ما هو نظام "هيمارس" الصاروخي الأميركي المقدم لأوكرانيا؟

time reading iconدقائق القراءة - 9
قاذفة صواريخ M142 HIMARS أميركية متوقفة على مدرج المطار في معرض دبي للطيران 2021 .دبي في 15 نوفمبر 2021  - AFP
قاذفة صواريخ M142 HIMARS أميركية متوقفة على مدرج المطار في معرض دبي للطيران 2021 .دبي في 15 نوفمبر 2021 - AFP
دبي-رينا سماوي

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، عزم بلاده على تزويد أوكرانيا بأنظمة صاروخية متقدمة لإصابة أهداف أساسية ومواجهة المدفعية الروسية، خصوصاً بعد تقدمها مؤخراً في دونباس، بعد أكثر من 3 أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي هذا الصدد، رجّح مسؤول في البيت الأبيض أن تكون تلك الأسلحة راجمات صواريخ من طراز "هيمارس" عالية الحركة، إذ تستخدم كل من أوكرانيا روسيا راجمة الصواريخ المتعددة، وهو نوع من المدفعية الصاروخية غير الموجه، إلا أن نظام "هيمارس" لديه مدى ودقة متفوقان.

نظام هيمارس

يتألف نظام "هيمارس الذي يبلغ مداه نحو 80 كيلومتراً من نسختين "إم 142" M142 و"إم 270" M270 وهما نظامان مرنان طويلان المدى وسريعان الانتشار للصواريخ.

ووفقاً لمجلة "The war zone" التي تعنى بالأخبار الدفاعية والتغيرات الجيوسياسية، فإن نظام M142 الصاروخي المدفعية عالي الحركة، يعد إصداراً حديثاً وأخف وزناً وأكثر رشاقة مثبتاً على العجلات من راجمة الصواريخ المتعدد M270 المثبت على الجنزير والذي تم تطويره في السبعينيات للقوات الأميركية والقوات المتحالفة.

ويتميز الطراز M270 بنظام إطلاق مركب على هيكل مُجنزر مشتق من مركبة "برادلي" القتالية للمشاة، إذ يمكن للقاذفة إطلاق مجموعة متنوعة من صواريخ المدفعية من عيار 227 ميلليمتر، بما في ذلك الأنواع الموجهة بدقة، بالإضافة إلى الصواريخ الباليستية قصيرة المدى لنظام الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS)، وكلها تأتي محملة مسبقًا في "كبسولات" الذخيرة المعلبة. 

فيما يتميز الطراز M142 بنظام إطلاق أصغر، والذي يمكنه استيعاب جراب واحد فقط في كل مرة، ويثبت على هيكل شاحنة 6 × 6 من المركبات التكتيكية المتوسطة (FMTV). 

ما قيمته؟

يمنح نظام "هيمارس" القوات الأوكرانية القدرة على ضرب الخطوط الروسية وعلى مسافات محمية بشكل أفضل من أسلحة روسيا بعيدة المدى.

كما أن الصواريخ الموجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) التي تطلقها "هيمارس" لها مدى يقارب ضعف مدافع "الهاوتزر "M777 التي زودت بها أوكرانيا من قبل الولايات المتحدة مؤخراً.

وتوفر تلك الخصائص إمكانية تهديد مستودعات الإمدادات الروسية، وسط اعتقاد غربي بأن القوات الروسية "تعاني مشاكلات لوجستية".

وقال بعض المحللين إن أنظمة "هيمارس" يمكن أن تكون "عامل تغيير" في الحرب في وقت يبدو فيه أن القوات الأوكرانية تكافح تحت نيران المدفعية الروسية، وفق ما أوردته صحيفة "ذي جارديان" البريطانية.

وكان مسؤولون أوكرانيون، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، فضلاً عن الخبراء والمراقبين، دعوا مراراً بشكل مباشر وغير مباشر الجيش الأميركي لإرسال M142s ، أو M270s ، للمساعدة في المجهود الحربي.

ووفقاً لـ "وار زون"، فإنه من المؤكد أن الاستحواذ العسكري الأوكراني على تلك الأسلحة يقدم فوائد واضحة، إذ سيكون أكثرها إلحاحاً نشر نظام صاروخي مدفعي جديد قيد الإنتاج ولديه سلسلة راسخة في الغرب. 

يشار إلى أن عدة دول، بخلاف الولايات المتحدة، تقوم بتشغيل نظام "هيمارس"، بينها الأردن والإمارات وسنغافورة ورومانيا، فيما طلبت كل من بولندا وأستراليا 20 نظاماً من تلك الأنظمة في السنوات الأخيرة، لكن لم يتم تسليمها بعد، بحسب "بوليتيكو".

استبعاد نظام "أتاكمز"

من جانبها، ترغب كييف بامتلاك منظومة الصواريخ التكتيكية الأميركية "أتاكمز" ATACMS، ولكن هناك بعض الأسباب الدفاعية التي تمنع واشنطن من تقديم ذلك السلاح.

وذلك لأن نظام ATACMS سيكون مفيداً للغاية لمهاجمة الأهداف على الأراضي الروسية، بينما ستبقى موسكو خارج النطاق (حوالي 270 ميلاً من أقرب نقطة على حدود أوكرانيا)، إذ يمكن أن تصبح مدن مثل فورونيج وروستوف أون الروسية دون عرضة للهجوم.

وفي هذا الصدد، أشارت مجلة "فوربس" إلى أن كييف نفّذت بالفعل بعض الضربات ضد أهداف استراتيجية روسية باستخدام طائرات الهليكوبتر الهجومية وصواريخ "توشكا" الباليستية وطائرات "بيرقدار" المسيرة.

وحال قدمت الولايات المتحدة نظام ATACMS، فسيكون لديها من الناحية النظرية القدرة على ضرب المراكز الحضرية والقواعد العسكرية الروسية الرئيسية، بما في ذلك المطارات التي تنطلق منها الهجمات على أوكرانيا.

وكان الرئيس الأميركي، قال في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إن الصواريخ المتطورة "ستمكن الأوكرانيين من ضرب أهداف رئيسية بدقة أكبر في ساحة المعركة في أوكرانيا".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات