مخاوف من تصاعد العنف في أميركا بعد إعجاب اليمين بسقوط كابول

time reading iconدقائق القراءة - 5
 أعضاء مجموعة "Proud Boys" اليمينية المتطرفة يسيرون إلى مبنى الكابيتول في واشنطن - REUTERS
أعضاء مجموعة "Proud Boys" اليمينية المتطرفة يسيرون إلى مبنى الكابيتول في واشنطن - REUTERS
دبي- الشرق

أعرب مسؤولون أميركيون عن مخاوفهم من تصاعد عنف الجماعات اليمينية المتطرفة داخل البلاد بعد سقوط العاصمة الأفغانية كابول، لا سيما بعد "إعجاب" الكثير منها بما حققته حركة طالبان و"نجاحها" في السيطرة على أفغانستان من دون مقاومة تقريباً من القوات الحكومية المدعومة من واشنطن، إثر شروع القوات الأجنبية في انسحاب متسارع.

وأشارت شبكة "سي إن إن" الأميركية في تقرير، الأربعاء، إلى أن هذا "الإطراء" اقترن بموجة من المشاعر المعادية للاجئين من جانب جماعات يمينية متطرفة، مع إسراع الولايات المتحدة ودول أخرى لإجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من أفغانستان حتى انتهاء عمليات الإجلاء في 31 أغسطس الماضي.

ونقلت الشبكة عن رئيس مكتب الاستخبارات والتحليل بوزارة الأمن الداخلي، جون كوهين، قوله خلال اتصال هاتفي، الجمعة الماضي، مع سلطات إنفاذ القانون المحلية والولائية، بشأن ظهور العديد من التوجهات المقلقة خلال الأسابيع الماضية على منصات التواصل التي يستخدمها عادة مناوئون للحكومة، و"متعصبون بيض"، وجماعات متطرفة عنيفة محلية آخرى، ويشمل ذلك "تأطير أنشطة طالبان باعتبارها تمثل نجاحاً"، ونموذجاً لمن يؤمنون بالحاجة إلى حرب أهلية في الولايات المتحدة.

وأضاف كوهين وفقاً لسجلات المكالمة التي حصلت عليها "سي إن إن"، أن وزارة الأمن الداخلي قامت أيضاً بتحليل مناقشات تتمحوّر حول "مفهوم الاستبدال العظيم" وهي نظرية مؤامرة مفادها أن المهاجرين، وهم في هذه الحالة الأفغان الذين سيجري إعادة توطينهم في الولايات المتحدة، سيتسببون في "خسارة الأميركيين البيض السيطرة والسلطة".

وتابع: "ثمة مخاوف من أن تلك الروايات ربما تُحرّض على أنشطة عنيفة تستهدف مجتمعات المهاجرين أو مجتمعات دينية معينة أو حتى أولئك الذين تم نقلهم إلى الولايات المتحدة".

"أكبر تهديد" داخلي

وحذر مسؤولون أميركيون، منذ أشهر، من أن التطرف العنيف الداخلي هو "أكبر تهديد للوطن"، مشيرين إلى الهجوم على مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير الماضي، باعتباره مثالاً واضحاً على احتمال وقوع أعمال عنف عندما تزدهر نظريات المؤامرة والروايات الكاذبة.

وقال كوهين لشبكة "سي إن إن"، في مقابلة الشهر الماضي، إن جزءاً كبيراً من أجواء التهديد السائدة حالياً، يأتي من الأفراد المتأثرين بما يرونه على شبكة الإنترنت.

ونشطت جماعات اليمين المتطرف بسبب الأحداث في أفغانستان، "سواء بالتعبير عن رغبتها في محاكاة طالبان، أو خطابها العنيف بشكل متزايد بشأن غزو الأفغان النازحين"، بحسب تحليل لمجموعة "سايت" الاستخباراتية الأميركية (غير حكومية) التي ترصد نشاط التنظيمات المتطرفة والإرهابية على الإنترنت.

"درس في حب الوطن"

وقالت المجموعة في نشرتها الأسبوعية عن المتطرفين اليمينيين، إن بعض الأشخاص يشيدون باستيلاء طالبان على السلطة باعتباره "درساً في حب الوطن والحرية والدين".

أما "النازيون الجدد"، والمجموعة التي تعرف باسم "التسريعيون" (Accelerationists)، الذين يأملون في إشعال ما يرون أنه حرب عرقية لا مفر منها ستفضي إلى دولة للبيض فقط في أميركا الشمالية وأوروبا، فيمتدحون طالبان بسبب "معاداتها للسامية، وكراهيتها المثلية الجنسية، وفرضها قيوداً صارمة على حرية المرأة".

وفي أوروبا والولايات المتحدة، كان هناك أيضاً "تدفق" من التعليقات المعادية للاجئين من المتعصبين البيض، و"النازيين الجدد" رداً على استيلاء طالبان على السلطة، بحسب مجموعة "سايت".

وفي نموذج أكثر خطورة، أشارت المجموعة إلى أن مستخدمين يناقشون حمل السلاح، وفي حالة واحدة، هددوا بشن هجمات على منظمات مساعدة اللاجئين في فلوريدا.

"فعلت الأمر بشكل صحيح"

وبعض الروايات بشأن أفغانستان، تركز على أن "طالبان فعلت الصواب، وبشكل صحيح"، وأنه يجب أن يكون "درساً مستفاداً" لكيفية العمل في الولايات المتحدة، وفقاً لما قاله أحد المسؤولين الأميركيين عن إنفاذ القانون لشبكة "سي إن إن". 

وأضاف المسؤول: "لقد جعلنا نشر ببعض القلق"، لأنه يشير إلى تصعيد في العنف، لافتاً إلى أنه على سبيل المثال، كانت هناك إشارات إلى حقيقة أن 80 ألف فقط من عناصر طالبان تمكنوا من هزيمة جيش أفغاني قوامه عدة مئات من الآلاف مدعوم من الولايات المتحدة.

وتابع: "هناك بعض النقاشات الخطيرة" التي يعبر فيها الأشخاص عن دعمهم لما فعلته طالبان، وينظرون إليه كمثال لما يجب أن يفعله المتطرفون المناهضون للحكومة في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن رد الفعل كان "مفاجئاً إلى حد ما".

سيطرة طالبان

كانت حركة طالبان سيطرت على العاصمة الأفغانية كابول في 15 أغسطس الماضي، بعد شروع القوات الأميركية في الانسحاب من أفغانستان، من دون مقاومة تقريباً من القوات الحكومية الأفغانية.

ومنذ نهاية يوليو الماضي، تم إجلاء نحو 122 ألف شخص من كابول في جسر جوي تاريخي. وتعهدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بمواصلة العمل لإخراج الأفغان المعرضين للخطر، وعدة مئات من الأميركيين من البلاد، في وقت تعهدت فيه طالبان بـ"السماح للأشخاص الذين يريدون المغادرة بالخروج من البلاد".

اقرأ أيضاً: