تقلص إمدادات الغاز الروسي يربك خطط أوروبا في التخزين

time reading iconدقائق القراءة - 4
مستودع "أستورا" للغاز الطبيعي أكبر مخزن بأوروبا الغربية في ألمانيا - 16 مارس 2022 - REUTERS
مستودع "أستورا" للغاز الطبيعي أكبر مخزن بأوروبا الغربية في ألمانيا - 16 مارس 2022 - REUTERS
باريس-أ ف ب

أدى قطع روسيا إمدادات الغاز الطبيعي عن فرنسا التي باتت أحدث دولة أوروبية تحرم من هذا المورد، وخفض إمدادات إيطاليا وألمانيا بشكل حاد، إلى إحداث اضطراب في خطط أوروبا لتخزين الغاز تحضيراً للشتاء المقبل.

وتضغط موسكو التي دخلت حربها في أوكرانيا شهرها الرابع، في المكان الأكثر إيلاماً، بالنسبة إلى أوروبا التي تحصل على نحو 40% من احتياجاتها من الغاز من روسيا.

وتعتمد دول أوروبية عدة بما فيها إيطاليا وألمانيا بشكل كبير على الغاز الروسي، وقد اتهم رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي شركة "غازبروم" العملاقة للطاقة بـ"الكذب" بشأن أسباب تقليص إمداداتها.

وتستخدم أوروبا كميات أقل من الغاز صيفاً لانتفاء الحاجة للتدفئة، لكن دولها تتسابق لتجديد احتياطاتها من أجل الشتاء المقبل. وتريد دول الاتحاد الأوروبي تعبئة خزاناتها بما لا يقل عن 80% من طاقتها بحلول نوفمبر المقبل.

سلاح الغاز

والخميس، قال دراجي إن تقليص إمدادات الغاز الذي يؤدي لرفع الأسعار "له عواقب ليس على الاستهلاك مباشرة، ولكن على التخزين"، مضيفاً أن احتياطات إيطاليا بلغت 52%.

وسيكون خفض إمدادات الغاز مكلفاً أيضاً للدول المصنعة مثل ألمانيا، حيث تحتاج الصناعات الكيميائية والفولاذ والأسمنت والأسمدة إلى كميات هائلة من الغاز.

وقال تييري بروس الأستاذ في جامعة "ساينس بو" بباريس، إن "الروس يستخدمون الغاز كسلاح منذ فترة طويلة". وأضاف: "يستخدم الكرملين مبدأ عدم اليقين، يقوم بشيء ما وفي اليوم التالي شيء آخر، لرفع الأسعار".

وأوقفت روسيا شحنات الغاز عن بولندا وبلغاريا وفنلندا وهولندا، بسبب رفضها تسديد الثمن بالروبل لروسيا.

وطالت الضربات الأخيرة فرنسا، بعدما أعلنت شركة "جي آر تي" الجمعة أنها لم تتلق أي غاز روسي عبر خط الأنابيب منذ 15 يونيو، وإيطاليا التي واجهت خفضاً في الإمدادات لليوم الثالث.

والجمعة، وصل السعر المرجعي الأوروبي للغاز الطبيعي الهولندي "تي تي إف" إلى 130 يورو (137 دولاراً) لكل ميجاواط/ساعة مقارنة بـ100 يورو الأربعاء، و30 يورو قبل عام.

وتعتمد فرنسا على روسيا بنحو 17% من حاجتها إلى الغاز الذي يصل معظمه عبر خط أنابيب، فيما يتم نقل الباقي بشكل مسال عبر السفن.

ولم يتم إيضاح سبب الخفض، لكنه يلي خفض عمليات التسليم بنسبة 60% إلى ألمانيا عبر خط "نورد ستريم 1".

وأفادت شركة "إيني" الإيطالية أنها ستتلقى 50 بالمئة فقط من الغاز الروسي المطلوب، الجمعة.

ورفض دراجي أعذار شركة "غازبروم" عن الأسباب التي "قيل لنا إنها فنية"، مضيفاً "نحن وألمانيا وآخرون نعتقد أن هذه أكاذيب". وشدد على أن الشركة الروسية تستخدم الغاز لأغراض "سياسية".

محطات احتياطية

ووصف وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هابيك خفض إمدادات الغاز بأنها "مواجهة مع بوتين"، مضيفاً: "هذا قرار يتخذه بشكل تعسفي، هكذا يتصرف الطغاة والاستبداديون".

ومع ذلك تقول "غازبروم" إن موسكو لها كل الحق في التصرف وفق قواعدها الخاصة بشأن خفض إمدادات الغاز.

وتسعى دول الاتحاد الأوروبي للتخلي بنفسها عن موارد الطاقة الروسية، لكنها لا تزال منقسمة بشأن فرض حظر على الغاز الروسي لأن العديد من الدول الأعضاء تعتمد بشكل كبير على إمدادات موسكو.

وتفكر بعض الدول بتركيب محطات جديدة لتعزيز قدراتها في مجال الغاز الطبيعي المسال.

وقامت فرنسا بالفعل بزيادة مشترياتها من الغاز المسال بشكل كبير منذ الغزو في فبراير، واقتربت محطاتها من الحد الأقصى وفقاً لـ"جي آر تي غاز".

وأصبحت فرنسا أكبر مشتر للغاز الروسي المسال في العالم، وفقاً للوري مايليفيرتا المحللة في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف "كريا" الذي نشر تقريراً عن مبيعات النفط والغاز الروسية هذا الأسبوع.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات