
تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بشن هجمات على محطة زابوروجيا للطاقة النووية، والتي تعد أكبر المحطات النووية في أوروبا، وسط مخاوف من التسبب في "كارثة نووية"، فيما طالبت أوكرانيا بإنشاء "منطقة منزوعة السلاح" حول المحطة.
وقال الكرملين، الاثنين، إن "على الدول الغربية التي لها نفوذ على أوكرانيا أن تضغط على كييف لتوقف قصف محطة زابوروجيا".
وأضاف المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي، عبر الهاتف، أن "قصف المحطة النووية الأكبر في أوروبا خطير لأبعد حد".
والجمعة، قال مسؤولون بالإدارة التي عينتها موسكو في بلدة إنرهودار الأوكرانية القريبة، إن القصف الأوكراني ألحق أضراراً بخطوط كهرباء تخدم المحطة.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية، الاثنين، عن يفجيني باليتسكي رئيس الإدارة المعينة من قبل روسيا لمنطقة زابوروجيا قوله إن المحطة تعمل بصورة طبيعية.
واستولت القوات الروسية على المحطة الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا في أوائل مارس بعد فترة وجيزة من بدء الغزو الروسي في 24 فبراير الماضي، لكن فنيين أوكرانيين ما زالوا يتولون إدارتها.
بعثة مراقبة دولية
وقالت "بلومبرغ" إن روسيا أبلغت دبلوماسيين، باستعدادها للترحيب بزيارة مراقبين دوليين إلى محطة زابوروجيا.
وكان مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية حذروا من أن هناك "خطراً حقيقياً من وقوع كارثة" في أكبر محطة نووية في أوروبا وسط القتال في المنطقة.
وتضم المحطة 6 مفاعلات نووية تساوي قيمتها عشرات الملايين من الدولارات.
ودعا المبعوث الروسي إلى الوكالة، بعثة دولية لزيارة المحطة في إطار وضع إجراءات حماية خاصة بها، وكذلك مراقبة حالة الأمن والأمان النووي، وفقاً لمذكرة تداولها دبلوماسيون في فيينا.
ويعد هذا الطلب الروسي، واحداً من خطوات عدة تطلبها الوكالة لإرسال مفتشين. وكان المدير العام للوكالة رافاييل جروسي قال أمام الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، إنه يحتاج "إذناً من الحكومة الأوكرانية وضمانات بممر آمن عبر منطقة الحرب" للمفتشين.
معدات ثقيلة ومتفجرات
من جهته، قال السفير الأوكراني في الوكالة الدولية للطاقة الذرية يفجيني تسيمبال، إن القوات الروسية تهدف لقطع الكهرباء عن جنوب أوكرانيا عبر قصف محطة زابوروجيا، مديناً في الوقت ذاته ما وصفه بـ"التصريحات الساخرة والمضللة من الجانب الروسي بشأن المحطة".
وأضاف في مؤتمر صحافي، أنه من "المستحيل توقع أفعال القوات الروسية"، مشدداً على أن "التهديد لمحطة زابوروجيا النووية لا يزال قائماً".
واتهم السفير قوات موسكو بتخزين معدات ثقيلة ومتفجرات في المحطة. ودعا إلى فرض عقوبات على الصناعة النووية الروسية وكذلك الوقود النووي.
وأشار إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ناقش مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عقوبات محتملة على الصناعة النووية الروسية.
وقال إن القوات الروسية لن تغادر المنطقة المحيطة بالمحطة من دون ضغط دولي، وإن بلاده تنتظر البعثة الدولية التي تقودها الوكالة الدولية للوكالة الذرية لزيارة المحطة.
وشدد على أن بلاده ستستخدم كل القنوات الدبلوماسية المتاحة لـ"جعل جلب بعثة دولية من الأمم المتحدة والوكالة للقيام بتلك المهمة ممكناً".
وأضاف: "نحن نحتاج تلك البعثة بشكل عاجل للغاية، بأسرع وقت ممكن، يمكنني القول بأننا نحتاجها قبل نهاية الشهر الجاري".
"منطقة منزوعة السلاح"
إلى ذلك، طالب بيترو كوتين رئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية المملوكة للدولة "إنرجواتوم"، الاثنين، بإعلان محطة زابوروجيا النووية "منطقة منزوعة السلاح"، محذراً من خطر كارثة نووية على غرار كارثة تشرنوبل بعد أن تعرض الموقع للقصف.
وطالب كوتين في تصريحات تلفزيونية، بنشر فريق من قوات حفظ السلام في الموقع بعد أن تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقصف المحطة.
وقال إن "وجود قوات لحفظ السلام في المنطقة ونقل التحكم بالمحطة إليهم، ثم نقلها إلى الجانب الأوكراني بعد ذلك سيحل هذه المشكلة".
وأشار كوتين إلى أن احتمال إصابة حاويات الوقود النووي المستنفد في أي قصف ينطوي على خطر شديد. وأضاف: "إذا تعرضت حاوية واحدة للوقود النووي للكسر سيمثل ذلك حادثاً على النطاق المحلي في المحطة والمنطقة المحيطة بها. وإذا أصيبت حاويتان أو ثلاث يستحيل تقدير حجم هذه الكارثة".
وقال كوتين إن الموقع يضم 500 جندي روسي و50 آلية ثقيلة، من بينها دبابات وحافلات ومركبات مشاة مدرعة. وأضاف أن العاملين الأوكرانيين في المحطة ليس لهم مكان يلجأون إليه.
لا اجتماع بين بوتين وزيلينسكي
في غضون ذلك، قال الكرملين، الاثنين، إنه لا يوجد أي منطلق لعقد اجتماع بين الرئيسين الروسي والأوكراني في الوقت الحالي.
ورداً على سؤال بشأن المقترحات التركية للتوسط في محادثات السلام، قال المتحدث باسم الكرملين، إن فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي "لا يمكن أن يجتمعا إلا بعد أن يكون المفاوضون من الجانبين قد قاموا بما يلزم".
وتوقفت المفاوضات بين موسكو وكييف منذ شهور، إذ يلقي كل جانب باللوم على الآخر في عدم إحراز تقدم.
وقال بيسكوف، إن الوفد الأوكراني "أصبح خارج الصورة ولا توجد عملية تفاوض الآن.. أما بالنسبة لعقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي، فلن يكون ذلك ممكناً إلا بعد أن تقوم الوفود بما يلزم".
ضربة أوكرانية
ميدانياً، قال مسؤولون أوكرانيون، الاثنين، إن كييف شنت ضربات بعيدة المدى على قواعد عسكرية روسية وجسرين رئيسيين على نهر دنيبرو خلال الليل.
وذكرت المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا ناتاليا هومينيوك، أن الضربات أصابت المعبرين الوحيدين لروسيا إلى جيب الأراضي الواقعة في جنوب أوكرانيا التي احتلتها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو.
وقالت في تصريحات تلفزيونية إن "نتائج (الضربات) مهمة نوعا ما.. وأصابت جسري أنتونيفسكي وكاخوفسكي".
من جهته، قال رئيس بلدية مدينة ميليتوبول المنفي إيفان فيدوروف، إن الضربات الأوكرانية تمت بواسطة بصواريخ "هيمارس"، وأصابت قواعد عسكرية عدة في المدينة، وألحقت أضراراً بالعتاد والجنود. وكتب على "تليجرام": "تشير التقديرات الأولية إلى تدمير كمية كبيرة من العتاد العسكري". ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق.
وقبل أسبوعين، قال وزير الدفاع الأوكراني إن راجمات صواريخ من طراز "هيمارس" دمرت 50 مستودع ذخيرة روسية.
وبدأت أوكرانيا في استخدام هذه الراجمات، التي زودت واشنطن كييف بها، في يونيو الماضي.
اقرأ أيضاً: