نصر الله يعلن عن "قافلة" سفن وقود إيرانية إلى لبنان 

time reading iconدقائق القراءة - 5
عناصر من الجيش اللبناني يداهمون إحدى محطات الوقود - مديرية التوجيه في الجيش اللبناني
عناصر من الجيش اللبناني يداهمون إحدى محطات الوقود - مديرية التوجيه في الجيش اللبناني
دبي-الشرقرويترز

أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، الأحد، أن "سفينة ثانية محملة بالوقود ستبحر إلى لبنان قادمة من إيران"، لافتاً إلى أن "سفناً أخرى ستتبعها لتخفيف نقص الوقود في البلاد".

وقال نصر الله، في خطاب متلفز إن "سفن الوقود الإيرانية سترسو قريباً في لبنان لتخفيف أزمة نقص الوقود"، وذلك عقب إعلانه الخميس أن "أول سفينة محمّلة بمواد أساسية ستنطلق من إيران خلال ساعات". وأشار إلى أنه "خصص الشحنة الأولى للوقود"، رافضاً الإفصاح عن موعد وتفاصيل وصولها.

خطة توزيع الوقود

مصادر سياسية قريبة من "حزب الله"، توقعت أن "تفرغ السفينة الإيرانية كميات من الوقود في ميناء بانياس شمال غربي سوريا، وذلك لمنع إحراج السلطات الرسمية اللبنانية في ضوء العقوبات المفروضة على طهران".

وقالت المصادر لـ"الشرق" إنه فور وصول السفينة إلى الشاطئ السوري، سينقل أسطول من الشاحنات التابعة لحزب الله الوقود إلى بيروت ليتم توزيعه لاحقاً، وفق الأولويات والاحتياجات على المستشفيات والمخابز ومعامل إنتاج الطاقة الكهربائية".

وفي ما يتعلق بتفاصيل عمليات توزيع الوقود، ذكرت المصادر أن "المحروقات ستوزع على محطات تابعة لحزب الله، كما سيتم تخزين جزء منها في مستودعات تابعة له".

"تحدٍّ جديد لإسرائيل"

وفي تعليق على خطوة "حزب الله" باستقبال الوقود من إيران، أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الجمعة بأن إرسال إيران أول سفينة مُحملة بالوقود للبنان، عبر قناة السويس، "يُمثل تحدياً جديداً لإسرائيل". وكشفت أن الأمر "تمت مناقشته في المحادثات الأخيرة" بين مصر وإسرائيل.

ووفقاً لهآرتس، فإن "إرسال سفينة النفط سيؤدي إلى فتح طريق جديد غير خاضع للرقابة بين إيران ولبنان، وسيمنح حزب الله إنجازاً إنسانياً غير مستحق". ولفتت الصحيفة إلى أن "مصر وإسرائيل تفكران حالياً في كيفية التصرف".

واشنطن: حل غير قابل للتطبيق

وتعليقاً على تصريحات نصر الله، قالت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، إن مقترح وصول الشحنات الإيرانية إلى موانئ بيروت "غير قابل للتطبيق"، فيما قال ناطق باسم الخارجية الأميركية، لـ"الشرق"، إن "الإدارة الأميركية اطّلعت على التقارير الصحافية حول سفينة إيرانية محملة بالوقود متجهة إلى لبنان، ولكنه لا يمكنه تأكيد تلك الأخبار حالياً".

ورأى الناطق الأميركي أن "الوقود القادم من بلد خاضع للعقوبات مثل إيران ليس حلاً لمشكلات لبنان"، مشدداً على أن "الشعب اللبناني يستحق حلاً مستداماً للطاقة، بحيث يتم توزيعها بشكل منصف وشفاف بين جميع السكان".

وقال إن ذلك "يستلزم أن يظهر القادة اللبنانيون بشكل عاجل المرونة اللازمة لتشكيل حكومة ملتزمة بإصلاحات ذات معنى".

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، أن واشنطن تتطلع للعمل مع حكومة لبنانية "تتمتع بالصلاحيات لمواجهة التحديات بما في ذلك نقص الوقود وانقطاع الكهرباء".

وقالت الخارجية الأميركية، لـ"الشرق"، إن الإدارة الأميركية "تدعم الجهود لإيجاد حلول شفافة ومستدامة من شأنها معالجة النقص الحاد للطاقة والوقود في لبنان".

وأشارت إلى أن "نقص الوقود والطاقة في لبنان بات يهدد تقديم الخدمات الحيوية مثل الرعاية الصحية والمياه".

"حرب اقتصادية"

وكان نصر الله قال في خطاب متلفز، الخميس، إن "ما يفصلنا عن السفينة الأولى هو مسافة الطريق فقط، وعندما تصل السفينة ستتبعها سفينة أخرى وسفن أخرى"، مؤكداً أن إيران "لم تتخلَّ يوماً عن حلفائها وأصدقائها".

وتوجّه نصر الله للأميركيين والإسرائيليين بالقول إن "السفينة التي ستبحر بعد ساعات من إيران هي أرض لبنانية"، وذلك في إشارة إلى رد محتمل إذا تمت مهاجمة السفينة أو مصادرتها، كما يحصل عادة مع السفن الإيرانية التي تصادر بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على البلاد.

وأضاف أنه لا يريد الدخول في "تحدٍّ مع أحد.. نحن نريد أن نساعد شعبنا". 

وقال نصر الله "إن من فرض علينا اتخاذ هذا القرار هو من فرض علينا الحرب الاقتصادية"، مضيفاً أن هناك من يريد "فرض خيارات على اللبنانيين"، و"نعرف أن الإدارة الأميركية هي التي تدير هذه الحرب".

وتابع: "نحن نعرف أن ما يجري في بلدنا هو حرب اقتصادية لإخضاع اللبنانيين وفرض الترسيم البحري" مع إسرائيل.

وهذه ليست المرة الأولى التي يطرح "حزب الله" وأمينه العام مسألة استيراد الوقود والمحروقات من إيران، إذ سبق له في يونيو أن قال إن إيران قد تزوّد لبنان بالوقود بالعملة المحلية، وذلك بعد تفاقم أزمة العملة اللبنانية، وهو ما أثار أزمة سياسية، ومخاوف من فرض عقوبات على لبنان الذي يعاني من أسوأ أزمة اقتصادية شهدها في تاريخه الحديث.

اقرأ أيضاً: