هل ينجح "مؤتمر بغداد للتعاون" في تخفيف توتر المنطقة؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال لقائه الوفود الإعلامية العربية والأجنبية بمناسبة قرب عقد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة - 26 أغسطس 2021. - twitter/IraqiPMO
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال لقائه الوفود الإعلامية العربية والأجنبية بمناسبة قرب عقد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة - 26 أغسطس 2021. - twitter/IraqiPMO
دبي-الشرق

توترات المنطقة والتعاون والتكامل الاقتصادي بين العراق والشركاء الدوليين، ملفات تستعد بلاد الرافدين، السبت المقبل، لطرحها على طاولة "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" بحضور 9 دول إقليمية وغربية.

ويهدف العراق من خلال المنتدى إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة عبر التفاهمات مع دول إقليمية، كما يسعى إلى الخروج بقرارات تتعلق بالمجال الاقتصادي والتغير المناخي والاحتباس الحراري، بحسب وكالة الأنباء العراقية "واع".

"بغداد السلام"

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قال خلال لقائه الوفود الإعلامية بمناسبة قرب انعقاد المؤتمر: "نرحب بكم في بغداد السلام، فنحن نستعد لعقد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي ستبدأ أعماله السبت، وهو حدث مهم ليس للعراق فقط، بل للمنطقة كلها".

وأشار الكاظمي إلى أن "هناك تحديات كثيرة نعاني منها في المنطقة، وعلينا جميعاً التعاون والتكاتف في حلها، والعبور نحو خلق تكامل اقتصادي واجتماعي بين شعوب المنطقة".

وأضاف الكاظمي أن "المؤتمر يجسد رؤية العراق في ضرورة إقامة أفضل العلاقات مع محيطه ودول العالم، ونتطلع إلى هذا اللقاء، وما سينتجه من دعم لدور بغداد التاريخي في إرساء السلام".

واعتبر الكاظمي أن "العراق بدأ يأخذ دوره التاريخي، ليكون أحد ركائز السلام في المنطقة، ويمكنه أن يخلق جسراً للتواصل والتعاون والتكامل الشامل، مع جميع دول المنطقة".

وتابع: "كفى حروباً وصراعات وخلافات"، موضحاً أن "قرار الحرب والكراهية والعنف ليس خيار الشجعان، بل إن قرار التنمية والبناء وحفظ كرامة المواطن هو قرار الشجعان وهذا ما نحن ماضون إليه".

وبين الكاظمي أن "العراق يدعو جميع دول المنطقة إلى بناء السلام على أساس التكامل بين شعوب المنطقة، وهنالك فرص كبيرة في العراق يمكن لدول المنطقة التعاون والمساهمة فيها، وخلق مساحة جديدة لكل شعوب المنطقة، كي تبنى السلام والاستقرار لها".

وأوضح رئيس الوزراء العراقي أن بلاده مقبلة على "انتخابات مصيرية وحاسمة بعد شهر ونصف، وسوف تعزز المسار الديمقراطي في البلد، ولقد عملنا خلال نحو عام وشهرين على مختلف الأصعدة، لإصلاح المسارات الاقتصادية والأمنية والسياسية في البلد".

ولفت إلى "النجاح في تحقيق مقاصد كبيرة، وما زلنا ماضين وملتزمين ببناء دولة فاعلة ومستقرة ومستدامة، ونتطلع في كل هذا إلى التعاون الإقليمي، مع جميع دول المنطقة".

ويوحي الحراك العراقي الأخير في المنطقة، بسعي بغداد لاستعادة دورها على الساحة الإقليمية، وهو ما تعتزم ترجمته أخيراً، بتنظيم القمة التي تجمع عدداً من دول المنطقة والجوار بهدف "منح العراق دوراً بناءً وجامعاً لمعالجة الأزمات التي تعصف بالمنطقة"، بحسب ما أكدته مصادر مقربة من الكاظمي.

إلا أن هذا الدور يشكل تحدياً للبلد الذي تمارس فيه إيران نفوذاً ملحوظاً، وحيث تبدو السلطات عاجزة عن تلبية تطلعات الشعب على صعيد العمل والخدمات الأساسية والإفلات من العقاب وغيرها من المجالات.

ملفات مؤتمر بغداد

المتحدث باسم مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة نزار الخير الله قال إن "الدول المشاركة في المؤتمر لديها تجارب جيدة في مجال الاقتصاد والاستثمار والصناعة"، مشيراً إلى أن بلاده اتجهت نحو "إيجاد مصادر دخل متعددة بعد انخفاض أسعار النفط وإقرار الورقة البيضاء للإصلاح الاقتصادي"، بحسب "واع".

ورداً على سؤال عما إذا كان المؤتمر سيبحث القضايا الخلافية في المنطقة أو عقد مصالحات فيما بين بعض الدول، أوضح الخير الله أن "المؤتمر ليس بصدد بحث أزمات المنطقة أو أية ملفات إقليمية وسيتحاشى القضايا الخلافية، والقادة هم من سيحددون اتجاه المؤتمر الذي سيبحث عن مشتركات وشراكات من الممكن أن تصب في مصلحة الشعب العراقي وتحل مشاكل اقتصادية".

9 دول تستعد للحضور

صحيفة "الصباح" العراقية كشفت أن شخصيات سياسية رفيعة المستوى ستحضر المؤتمر تمثل 9 دول إقليمية وأجنبيةوهي تركيا وإيران والسعودية والكويت والأردن ومصر وقطر والإمارات وفرنسا، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم مجلس الوزراء العراقي حسن ناظم، قوله: إن "الدعوات شاملة والحضور عالي المستوى، ونأمل أن يجني بلدنا الثمار من خلال هذا الحضور الدولي الواسع والكبير في بغداد، أما التمثيل في المؤتمر فهو متنوع والحضور فيه على أعلى مستوى منه ملوك ووزراء ورؤساء وزراء وأقل من هذا بحسب ظروف كل بلد".

ولفت ناظم إلى أن مسألة "التوترات في بعض بلدان المنطقة ستكون حاضرة لنقاشها في القمة، وستحتضن بغداد قيادات كبيرة لهذه البلدان منها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيحضر بنفسه وبوفد كبير وهذا له دلالات ومؤشرات واضحة، ودليل على أن العراق عائد بقوة للعب دوره الإقليمي والدولي".

وبشأن الاستعدادات الأمنية، قال المتحدث باسم العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي: إن "القوات الأمنية أكملت استعداداتها وطواقمها الأمنية والعمل على إعداد خطط كفيلة بأن تحمي الأهداف الحيوية".

وأشار الخفاجي إلى أن "العراق مقبل على مؤتمر دولي، وهي رسالة واضحة إلى العالم والمستثمرين بأن العراق بلد يتمتع باستقلالية وأجواء صالحة للاستثمار والبناء".

الملف الأمني سيكون حاضراً

وتوقع نواب وخبراء أمنيون، أن يناقش المؤتمر ملفات أمنية حساسة وسيادية تخص العراق ودول المنطقة، وملفات ذات اهتمام مشترك على صلة مباشرة بالأمن الإقليمي والدولي، بحسب وكالة الأنباء العراقية.

ونقلت الوكالة، عن عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، عباس سروط، قوله إن "مؤتمر بغداد سيكون مهماً للعراق لأنه يضم كل دول الجوار وستكون انعكاساته إيجابية "، لافتاً إلى أن "الملف الأمني سيكون حاضراً للنقاش حوله كونه ملفاً مشتركاً لا يخص العراق فقط بل كل بلدان المنطقة".

وأضاف سروط: "هناك تعاوناً شاملاً سيدفع للخروج في هذا الجانب لأن التحديات الأمنية مشتركة، خاصة أن عصابات داعش لا تشكل تهديداً للعراق فقط بل لجميع دول المنطقة، ولذلك نعتقد أن هذا الملف سيكون حاضراً في الاجتماع".

ورداً على سؤال بشأن احتمالية التطرق للقصف التركي شمال العراق خلال المؤتمر، قال سروط إن "القصف التركي للأراضي العراقية مساس بالسيادة الوطنية ويتسبب بخسائر في الأرواح وهو أمر غير مقبول، ومن الممكن أن يناقش خلال المؤتمر، إضافة إلى ملفات أخرى منها الملف المائي بين العراق وتركيا وإيران وملفات سيادية أخرى".

توصيات أمنية

وقال المحلل الأمني أحمد الشريفي، للوكالة إن "الحديث عن الأمن في العراق جزء لا يتجزأ من الحديث عن الأمن الإقليمي وبالتالي فإن القمة مهمة جداً في تحقيق الأمن الإقليمي".

وأضاف الشريفي، أن "هناك اتفاقاً على حدوث تكامل في إدارة الموارد والطاقات في تحقيق الأمن الإقليمي بتعاون مشترك بين دول المنطقة، فضلاً عن أن هناك تهدئة ستكون بين الأطراف المتخاصمة إقليمياً وهذا سيصب في الدعم الإقليمي".

وقال المحلل والخبير الأمني فاضل أبو رغيف، إن "هناك تنسيقاً أمنياً ومن المتوقع أن يخرج مؤتمر بغداد بتوصيات أمنية مهمة تدعم الأمن الإقليمي".

وأضاف: "العراق يمثل خزيناً ومعيناً لا ينضب من المعلومات الأمنية في إطار جهود مكافحة الإرهاب وبإمكانه تزويد تلك الدول بمزيد من العناوين وأسماء المطلوبين بتهمة الإرهاب"، لافتاً إلى أن "دعم العراق أمنياً وفنياً بالمقابل في مجال الاتصالات سينعكس على أمن العراق والمنطقة".

وتوقع أبو رغيف، أن يشهد المؤتمر "اتفاقيات أمنية ثنائية بين العراق والدول الأخرى كل على حدة كون العراق تربطه حدود برية ومائية مع دول متعددة ومتشاطئة".

اتفاق على ضبط أمن الحدود 

وأشار الخبير الأمني والعسكري سرمد البياتي، إلى أن "موضوع الأمن أصبح الشغل الشاغل للعراق ودول المنطقة وغالبيتها تعاني من إشكالات أمنية نتيجة التهديدات الإرهابية".

وأضاف: "التنسيق في ضبط الحدود بين العراق ودول الجوار يجب أن يكون حاضراً ومتفقاً عليه ضمن المؤتمر، يجب وقف تهريب الأسلحة والدواعش ويجب أن يعطى أولوية في حديث الحكومة العراقي مع دول الجوار".

وتابع: "نتوقع تعزيز الاتفاقيات الأمنية المبرمة بين العراق ودول الجوار وأن يتم إيجاد تعاون حقيقي".

اقرأ أيضاً: