أعلن قصر باكنجهام، السبت، أن الاحتفال بتتويج ملك بريطانيا تشارلز الثالث في مايو المقبل، سيتم بمواكب تقليدية وحفل موسيقي في قلعة "وندسور" وحفلات في الشوارع وعروض ضوئية، وذلك وسط زخم مذكرات الأمير هاري، التي وجه فيها اتهامات لوالده الملك وأفراد آخرين من الأسرة.
وأصبح تشارلز (74 عاماً) ملكاً بشكل تلقائي بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث في سبتمبر الماضي. وسيقام حفل التتويج الكبير له ولزوجته كاميلا، السبت الموافق السادس من مايو.
ويعد هذا التتويج الحدث الرئيسي للعائلة المالكة البريطانية خلال عام 2023، ولكن طغت عليه حتى الآن مذكرات الأمير هاري.
وقال قصر باكنجهام الذي نشر تفاصيل التتويج إن البريطانيين الذين حصلوا بالفعل على إجازة مصرفية إضافية في الثامن من مايو احتفالاً بهذه المناسبة، سيتمكنون من مشاهدة الاحتفالات وحفل موسيقي خاص بالإضافة إلى مشاهدة إضاءة المباني الشهيرة بأشعة الليزر وعروض بطائرات مسيرة.
وفي نوفمبر الماضي، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في بيان صحافي صادر عن الحكومة، إن "تتويج ملك جديد هو لحظة فريدة لبلادنا"، معرباً عن أمله في أن يكرّم الشعب "تشارلز الثالث عبر المشاركة في الفعاليّات على المستويين المحلي والوطني في كافة أنحاء البلاد".
وسبق أن شهدت بريطانيا عطلة رسمية بمناسبة تتويج الملكة إليزابيث الثانية في الثاني من يونيو 1953، وكذلك يوم دفنها في 19 سبتمبر الماضي.
وبحسب الصحافة البريطانية فإن تتويج تشارلز الثالث سيكون أقصر وأقلّ تكلفةً من تتويج والدته، نزولاً عند رغبة الملك.
وقد استغرق تتويج الملكة إليزابيث أكثر من 3 ساعات وجرى أمام 8 آلاف و251 مدعواً احتشدوا في الدير.
"الغسيل المتسخ"
وعلى صعيد نشر المذكرات اعتبر خبراء ومحللون أنه تقع على عاتق الملك تشارلز الثالث مسؤولية التدخل، ومحاولة تسوية الخلاف بين نجليه، أمير ويلز وليام، ودوق ساسكس الأمير هاري، بعد نشر مذكرات للأخير تضمنت تفاصيل شخصية، وصفتها وسائل إعلام بأنها "كارثية".
ولا يكتفي كتاب الأمير هاري "سبير" (الاحتياطي) الذي طرح للبيع في إسبانيا، الخميس، أي قبل 5 أيام من موعد إصداره الرسمي في بريطانيا، بعرض تفاصيل شخصية دقيقة مثل تعاطي الأمير هاري للمخدرات، وأمثلة أخرى بشأن التنافر الأسري داخل العائلة، بحسب "رويترز".
ويشير الكتاب إلى أن الأمير وليام أمير ويلز ووريث العرش وشقيق هاري الأكبر، أوقع أخاه أرضاً في شجار، وإن الشقيقين توسلا إلى والدهما الملك تشارلز ألا يتزوج كاميلا التي أصبحت الملكة.
وقال ناقدون إن الكتاب أدخل العائلة المالكة في أكبر أزماتها منذ مسلسل عُرض في التسعينات، وتناول انهيار زواج تشارلز من الأميرة الراحلة ديانا والدة وليام وهاري. ويأتي كل هذا بعد 4 أشهر فقط من وفاة الملكة إليزابيث، وتولي تشارلز العرش.
وفي تعليق على الوضع الراهن لعلاقة الأخوين، قال طبيب نفسي لصحيفة "إندبندنت": "ليس بالضرورة أن يكون الصراع أمراً سيئاً. يمكن أن يكون أمراً جيداً إذا تم التعامل معه بشكل صحيح. لكن ينبغي توخي الحذر بشأن نشر الغسيل المتسخ على الملأ".