"هواوي" تطلق نظامها التشغيلي "هارموني أو إس" لمواجهة الحظر الأميركي

time reading iconدقائق القراءة - 4
 شعارشركة هواوي على شاشة هاتف محمول  - REUTERS
شعارشركة هواوي على شاشة هاتف محمول - REUTERS
شينجين (الصين) -أ ف ب

أطلقت شركة الاتصالات الصينية "هواوي"، نظام التشغيل الخاص بها "هارموني أو إس"، الأربعاء، لتتمكن من البقاء في ساحة الهواتف الذكية بعد منعها من استخدام نظام "أندوريد" الذي تملكه شركة "غوغل".

وتابعت أوساط التكنولوجيا عن كثب تطوير نظام "هارموني أو إس" منذ بدأت إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، حملة شرسة عام 2018، لعرقلة طموحات "هواوي" التي تتهمها الولايات المتحدة بالتجسس.

وفي عام 2019 وضعتها واشنطن على قائمة سوداء مُنِعت بموجبها من الحصول على التكنولوجيا الأميركية الأساسية لعملياتها الإنتاجية، خصوصاً الرقائق الإلكترونية التي تعتبر ضرورية لهواتفها، ما أدى إلى تراجع مبيعات "هواوي"، ومنعها من استخدام نظام "أندرويد" التابع لمجموعة "غوغل"

ولم تنجح أي شركة حتى الآن في وضع حد للاحتكار الثنائي لأنظمة تشغيل الهواتف المحمولة، إذ انسحبت الشركات المنتجة لـ"بلاكبيري"، و"وينذوز فون" التابع لشركة "مايكروسوفت"، وبرنامج "فاير" التابع لـ"أمازون" من أرض المعركة.

ودخلت "هواوي" مجال الهواتف المحمولة الذكية في عام 2003 باستخدام نظام "أندرويد"، وتعد المورد الأول عالمياً لمعدات محطات الاتصالات ومعدات أخرى للشبكات.

وأصبحت واحدة من أكبر 3 شركات لتصنيع الهواتف الذكية في العالم، مع "سامسونغ" الكورية، و"أبل" الأميركية، مدعومة بالطلب الصيني والمبيعات في الأسواق الناشئة.

لكن العقوبات الأميركية التي منعت الشركة من الحصول على المكونات الضرورية، جعلت قطاع الهواتف المحمولة في المجموعة الصينية يدخل في حالة عدم يقين.

وبحسب المحللين، فإن التحدي الأكبر الذي تواجهه "هواوي" حالياً هو التطبيقات وإقناع عدد كافٍ من المطورين بإعادة تكييف تطبيقاتهم ومحتوياتهم الأخرى للعمل، وفق نظام "هارموني أو اس" بهدف استمرار المستهلكين في شراء هواتف "هواوي".

تحدي التطبيقات

وبعد منع "هواوي" من استخدام نظام "أندرويد"، لم يعد بإمكانها تقديم العديد من التطبيقات الشائعة لحاملي هواتفها الذكية مثل متصفح "غوغل" أو تطبيق "خرائط غوغل".

كذلك، كان وصول "هواوي" إلى الرقائق الإلكترونية الضرورية لصناعة هواتفها الذكية محدوداً، ما أدى إلى انخفاض مبيعاتها بشكل حاد في الفترة الماضية.

ووفقاً للمحللين، يجب أن تكون "هواوي" قادرة بسهولة على حل مشكلة التطبيقات في الصين، سوقها المحلية، فالتطبيقات التي طورتها مصممة لمواطنيها، لكن في سائر أنحاء العالم، تبدو الآفاق أكثر قتامة.

وقالت إلينور ليونغ، المسؤولة عن البحوث عبر الإنترنت والاتصالات في آسيا بمجموعة "سي إل إس إيه" الاستثمارية: "من حيث المحتوى، عندما تتحدث عن السوق العالمية، لا يمكن العيش دون (غوغل) و(أمازون) و(يوتيوب)، سيكون ذلك تحدياً".

فرص جديدة

وأدت مشكلات "هواوي" إلى عملية إصلاح شاملة في المجموعة التي أُسست عام 1987، على يد رن تشنغ فا، وهو مهندس سابق في جيش التحرير الشعبي ما زال يشغل منصب رئيسها التنفيذي.

ومنذ زيادة الضغط الأميركي، تحوّلت "هواوي" بسرعة نحو خطوط إنتاج جديدة تعتبر أقل تأثراً، وأعادت تركيزها على سوقها المحلية الرئيسة.

وفي مذكرة داخلية، الأسبوع الماضي، دعا مؤسس "هواوي" الموظفين إلى إجراء تحول شامل للمجموعة وتسريع استقلالية البرمجيات.

وكتب تشنغ فاي في المذكرة: "لن يكون للولايات المتحدة تالياً، سيطرة تذكر على تطورنا المستقبلي".

وسرّعت الشركة تنوعها في قطاعات مثل الحوسبة السحابية (كلاود) والمركبات الذكية، إضافة إلى الجيل الخامس (5 جي) الذي يعد واحدا من رواده، كما أعلنت مؤخراً رغبتها في التعاون مع شركات صينية لتصنيع السيارات من أجل إطلاق سيارات ذكية.

اقرأ أيضاً: