سيف الإسلام القذافي يلمح إلى أنه سيترشح لرئاسة ليبيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
سيف الإسلام القذافي خلال مقابلته مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بمدينة الزنتان، 30 يوليو 2021 - nytimes.com
سيف الإسلام القذافي خلال مقابلته مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بمدينة الزنتان، 30 يوليو 2021 - nytimes.com
دبي-الشرق

أكد سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، أنه "حر" وأنه يرتب للعودة إلى الساحة السياسية، وذلك في أول مقابلة صحافية له بعد اختفاء دام لـ10 سنوات. 

وقال سيف الإسلام في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن "المقاتلين الذين اعتقلوه قبل عشر سنوات قد تحرّروا من وهْم الثورة وأدركوا في نهاية المطاف أنه قد يكون حليفاً قوياً لهم"، على حد تعبيره.

ووفقاً لما ورد في المقابلة، فقد استغلَّ سيف الإسلام غيابه عن الساحة في مراقبة الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط والعمل بهدوء على إعادة تنظيم القوة السياسية التابعة لأبيه والمعروفة باسم “الحركة الخضراء”.

إعادة الوحدة 

ورغم تحفّظه بشأن الحديث عن احتمالية ترشّحه للرئاسة، فهو يعتقد أن الحركة التي يقودها بإمكانها "أن تعيد للبلاد وحدتها المفقودة"، معتبراً أن السياسيين الليبيين "لم يجلبوا إلا البؤس. حان الوقت للعودة إلى الماضي. البلد جاثٍ على ركبتيه.. لا مال ولا أمن. لا توجد حياة هنا"، على حد تعبيره.

وقال سيف الإسلام إن ليبيا أنفقت على مدى العقد الأخير مليارات الدولارات "دون بناء مشروع واحد، ودون وضع حجر بناء واحد". وأضاف أن تلك الأموال ذهبت إلى المتربحين الذين "يمولون ويدعمون الميليشيات الصغيرة حتى يضمنوا استمرارية هذه اللعبة".

غياب الدولة

واعتبر سيف الإسلام أن البلاد تعاني "غياب مفهوم الدولة منذ عام 2011"، فعلى حد قوله، لم تكن الحكومات المختلفة التي حكمت البلاد منذ ذلك الحين سوى مجموعة من المسلّحين يرتدون البدلات. وأضاف، بحسب "نيويورك تايمز": "ليس من مصلحتهم أن تكون لدينا حكومة قوية، ولذا فهم يخشون الانتخابات. إنهم يعارضون فكرة وجود رئيس ودولة وحكومة ذات شرعية مستمدة من الشعب".

ووفقاً للصحيفة الأميركية، يبدو أن سيف الإسلام يرى أنه الوحيد القادر على تمثيل الدولة التي تجمع تحت رايتها جميع الليبيين. لكن أي ترشيح محتمل لسيف الإسلام سيواجه مشكلة كبيرة بعد أن أدانته محكمة ليبية وصدور مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية. وقالت الصحيفة إنه "مقتنع بأن هذه المسائل القانونية يمكن التفاوض بشأنها إذا اختارته غالبية الشعب الليبي زعيماً".

واتهم القذافي الابن، إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وليس معمر القذافي، بتحمل مسؤولية الدمار الذي حلَّ بليبيا، وذلك في إشارة إلى تدخل حلف الناتو في البلاد، ودعمه للثائرين على النظام السابق لمعمر القذافي.  

قوة الغموض

وقالت الصحيفة الأميركية إن سيف الإٍسلام يرى أن اختفاءه هو السبيل لإحياء شعبيته، وهو حريصٌ أشد الحرص على الاحتفاظ بهالة من الغموض، مشيرة إلى أنه كان متردداً بشأن السماح للصحيفة بتصويره، إذ وافق في بداية الأمر على التقاط صور جانبية، لكنه أخذ يشيح بوجهه عن الكاميرا وأصرّ على تغطية جزء من وجهه باستخدام وشاح.

وقال سيف الإسلام مبرراً سلوكه إنه يريد لهذه الصور أن تعطي انطباعاً بأن "هذا هو الرجل، لكن ليس واضحاً.. إنه ليس واضحاً، مثل الشبح.. ليس عليلاً؛ بل قوياً. لكنه ليس واضحاً"، على حد قوله.

عزلة عن العالم 

وتطرق سيف الإسلام إلى فترة اعتقاله، وقال إنه لم يكن على اتصال بالعالم الخارجي خلال السنوات الأولى من اعتقاله، وأنه قضى بعض هذه الفترة في مكان أشبه بالكهف، وهي غرفة تحت الأرض شُقّت وسط الصحراء أسفل منزل في بلدة "الزنتان" في غرب البلاد.

وأضاف: "لم يكن بالغرفة أي نوافذ، ولم يكن يميّز الليل عن النهار أغلب الوقت. كان وحيداً تماماً، وأدرك أنه قد يموت في أي لحظة، فازداد إيماناً. وذات يوم في مطلع عام 2014، تلقى زيارةً غيرت مجرى حياته؛ إذ اندفع رجلان من كتيبة الزنتان إلى غرفته الصغيرة. بدا عليهما الغضب والانزعاج وأرادا التحدث"، لافتاً إلى أن التغير في مواقف الثوار تجاه الأحداث في ليبيا، أدى إلى تغيير طريقة التعامل معه.

وقال سيف الإسلام: "نحن نشبه السمك والشعب الليبي يشبه البحر. من دونهم نموت. هنا نحصل على الدعم. هنا نختبئ. هنا نقاتل. نحن نحصل على الدعم من هذا المكان. الشعب الليبي هو البحرُ لنا".

انتفاضة 2011

في عام 2011، بعد أربعة عقود من السلطة دون منازع، أسقط معمر القذافي والمقربون منه في انتفاضة شعبية، فقتلوا أو سجنوا أو نفوا. وقتل ثلاثة من أبناء القذافي، لكن مصير الرابع سيف الإسلام الذي كان يعد خليفة والده لفترة طويلة، بقي مجهولاً.

في نوفمبر 2011، أسرته جماعة مسلحة في الزنتان شمال غربي ليبيا وحكم عليه بالإعدام عام 2015 بعد محاكمة سريعة. ومع ذلك، رفضت المجموعة التي احتجزته تسليمه للسلطات أو للمحكمة الجنائية الدولية التي تبحث عنه بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، لكنها أطلقت سراحه عام 2017، ليختفي أثره منذ ذلك الحين.