البرازيل.. الرئيس السابق يستعد لتحدي بولسونارو في انتخابات 2022

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس البرازيلي السابق لويز إيناسيو لولا دا سيلفا خلال مؤتمر صحافي في ساو برناردو دو كامبو - 10 مارس 2021 - Bloomberg
الرئيس البرازيلي السابق لويز إيناسيو لولا دا سيلفا خلال مؤتمر صحافي في ساو برناردو دو كامبو - 10 مارس 2021 - Bloomberg
برازيليا -بلومبرغ

أفادت وكالة "بلومبرغ" بأن الرئيس البرازيلي اليساري السابق، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، يستعدّ لتحدي الرئيس اليميني جايير بولسونارو، في الانتخابات المرتقبة العام المقبل.

ويأتي ذلك بعدما أكدت المحكمة العليا في البرازيل قراراً لغرفتها الثانية، اعتبر أن القاضي السابق سيرجيو مورو كان "متحيّزاً"، خلال محاكمة لولا دا سيلفا بتهمة الفساد، وسجنه لاحقاً.

وكرّست المحكمة بذلك قراراً اتخذته في أبريل الماضي، وثبّتت فيه إلغاء إدانة لولا الذي شغل منصب رئيس البرازيل بين عامَي 2003 و2010، ما يجعله مؤهلاً لخوض انتخابات 2022.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن الرئيس البرازيلي السابق فرناندو هنريكه كاردوسو، أعلن دعمه غير المتوقّع للولا، خصمه السياسي منذ فترة طويلة، من أجل هزيمة بولسونارو في الانتخابات.

وقال لصحيفة محلية: "إذا لم يكن لديك كلب، فأنت تصطاد بواسطة قطّة، لا أعرف ما إذا كان حزب العمال (بزعامة لولا) يمثّل مستقبل البرازيل، ولكنني لست متحمّساً للمستقبل الذي يمثّله بولسونارو".

وذكرت الوكالة أن مقابلات أجراها لولا مع عشرات الساسة، تشير إلى أنه بات يشكّل عامل توحيد لشريحة كبرى في الوسط السياسي، بشأن ترشيحه المرتقب.

وتعاني البرازيل، التي يقطنها 212 مليون نسمة، من وفيات واضطرابات، سبّبها فيروس كورونا، ما أدى إلى تراجع شعبية بولسونارو إلى 24%.

"الشرّ الأكبر"

وطالبت رئيسة "حزب العمال"، غليسي هوفمان، بتأمين مزيد من اللقاحات والمساعدات للفقراء، وقالت: "يتمثّل دورنا الأساسي في تنظيم أكبر عدد ممكن من القوى، لمواجهة الشرّ الأكبر، وهو بولسونارو".

وذكّرت "بلومبرغ" بتقلّبات المزاج السياسي في البرازيل، لا سيّما خلال أزمة كورونا، قبل 17 شهراً من الانتخابات، موضحة أن لولا (75 عاماً) ناجٍ من مرض السرطان، بينما بولسونارو ماهر ولديه أتباع مخلصون، على الرغم من كل الصعوبات التي واجهها، إضافة إلى ذلك، لم يعلن لولا بعد خوضه الانتخابات.

واستدركت الوكالة أن الرئيس السابق أثار انطباعاً واضحاً بأنه سيترشّح للمنصب مجدداً، بعد مشاهدته في برازيليا هذا الشهر، برفقة خطيبته عالمة الاجتماع جانجا، ونشره تغريدات كثيرة، وتناوله العشاء مع قياديين ودبلوماسيين، وإعلانه أنه يمارس الرياضة حفاظاً على لياقته.

وقبل قرار المحكمة العليا، الذي صدر في مارس الماضي، وثُبّت الشهر الماضي، كان حلفاء لولا يبحثون عن مرشّح لمواجهة بولسونارو، ولكن الآن يتحدث كل يساري تقريباً عن دعم لولا، بما في ذلك "حزب الاشتراكية والحرية"، الذي أسّسه منشقون عن "حزب العمال"، في عام 2003.

وقال القيادي في "حزب الاشتراكية والحرية"، تشيكو ألينكار: "نتّجه نحو استقطاب بين أقصى اليمين ولولا، مع كل ما يمثّله الرئيس السابق، لولا هو الوحيد الذي لديه فرصة حقيقية لهزيمة بولسونارو".

"نقطة مرجعية"

ورأى فلافيو دينو، حاكم ولاية مارانهاو والقيادي في الحزب الشيوعي، أن "الرئيس السابق هو نقطة مرجعية في السياسة البرازيلية"، معتبراً أن ترشيحه يعزّز ميل اليسار إلى الوحدة، وفق "بلومبرغ".

الحزب اليساري الوحيد الذي لم يتحدث بعد إلى لولا، هو حزب سيرو غوميز، الذي احتلّ المركز الثالث في انتخابات 2018، عندما هزم بولسونارو مرشّح "حزب العمال".

ويتفاوض لولا أيضاً مع أحزاب الوسط، التي تدعم بولسونارو في الكونغرس الآن، لكنها تميل إلى التحالف مع أي شخص في الحكم.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن هذه المساومات تكون غالباً هشّة، وتحدث في مقابل ثمن، مستدركة أنها تُظهر أن هذه الأطراف تستعدّ لاحتمال فوز الرئيس السابق في الاقتراع المقبل.

وناقش لولا اتفاقاً محتملاً مع حزب الرئيس السابق ميشال تامر، الذي أدّى دوراً جوهرياً في عزل الرئيسة السابقة ديلما روسيف عام 2016، وهي حليفة للولا وخليفته، واجتمع الرئيس السابق أيضاً مع خصم آخر، هو الرئيس السابق لمجلس النواب، رودريغو مايا.

لا بدائل للولا

وأشارت "بلومبرغ" إلى عدم وجود بدائل، إذ إن لولا، الذي تزامن عهده مع طفرة في السلع وانتشال ملايين البرازيليين من براثن الفقر، يحظى بتأييد حوالي 40% من المواطنين، في استطلاعات الرأي.

وفي المقابل، لا يتجاوز مرشحون محتملون آخرون، مثل حاكم ساو باولو جواو دوريا، والقاضي السابق سيرجيو مورو، نسبة 10%.

ويواجه بولسونارو، وهو نقيب سابق في الجيش، ويُقارن كثيراً بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، مأزقاً، إذ ارتفعت شعبيته العام الماضي، نتيجة المساعدات الطارئة التي قدّمتها الحكومة لمكافحة تداعيات كورونا.

لكن المبلغ انخفض هذا العام، وتعرّض الرئيس لانتقادات واسعة، بسبب تعامله مع الفيروس، الذي أدى إلى وفاة أكثر من 400 ألف شخص.

اقرأ أيضاً: