أردوغان في شمال قبرص: لا حلّ إلا بتقسيم الجزيرة إلى دولتين

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم القبارصة الأتراك أرسين تتار خلال حضورهما عرضاً عسكرياَ في جمهورية شمال قبرص التي لا يعترف بها غير أنقرة، 20 يوليو 2021 - REUTERS
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم القبارصة الأتراك أرسين تتار خلال حضورهما عرضاً عسكرياَ في جمهورية شمال قبرص التي لا يعترف بها غير أنقرة، 20 يوليو 2021 - REUTERS
نيقوسيا -أ ف ب

جدَّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، خلال زيارة إلى جمهورية شمال قبرص التي لا تعترف بها سوى تركيا، دعمه المطلق لحل الدولتين في الجزيرة، متهماً سلطات قبرص اليونانية بـ"عدم النزاهة" في إيجاد حلّ لأزمة الجزيرة المتوسطية المقسَّمة.

وانقسمت جزيرة قبرص إلى قسمين، منذ غزو الجيش التركي لثلثها الشمالي في عام 1974. وانضمّت جمهورية قبرص (اليونانية) في عام 2004 إلى الاتحاد الأوروبي الذي تنحصر علاقاته بالشطر الجنوبي من الجزيرة، الذي تحكمه سلطة هي الوحيدة المعترف بها في الأمم المتحدة.  

وقال أردوغان خلال كلمة ألقاها في القسم الشمالي من العاصمة نيقوسيا: "لا يمكن استئناف عملية تفاوض جديدة إلا بين دولتين"، وتابع مضيفاً: "من أجل هذا، يجب تأكيد السيادة والمكانة المتساوية" مع جمهورية قبرص.

وشدَّد على أنَّه "لا يمكن إحراز تقدم في المفاوضات من دون التسليم بوجود شعبين ودولتين، فليس لدينا 50 عاماً نضيِّعها على نماذج ثبت بطلانها".

وبعد فشل جولات تفاوض كثيرة برعاية الأمم المتحدة خلال السنوات الأخيرة، أبرزها في سويسرا عام 2017، يطالب أردوغان بإقامة دولتين واعتراف المجتمع الدولي بشمال قبرص.

وتتزامن زيارة أردوغان، مع الذكرى 47 لغزو تركيا الشطر الشمالي للجزيرة، رداً على محاولة انقلاب قام بها قوميون قبارصة ، كانت تهدف إلى ضمّها إلى اليونان. واتهم الرئيس التركي القبارصة اليونانيين "بقطع الطريق على أي حلّ".

"أكاذيب الاتحاد الأوروبي"

وأمام حشد هتف له ملوحاً بالأعلام التركية، قال أردوغان: "يصرُّ القبارصة اليونانيون على تبني موقف متطرف، غير صادق وغير متكامل، وهو منفصل عن الواقع". كما ندد بما وصفه بـ"أكاذيب" الاتحاد الأوروبي، الذي نبَّه إلى أنه "لن يقبل أبداً بحلّ الدولتين".

وفي مناسبة الذكرى 47 للتدخل التركي في الجزيرة، استيقظ سكان الشطر الجنوبي من نيقوسيا، عاصمة جمهورية قبرص، عند الساعة الخامسة والنصف (2:30 بتوقيت غرينيتش) من صباح الثلاثاء، على صفارات الإنذار، تذكيراً ببدء الحرب.

وفي الشمال، رسمت المروحيات التركية في الأجواء العلم التركي وعلم "جمهوريّة شمال قبرص التركيّة" التي لا تعترف بها سوى أنقرة، فيما كان أردوغان يشاهد استعراض القوات التركية المتمركزة في هذا الجزء من الجزيرة.

توسعة فاروشا

وأعلن زعيم القبارصة الأتراك أرسين تتار بدء "المرحلة الثانية من خطة توسعة فاروشا"، المدينة التي تشكل رمزاً لتقسيم قبرص، بهدف "إنهاء حالة الحداد". 

وشدد أردوغان على أن "الحياة ستُستأنف" في فاروشا، مجدداً دعوته للمالكين القبارصة اليونانيين إلى المطالبة، عبر لجنة قبرصية تركية، بتعويض عن خسارة ممتلكاتهم.

تجدر الإشارة إلى أن إعادة فتح المدينة الساحلية، التي فرَّ سكانها في عام 1974 وحاصرها الجيش التركي بالأسلاك الشائكة، هو خط أحمر بالنسبة لحكومة قبرص اليونانية

ويزور وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، الأربعاء، قبرص للقاء الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس ونظيره نيكوس خريستوليديس ورئيس بلدية فاماغوستا (المهجّر) التي تتبع لها فاروشا، وفق الخارجية اليونانية التي ندّدت "بالتصرف غير القانوني" لتركيا في قبرص.

اقرأ أيضاً: