رئيس جنوب إفريقيا يتمسك بالسلطة والجيش ينتشر لمنع التخريب

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا خلال المؤتمر الخامس والخمسين للمؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جوهانسبرج ، جنوب إفريقيا ، 16 ديسمبر 2022 - REUTERS
رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا خلال المؤتمر الخامس والخمسين للمؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جوهانسبرج ، جنوب إفريقيا ، 16 ديسمبر 2022 - REUTERS
جوهانسبرج- أ ف ب

بدا رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الذي يتمتع بدعم رسمي من الحزب الحاكم على الرغم من "فضيحة"، مصمماً على البقاء في منصبه في مؤتمر الحزب الذي يفترض أن يختار في نهاية الأسبوع رئيسه، الذي سيكون رئيس البلاد المقبل أيضاً، في وقت نشرت فيه السلطات الجيش تحسباً لعمليات تخريب جراء قطع الكهرباء.

ويتمتع رامافوزا (70 عاماً) بفرصة جيدة للفوز بولاية ثانية. فهو المرشح الأوفر حظاً للبقاء على رأس حزب "المؤتمر الوطني الإفريقي" الحاكم الذي اختار رؤساء جنوب إفريقيا منذ إحلال الديمقراطية في البلاد قبل 28 عاماً، وفقاً لـ"فرانس برس"، كما أن أحد أشد منتقديه أقر بأن "رامافوزا سيفوز".

وقد نجح في تمرير الرسالة بوضوح في خطاب طويل ألقاه الجمعة في افتتاح المؤتمر، وتحدث فيه عن التحديات التي يجب مواجهتها وكذلك النجاحات التي حققتها ولايته الأولى.

لكنه اعترف بأن مواطنيه "يتوقعون منا أن تكون لدينا الشجاعة والصدق للاعتراف بعيوبنا وتصحيحها". 

انتشار الجريمة وانقطاع الكهرباء

وبعد ثلاثين عاماً من انتهاء الفصل العنصري، تعاني البلاد من معدلات بطالة وجريمة مرتفعة، وتزايد الفقر وعدم المساواة، وانقطاعات قياسية في التيار الكهربائي مع تفاقم أزمة الطاقة. 

ونشرت السلطات، الجيش حول محطات الكهرباء لمنع أي عمليات تخريب بينما تتفاقم أزمة الطاقة، كما أعلنت الشركة المزودة "إيسكوم" والرئاسة.

وتشهد البلاد انقطاعاً منتظماً في التيار الكهربائي منذ 15 عاماً في أكبر بلد صناعي في القارة الإفريقية. لكن الوضع تراجع مع قطع يومي للكهرباء لأكثر من 11 ساعة يومياً أحياناً، فرضته شركة الكهرباء.

وقالت الشركة الموردة للكهرباء التابعة للدولة إنها "تستطيع أن تؤكد أنه يجري نشر قوات الدفاع الوطني لجنوب إفريقيا". وأضافت في بيان أن "عمليات نشر للجيش تمت في أربعة مواقع". 

وكان فنسنت ماغوينيالي الناطق باسم رامافوزا صرح على هامش مؤتم "حزب المؤتمر الوطني الإفريقي"، أن انتشار الجيش يهدف إلى منع "التخريب" و"سرقة" الفحم والديزل من محطات توليد الكهرباء.

وكلف انقطاع الكهرباء القياسي هذا العام اقتصاد جنوب إفريقيا مئات الملايين من الدولارات، مما أدى إلى زعزعة قطاعي التجارة والصناعة. 

تصويت حاسم 

ويفترض أن يشارك حوالى 4500 من ممثلي "حزب المؤتمر الوطني الإفريقي"، جاؤوا من المقاطعات التسع في البلاد في مركز للمؤتمرات في إحدى ضواحي جوهانسبرج، في تصويت حاسم تمهيداً للانتخابات العامة لعام 2024. 

وشهد المؤتمر الذي يفترض أن يستمر 5 أيام تأخيراً حتى الآن، وصرح المتحدث باسم الحزب عاموس فاجو لوكالة "فرانس برس"، السبت إن "التصويت سيجرى اليوم ما لم يحدث غير ذلك".

والمنافس الوحيد لرامافوزا حالياً هو وزير الصحة السابق زويلي ماخيزي (66 عاماً) الذي يتقدم عليه الرئيس الحالي بفارق كبير.

"شعبية رغم الفضيحة"

ويواجه رامافوزا، هذا الاستحقاق الحاسم لمستقبله السياسي، بعدما نجا من إجراءات لعزله. فرئيس الدولة رجل أعمال ثري، متهم بمحاولة إخفاء سرقة رزم من الدولارات في 2020 كانت مخبأة تحت وسائد أريكة في مزرعته الفاخرة في فالا فالا شمال شرقي البلاد, وفي حين أن التحقيق جار في القضية، لكن لم توجه له اتهامات حتى الآن.

وأحبط "المؤتمر الوطني الإفريقي" الذي يشكل أغلبية في البرلمان، تهديداً برحيله قسراً، بعدما دعا نوابه إلى "اتباع خط" الحزب ورفض الإجراء. 

وعزز الحزب الذي يتراجع في الانتخابات منذ 10 سنوات بدون أن يكون له بديل مقبول، فرص سيريل رامافوزا في الاحتفاظ بالسلطة. 

وعلى الرغم من الفضيحة، ما زال رامافوزا يتمتع بشعبية، وهو يمثل بالنسبة للحزب الذي انخفضت نسبة التأييد له إلى أقل من 50% للمرة الأولى في الانتخابات المحلية العام الماضي، أفضل مكسب له لعام 2024. 

وردد عشرات المندوبين معظمهم من أنصار الرئيس السابق جاكوب زوما (2009-2018) هتافات تطالب بالتغيير خلال خطابه وهم يقرعون على طاولاتهم. وقال رامافوزا متوجهاً إليهم "دعونا نبرهن على انضباط وضمير سياسي".

والتقطت كاميرات في وقت لاحق صوراً لرامافوزا وهو يضحك ويصافح سلفه وخصمه السياسي زوما، لكن حتى أشد منتقدي الرئيس غضباً ثامي شاماني (30 عاماً) مندوب مقاطعة كوازولو ناتال قال: "رامافوزا سيفوز ونعرف ذلك".

وأضاف:"لكن بسبب فضيحة فالا فالا عليه الانسحاب"، مؤكداً أنه سيصوت ولو رمزياً لمنافس الرئيس.

اقرأ أيضا:

تصنيفات