روسيا تحتفل بمرور 60 عاماً على رحلة يوري غاغارين إلى الفضاء 

time reading iconدقائق القراءة - 5
الاحتفال بالذكرى الستين لأول رحلة مأهولة للروسي يوري غاغارين إلى الفضاء.  - AFP
الاحتفال بالذكرى الستين لأول رحلة مأهولة للروسي يوري غاغارين إلى الفضاء. - AFP
موسكو -أ ف ب

يحتفل الروس، الاثنين، بالذكرى الـ60 لأول رحلة مأهولة إلى الفضاء، قام بها رائد الفضاء "يوري غاغارين" الذي لا يزال يعتبر بطلاً قومياً، وأحد أكثر الشخصيات إثارة للإعجاب في البلاد.

وشدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين، على وجوب أن تحافظ روسيا على مكانتها في مجال الفضاء.

وقال بوتين عبر تقنية الفيديو خلال لقاء حضره مختلف المسؤولين الحكوميين: "في القرن الحادي والعشرين، على روسيا أن تحافظ على مكانتها كقوة نووية وفضائية"، داعياً إلى وضع استراتيجية تمتد "عشرة أعوام على الأقل"، وتعني في المقام الأول قطاع الدفاع، ولكن أيضاً قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية والنقل، أو حتى الأبحاث الأساسية والصحة والتعليم.

وأضاف بوتين: "على الحكومة أن تعد وتقر وثيقة تتضمن إجراءات واضحة لتحقيق الأولويات". 

وفي معرض إشادته بالنجاح التاريخي الذي سجله يوري غاغارين، قال إنه "سيكون دائماً مصدر فخر عظيم لنا أن بلدنا هو الذي فتح الطريق إلى الكون".

وفي 12 أبريل 1961، أقلعت مركبة الفضاء "فوستوك" من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي، في ما صاح غاغارين الذي كان يبلغ من العمر 27 عاماً، بعبارته الشهيرة "لننطلق!".

واستغرقت رحلته 108 دقائق فقط، وهو الوقت الذي احتاج إليه لإكمال رحلة واحدة حول الأرض، قبل العودة إلى الوطن.

يوم رواد الفضاء

وما زالت أسطورة الرجل الذي كانت بداياته متواضعة وأصبح بطلاً سوفياتياً، حيّة، ويتم الاحتفال في روسيا بيوم رحلة غاغارين سنوياً باعتباره يوم رواد الفضاء.

وتعرض مركبة "فوستوك" الصدئة في "ميوزيوم أوف كوزمونوتكس" في موسكو، حيث من المقرر افتتاح معرض مخصص لغاغارين، الثلاثاء، تعرض خلاله وثائق وصور وممتلكات شخصية لغاغارين، يعود بعضها إلى طفولته وسنوات دراسته.

وقال المؤرخ ونائب مدير البحوث في المتحف، فياتشيسلاف كليمينتوف، لوكالة "فرانس برس": "قد يكون هذا اللقب الوحيد الذي يعرفه الجميع، من الصغار في سن الرابعة إلى الأشخاص فوق الثمانين".

وأضاف: "أعتقد أن إنجاز غاغارين، وهو وصول أول رجل إلى الفضاء، يوحّد جميع الروس".

فخر وطني

ما زالت رحلة غاغارين مصدر فخر وطني لروسيا ورمزاً لهيمنة الاتحاد السوفياتي على الفضاء خلال تلك الحقبة.

وقبل 4 سنوات من رحلة غاغارين إلى الفضاء، كان الاتحاد السوفياتي أول دولة ترسل إلى المدار قمراً اصطناعياً أطلق عليه "سبوتنيك".

وبعد مرور 60 عاماً، تواصل روسياً إرسال روادها بشكل متكرر إلى محطة الفضاء الدولية، إذ انطلق الجمعة الماضي، رائدا فضاء روسيان وثالث أميركي في اتجاه المحطة بصاروخ "سويوز أم أس-18" من قاعدة "بايكونور" الفضائية الروسية، في مهمة خاصة بمناسبة الذكرى السنوية الـ60 لرحلة غاغارين.

لكن الذكرى تأتي أيضاً في وقت صعب بالنسبة لصناعة الفضاء الروسية، التي عانت عدداً من الانتكاسات أخيراً، من فضائح فساد إلى عمليات إطلاق مجهضة.

وعلى الرغم أن صواريخ "سويوز" الروسية القديمة ما زالت موثوقة وتسمح لموسكو بتأدية دور حيوي في قطاع الفضاء، إلا أن البلاد تكافح من أجل الابتكار ومواكبة اللاعبين الرئيسيين الآخرين كالولايات المتحدة الأميركية والصين.

والعام الماضي، فقدت روسيا احتكارها للرحلات المأهولة إلى محطة الفضاء الدولية بعدما التحمت صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام صممتها شركة "سبايس إكس" التي يملكها الملياردير إيلون ماسك، محملة برواد من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، بنجاح في محطة الفضاء الدولية.

وإلى جانب التمويل المخفّض، قد يعني ذلك أوقاتاً عصيبة لوكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" على الرغم من أن رئيسها ديمتري روغوزين، يواصل وعوده بمشاريع طموحة، من بينها مهمة إلى كوكب الزهرة وإقامة محطة قمرية.
اقرأ أيضاً: