إيران: لن ندع "عاملاً خارجياً" يقوض رغبتنا في إنجاح الاتفاق النووي

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يستقبل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي - طهران - 5 مارس 2022 - via REUTERS
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يستقبل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي - طهران - 5 مارس 2022 - via REUTERS
فيينا / دبي-بدر العازميالشرقوكالات

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الجمعة، إن توقف محادثات فيينا النووية مؤقتاً "قد يشكل زخماً لحل أي مشكلة متبقية والعودة النهائية للاتفاق"، وأضاف أن إيران "لن تدع أي عامل خارجي يؤثر على رغبتها في إنجاح المفاوضات".

ونبّه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إلى أن "إنهاء المحادثات بنجاح هو المحور الرئيسي للجميع"، وذلك بعد إعلان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في وقت سابق الجمعة، حاجة المحادثات إلى "وقفة بسبب عوامل خارجية".

وأشارت تقارير إعلامية، خلال الأيام الماضية، إلى "تعقد مفاوضات" إعادة الولايات المتحدة الأميركية وإيران إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015 للوفاء بالتزاماتهما، في ظل مطالب روسية تضمن "إعفاء أي شراكة بين موسكو وطهران في المستقبل من عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة"، وذلك عقب مواجهة روسيا قيود اقتصادية جراء غزو أوكرانيا.

"عوامل خارجية"

وذكر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن النص النهائي المتعلق بإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية "جاهز بشكل أساسي، وعلى الطاولة" لكن هناك حاجة إلى وقفة في المحادثات بسبب "عوامل خارجية".

وكتب بوريل في حسابه على تويتر: "بصفتي منسقاً، سأستمر مع فريقي في التواصل مع جميع المشاركين في خطة العمل المشتركة الشاملة والولايات المتحدة، للتغلب على الوضع الحالي والانتهاء من الاتفاق".

كما أعرب منسق الاتحاد الأوروبي في المحادثات الإيرانية إنريكي مورا، الجمعة، عن أمله في تمكن أطراف المحادثات من استئناف المفاوضات قريباً جداً، قائلاً في تصريحات أوردتها "رويترز"، إن "جميع الأطراف لا تزال تعمل بروح المرونة، وإنها على وشك التوصل إلى اتفاق".

كما قال مسؤول أوروبي للصحافيين، إن "النص الأخير لإنعاش الاتفاق النووي وصل إلى مراحل نهائية، ويتم النقاش حول الهوامش في القضايا التقنية ومنها العقوبات على إيران"، مشيراً إلى أن "خطة العمل الشاملة المشتركة تعمل على تطبيع وضع إيران في المجتمع الدولي، لا تطبيع كل علاقة ثنائية مع إيران". 

"مخاوف إضافية"

بدوره، أبدى مندوب الصين في المفاوضات النووية أسفه لتعليق المفاوضات، في حين قال المبعوث الروسي إلى المحادثات النووية الإيرانية ميخائيل أوليانوف، الجمعة، إن اختتام المفاوضات لا يعتمد فقط على موسكو، وأوضح أن الأطراف الأخرى لديها مخاوف إضافية.

وأضاف أوليانوف للصحافيين عقب اجتماعه مع منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، إن "إبرام الاتفاق لا يتوقف على روسيا وحدها.. هناك أطراف أخرى تحتاج إلى وقت إضافي ولديها مخاوف أخرى تتم مناقشتها".

تعثر المحادثات

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، حاول المفاوضون الإسراع للوصول إلى توقيع الاتفاق، مدركين أن الحرب الروسية في أوكرانيا تشكل تهديداً للمحادثات المعقدة أساساً، إلا أن دبلوماسيين اثنين قالا لمجلة "بوليتيكو" الأميركية، إن "المحادثات النووية الإيرانية على شفا الانهيار".

وأضاف الدبلوماسيان أن "المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود"، وأرجعا السبب إلى "المطالب الروسية في اللحظة الأخيرة".

وقال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، الأربعاء، لـ"الشرق" إن طلبات بلاده "لا تعرقل" محادثات فيينا الجارية لاستعادة الالتزام بالاتفاق النووي الإيراني، والتي لم تصل إلى نهايتها بعد بسبب "القضايا العالقة".

وأضاف أوليانوف أن "هناك تكهنات في ما يتعلق بالموقف الروسي من محادثات فيينا، رغم أن المفاوضات لم تصل إلى نهايتها حتى الآن"، مشيراً إلى أنه "لم يتم الانتهاء من نص الاتفاق النووي النهائي".

واعتبر مسؤول غربي كبير مطلع لـ"بوليتيكو"، أن "المطالب الروسية مستحيلة، لأن المفاوضات في فيينا تدور حول إعادة إيران والولايات المتحدة إلى الامتثال لاتفاق 2015، وليس بشأن فرض عقوبات على موسكو".

وحضّت الخارجية الأميركية، على لسان المتحدث باسمها نيد برايس، روسيا على المساعدة في تحقيق العودة للاتفاق النووي، قائلاً إن ذلك "في مصلحة موسكو"، وشدد على أن "الوقت قصير"، وأن "القضايا الرئيسية لا تزال من دون حل".

وأضاف برايس: "لقد قلنا ذلك بشكل واضح، العقوبات الجديدة المتعلقة بروسيا لا علاقة لها على الإطلاق بالاتفاق النووي، كما أننا لا نعتزم تقديم أي شيء جديد أو محدد لروسيا في ما يتعلق بالعقوبات".

وقدم كبير المفاوضين الروس ميخائيل أوليانوف، الثلاثاء، مطالب موسكو إلى ممثل الاتحاد الأوروبي في المفاوضات إنريكي مورا.

ووفق "بوليتيكو" فإن الطلب الروسي "لم يكن بسيطاً" مثلما توقعه المفاوضون، بأن يكون طلباً للإعفاء من العقوبات، لتمكين روسيا من أداء دورها في تنفيذ الاتفاق النووي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات