك بعض المستفيدين من سعر الصرف عبر المنصات غير الرسمية، معبراً عن اعتقاده بأن "تتم معالجة نقدية أولاً، وعلى المواطن أن يعي أن هذه الأسعار تكون فقط من أجل الاستفادة في هذه المرحلة".

تعديلات القوانين

وعن الانتخابات، أكد ميقاتي أن الحكومة ليست معنية بالخلاف حول تعديلات القانون، مشدداً على أن السلطة التنفيذية تنفذ القوانين وستقوم بإجراء الانتخابات قبل 21 مايو المقبل، وهو موعد انتهاء ولاية المجلس الحالي، أياً كان تاريخ إجرائها.

وحول ما تردد عن مساعٍ لتأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، تمنى رئيس الحكومة اللبنانية ألا يحدث ذلك، موضحاً أن "رد الفعل دولياً ومحلياً سيكون سلبياً"، داعياً إلى عدم الانجرار لهذا الأمر وأن تقوم الانتخابات في وقتها دون أي تردد.

ورداً على سؤال بشأن نية الترشح للانتخابات، أكد أنه لم يحسم أمره في ذلك، لأنه منكب في الوقت الحاضر على عمله الحكومي وسيعلن عن ذلك في الوقت المناسب.

اقرأ أيضاً: