تراجع الإقبال على وسائل الإعلام الأميركية بعد رحيل ترمب

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.  - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. - REUTERS
نيويورك- أ ف ب

تشهد وسائل الإعلام الأميركية تراجعاً في عدد متابعيها وقراء مواقعها الإلكترونية منذ عدة أسابيع، مع مغادرة الرئيس السابق دونالد ترمب البيت الأبيض عقب خسارته الانتخابات الرئاسية، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتجسد شبكة "سي أن أن" هذا التراجع المفاجئ في نسبة المشاهدة، مع انخفاض جمهورها بأكثر من النصف بين ديسمبر والنصف الأول من مارس في "أوقات الذروة" (بين الساعة 20:30 حتى 22:00) بحسب بيانات شركة "نيلسن".

وتُعتبر منافستاها "أم أس أن بي سي" و"فوكس نيوز" في وضع أفضل، لكنهما سجلتا أيضاً تراجعاً، ورغم التناقض في الخط التحريري بينهما: الأولى ضد ترمب والثانية معه.

وعلى صعيد الصحافة، فقدت "نيويورك تايمز" نحو 20 مليون زائر لموقعها الإلكتروني بين يناير وفبراير في الولايات المتحدة، وفقدت صحيفة "واشنطن بوست" 30 مليوناً تقريباً بحسب بيانات مكتب "كومسكور".

وقال آدم كيارا أستاذ الإعلام في "جامعة هارتفورد" في ولاية كونيتيكت: "لا تزال هناك كارثة كبرى جارية، يجب أن تُبقي الناس أمام شاشاتهم" في إشارة إلى فيروس كورونا وعمليات الإغلاق. وأوضح أن تراجع الجمهور يظهر أن "الناس كانت مهتمة بأخبار الرئيس ترمب، أكثر مما هي مهتمة بما يحصل اليوم".

وظهر الرئيس السابق الذي يقيم حالياً في فلوريدا، مرات عدة منذ مغادرته السلطة، وأجرى مقابلات. وبعدما حرم من منصبه الرسمي وحسابه على "تويتر"، لم يعد لديه المنصة التي كانت تجعل منه محور الانتباه الدائم لوسائل الإعلام.

ويضيف كيارا: "لقد أفاد الشبكات وجذب النقرات والاشتراكات والمشاهدين"، مضيفاً: "كنا نتوقع أن يهبط ذلك في أحد الأيام".

من جهته، يرى توبي بيركوفيتز أستاذ التواصل السياسي في "جامعة بوسطن"، أن "وسائل الإعلام هي ضحية التناقض بين ترمب ذي الطبع الذي يصعب توقعه والمحب لإثارة الجدل، وجو بايدن، الرجل الممل، الذي اختار طوعاً نهجاً مخالفاً لسلفه في مجال التواصل الإعلامي".

"تراجع ملحوظ" 

ويقول مارك لوكاسيفيتز عميد كلية الاتصالات في "جامعة هوفسترا": "لا أعتقد أن السبب هو رحيل ترمب فقط". 

ويضيف سواء تعلق الأمر بالانتخابات الرئاسية أو الوباء "لقد شهدنا فترة كانت الأخبار خلالها ضرورية لحياتنا". وتابع "اليوم، هذه المسائل (الصحية) لم تختفِ، لكن الأمور بدأت تهدأ".

لكن رغم هذا التراجع الملحوظ في نسب المتابعة، فان وسائل الإعلام الوطنية الرئيسية في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل دخول ترمب الانتخابات في 2015. ولا يزال جمهور محطة "سي أن أن" أكثر من الضعفين، مقارنة مع سنة 2014، أما "أم أس أن بي سي" فقد ارتفعت نسبة مشاهدتها 3 أضعاف.

ويؤكد مارك لوكاسيفيتز، أن القنوات الإخبارية تحتفظ بحصة أكبر مما كانت عليه نسب متابعتها من قبل الأميركيين قبل سنوات، على حساب القنوات العادية التي فقدت نشراتها ملايين المشاهدين.

ورغم أنها حُرمت من ترمب وباتت تنافسها محطات صغيرة محافظة مثل "أو آيه أن" و"نيوزماكس"، لم تفقد "فوكس نيوز" إلا بعض النقاط من نسب المتابعة منذ يناير.

أما الصحف المحلية، فقد استفادت من هذه الفترة لتسريع تحولها الرقمي، وقامت الآن بالتحقق من صحة نموذجها الجديد المبني أساساً على الاشتراكات عبر الإنترنت. 

وخلال 4 سنوات فقط، أي طول فترة ولاية ترمب في البيت الأبيض، ضاعفت صحيفة "نيويورك تايمز" عدد مشتركيها بمقدار 2.6، وتجنبت أزمة الصحافة المكتوبة التي يعاني منها قسم كبير من هذا القطاع.

وقالت مديرتها ميريديث كوبيت ليفين خلال عرض النتائج السنوية في مطلع فبراير، إن "وتيرة الأخبار ستختلف، والجمهور سيتقلب، لكن مهما كان الأمر أظن أننا في موقع جيد لمواصلة النمو".