وفاة ناشط فلسطيني بعد اعتقاله.. و"السلطة" تفتح تحقيقاً عاجلاً

time reading iconدقائق القراءة - 4
أقارب الناشط الفلسطيني نزار بنات الذي توفي بعد اعتقاله من قبل قوات الأمن الفلسطينية أمام منزله في الخليل، 24 يونيو 2021 - AFP
أقارب الناشط الفلسطيني نزار بنات الذي توفي بعد اعتقاله من قبل قوات الأمن الفلسطينية أمام منزله في الخليل، 24 يونيو 2021 - AFP
رام الله/ دبي -الشرقمحمد دراغمة

وجّه رئيس الوزراء محمد أشتية، الخميس، بتشكيل لجنة فورية ومحايدة للتحقيق في وفاة الناشط السياسي نزار بنات، بعد اعتقاله من قِبل قوى الأمن، فيما تظاهر العشرات في مدينة رام الله، احتجاجاً على وفاته.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن المفوض السياسي العام، المتحدث باسم الأجهزة الأمنية، اللواء طلال دويكات، قوله: "لا مانع من مشاركة مؤسسات حقوقية في لجنة التحقيق"، مؤكداً أن "الحكومة جاهزة لاتخاذ أي إجراءات، تترتب على النتائج التي ستتوصل لها اللجنة بهذا الشأن".

لجنة تحقيق عاجلة

وأوضح اللواء طلال دويكات أن لجنة التحقيق، سيترأسها وزير العدل محمد الشلالدة، بعضوية ممثل عن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، وطبيب يمثل عائلة بنات، واللواء ماهر الفارس عن الاستخبارات العسكرية.

وأكد أن اللجنة ستبدأ عملها فوراً للبحث والتقصي والوقوف على أسباب وفاة بنات، وستعتمد على نتائج التشريح، وستستمع إلى شهادة عائلته، وشهود عيان ومسؤولين.

وشدد على أنه سيتم "تزويد اللجنة بكل المعطيات والتفاصيل التي تمكنها من التقدم بعملها، من أجل تسريع كشف الحقيقة وتقديمها كاملة، وبكل مصداقية للرأي العام". وأشار إلى أن "هناك طبيباً من جهة عائلة بنات، سيُدعى للمشاركة في تشريح الجثمان".

احتجاجات غاضبة

شهدت مناطق فلسطينية عدة احتجاجات على إثر الحادث، وأصدرت القوى السياسية والمؤسسات الحقوقية بيانات طالبت بمحاسبة المسؤولين ووقف انتهاكات حقوق الإنسان.

وكانت أشد هذه التظاهرات في مدينة رام الله، المركز الإداري والسياسي للسلطة، حيث سار المئات في مظاهرة إلى مقر الرئاسة، وهتفوا مطالبين برحيل قادة السلطة، لكن الشرطة فرقت التظاهرة مستخدمة القنابل المسيلة للدموع، وأصيب عدد من المشاركين بينهم شاب أصيب بجرح في جبينه إثر إصابته بقنبلة غاز مسيل للدموع.

من جانبها أعلنت الحكومة الفلسطينية عن تشكيل لجنة تحقيق في الحادث. وقال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد أشتية في بيان إنه سيتم تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث، برئاسة وزير العدل محمد الشلالدة، وعضوية رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك، وطبيب ممثل عن عائلة بنات، واللواء ماهر الفارس عن الاستخبارات العسكرية".

انزعاج أميركي

وفي السياق، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن "انزعاجها" لوفاة بنات، والمعلومات التي وردت عن ملابسات مقتله. وقالت الخارجية الأميركية في بيان "نشعر بانزعاج لوفاة الناشط الفلسطيني نزار بنات والمعلومات الواردة عن ملابسات مقتله".

وأضاف البيان "ندعو السلطة الفلسطينية لإجراء تحقيق شامل وشفاف والتأكد من وجود محاسبة كاملة في هذه القضية".

وفي وقت سابق اليوم، عبّر مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند عن قلقه وحزنه لوفاة بنات.

اتهامات بـ"الاغتيال"

محافظ الخليل كان أعلن وفاة نزار بنات، فجر الخميس، بعد اعتقاله من قبل قوة أمنية فلسطينية، فيما قالت عائلته إنه "تعرض لعملية اغتيال مدبرة"، وأكدت أنه "تعرض لضرب مبرح من قبل قوات الأمن أثناء اعتقاله".

وجاء في بيان صادر عن محافظ الخليل: "على إثر مذكرة إحضار من النيابة العامة لاعتقال المواطن نزار خليل بنات، قامت فجر الخميس قوة من الأجهزة الأمنية باعتقاله، وخلال ذلك تدهورت حالته الصحية، وفوراً تم تحويله إلى المستشفى، حيث تبين أنه متوفى".

لكن عائلته شددت على أنه "تعرض للضرب الشديد بالعصي أثناء اعتقاله"، متهمة "السلطة الفلسطينية باغتياله". 

من جانبها، دعت ممثلية الاتحاد الأوروبي في فلسطين، في بيان صحافي، إلى "إجراء تحقيق كامل ومستقل وشفاف فوراً".

ونزار بنات ناشط سياسي مستقل، معروف بانتقاداته للسلطة الفلسطينية، وجرى توقيفه مرات عدّة على هذه الخلفية. وشكّل نزار كتلة مستقلة لخوض الانتخابات للمجلس التشريعي، التي كانت مقررة في 22 مايو الماضي، قبل أن تُلغى.