"ناتو": مستعدون لدعم كييف في حرب تستمر سنوات

time reading iconدقائق القراءة - 6
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج خلال مؤتمر صحافي في بروكسل 28 أبريل 2022 - REUTERS
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج خلال مؤتمر صحافي في بروكسل 28 أبريل 2022 - REUTERS
بروكسل/ واشنطن-وكالات

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج الخميس، إن الحلف مستعد لمواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا في الحرب مع روسيا "لسنوات"، بما في ذلك مساعدة كييف في التحول من منظومات أسلحة الحقبة السوفيتية، إلى الأسلحة والمنظومات الغربية الحديثة.

جاءت تصريحاته بعد أن حذر الكرملين من أن إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة، تشكل تهديداً لأمن القارة الأوروبية "وتثير (خطر) عدم الاستقرار".

وقال ستولتنبرج في قمة للشباب في بروكسل: "نحن بحاجة لأن نكون على استعداد على المدى الطويل.. هناك احتمال قوي بأن تستمر هذه الحرب لأشهر وسنوات".

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إن الغرب سيواصل ممارسة أقصى قدر من الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء غزوه لأوكرانيا، الذي تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة"، عبر فرض العقوبات على موسكو وتقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية إلى كييف.

وأضاف ستولتنبرج: "يستعد حلفاء الأطلسي لتقديم الدعم على مدى فترة طويلة من الزمن، ويساعدون أوكرانيا أيضاً على الانتقال من المعدات القديمة التي تعود للحقبة السوفيتية إلى الأسلحة والأنظمة الأكثر حداثة التي تتوافق مع معايير الأطلسي والتي ستتطلب أيضاً مزيداً من التدريب".

مساعدات عسكرية

وأفاد مسؤول أميركي كبير الخميس، أنَّ الرئيس جو بايدن سيطلب من الكونجرس رصد 33 مليار دولار إضافية لحرب أوكرانيا، بينها 20 ملياراً من المساعدات العسكرية.

وقال المسؤول إن هذه "المساعدة العسكرية والأمنية" الهائلة تشمل تقديم "أسلحة وذخائر إلى الشعب الأوكراني".

ومعظم الأسلحة الثقيلة التي أرسلتها دول الأطلسي إلى أوكرانيا حتى الآن هي أسلحة سوفيتية الصنع لا تزال موجودة في مخازن دول شرق أوروبا أعضاء الحلف، لكن الولايات المتحدة وبعض الحلفاء الآخرين بدأوا إمداد كييف بأسلحة غربية المنشأ.

وازدادت نداءات أوكرانيا لتزويدها بأسلحة ثقيلة منذ أن حوّلت موسكو هجومها إلى دونباس، وهي منطقة في الشرق ذات تضاريس مسطحة ومفتوحة إلى حد كبير، ويُنظر إليها على أنها ملائمة لمعارك الدبابات بصورة أكبر من المناطق الواقعة في الشمال حول العاصمة كييف التي اندلع فيها جزء كبير من المعارك في السابق.

رد عسكري

بدورها، حذرت روسيا الغرب الخميس، من أنه سيكون هناك رد عسكري قاس على أي هجوم آخر على الأراضي الروسية، متهمة الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين الرئيسيين بتحريض أوكرانيا علانية على مهاجمة روسيا.

وبعد شهرين من بدء الغزو، أبلغت روسيا في الأيام القليلة الماضية عما وصفته بسلسلة هجمات شنتها القوات الأوكرانية على مناطق روسية متاخمة لأوكرانيا، وحذرت من أن مثل هذه الهجمات تهدد بتصعيد كبير.

ولم تعلن أوكرانيا المسؤولية بشكل مباشر عن تلك الهجمات، لكنها قالت إن الحوادث بمثابة دفع للثمن، بينما استاءت موسكو من تصريحات بريطانيا العضو في حلف شمال الأطلسي بأن استهداف أوكرانيا بنية تحتية لوجستية للجيش الروسي أمر مشروع.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحافيين في موسكو "إنهم في الغرب يدعون كييف علانية لمهاجمة روسيا عبر وسائل منها استخدام أسلحة تسلمتها من دول حلف شمال الأطلسي. لا أنصحكم باختبار صبرنا".

وقال الكرملين إن محاولات الغرب، وخصوصاً بريطانيا، تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة تهدد أمن أوروبا.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين: "النزوع لإرسال أسلحة، ومنها أسلحة ثقيلة، إلى أوكرانيا ودول أخرى، هو في حد ذاته فعل يهدد أمن القارة ويثير (خطر) عدم الاستقرار".

واتهم سيرجي ناريشكين، رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي، الولايات المتحدة وبولندا بالتآمر لكسب منطقة نفوذ في أوكرانيا، وهي أقوى إشارة من موسكو على أن الحرب قد تنتهي بتقسيم أوكرانيا بين الغرب وروسيا. 

تحذير موسكو

وقالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء، إنه إذا استمرت مثل هذه الهجمات، فإن موسكو ستستهدف مراكز صنع القرار في أوكرانيا، ومنها التي قالت إن مستشارين غربيين يستخدمونها لمساعدة كييف.

وقالت زاخاروفا "يجب على كييف والعواصم الغربية أن تأخذ بيان وزارة الدفاع على محمل الجد بأن تحريض أوكرانيا على ضرب الأراضي الروسية سيؤدي بالتأكيد إلى رد قاس من روسيا".

ووصفت زاخاروفا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "دمية في يد الغرب"، تستخدمه الولايات المتحدة لتهديد روسيا. وقالت "يتم استغلالك".

واستبعدت الولايات المتحدة إرسال قوات أميركية أو من حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا، لكن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين زودوا كييف بأسلحة مثل الطائرات المسيرة ومدافع "هاوتزر" الثقيلة وصواريخ "ستينجر" المضادة للطائرات وصواريخ "جافلين" المضادة للدبابات.

وقال مسؤول أميركي إن إجمالي المساعدة الأمنية الأميركية لأوكرانيا منذ الغزو بلغ حوالي 3.7 مليار دولار.

ويصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شحنات الأسلحة الكبيرة بأنها جزء من خطة أوسع للولايات المتحدة وحلفائها لتدمير روسيا، ووعد بأن هذه الخطة "لن تنجح أبداً".

ووصف بوتين الصراع بأنه مواجهة حتمية مع واشنطن التي يتهمها بتهديد روسيا عبر التدخل في ساحتها الخلفية وتوسيع التحالف العسكري لحلف شمال الأطلسي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات