منظمة معاهدة الأمن الجماعي.. "ناتو مصغر" تقوده روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود خلال تدريب عسكري مشترك لدول منظمة معاهدة الأمن الجماعي في بيشكيك بقيرغيزستان - 9 سبتمبر 2021 - AFP
جنود خلال تدريب عسكري مشترك لدول منظمة معاهدة الأمن الجماعي في بيشكيك بقيرغيزستان - 9 سبتمبر 2021 - AFP
باريس -أ ف ب

في مواجهة الاضطرابات المتفاقمة، طلبت حكومة كازاخستان، الأربعاء، مساعدة عسكرية من منظمة معاهدة الأمن الجماعي ضد من وصفتهم بـ"الجماعات الإرهابية"، على خلفية الاحتجاجات الضخمة التي تشهدها البلاد في أعقاب قرارات حكومية بزيادة أسعار الغاز المسال. 

وتحولت الاحتجاجات خلال الأيام الماضية إلى مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين في العديد من مناطق البلاد. 

فما هو هذا التحالف (منظمة معاهدة الأمن الجماعي) الذي تقوده روسيا والمكون من ست دول سوفييتية سابقة؟

التأسيس والعضوية

أنشئت منظمة معاهدة الأمن الجماعي عام 2002، بعد أشهر من تدخل تحالف تقوده الولايات المتحدة في أفغانستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.

وتضم روسيا وبيلاروسيا وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان، وهي من الدول الموقعة على اتفاق أمني يعود إلى التسعينيات بين جمهوريات من الاتحاد السوفييتي السابق.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك الوقت "إننا نعيش في عالم سريع التغير، وبالتالي يتعين علينا تطوير المعاهدة التي تربطنا وتكييفها مع التهديدات الجديدة".

وأسس التكتل قوة رد سريع قوامها 20 ألف فرد عام 2009، وتعترف الأمم المتحدة بوحدة حفظ السلام التابعة له المكونة من 3600 عنصر.

"ناتو مصغر"

وتبدو المنظمة إلى حد كبير شبيهة في تكوينها بحلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي تقوده الولايات المتحدة.

ووفقاً للمتخصص في الشؤون الأوروبية الآسيوية ديفيد تيورتري، تُعد منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تهيمن عليها موسكو وجيشها الحديث "نوعاً من الثقل الموازن الروسي في مواجهة حلف شمال الأطلسي (الناتو)" وهي "تعتمد على القدرة العسكرية الروسية لإظهار القوة".

واعتبر المسؤول العسكري الفرنسي السابق والباحث باسكال أوسير أن المنظمة "لا ثقل لها" بدون الروس، مؤكداً أنها "من بقايا حلف وارسو" الذي كان قائماً في حقبة الحرب الباردة.

ووصف أوسير منظمة معاهدة الأمن الجماعي بأنها "ناتو مصغّر.. تقوده روسيا مقابل الولايات المتحدة على الجانب الآخر".

لكنه شدد على أن الجيوش في الحلف الأطلسي الذي يضم 30 دولة تعمل جنباً إلى جنب منذ أكثر من 70 عاماً، في حين أن التكتل الذي تقوده روسيا "متأخر كثيراً" عنه.

وتعاني منظمة معاهدة الأمن الجماعي أيضاً من افتقار موسكو إلى الموارد مقارنة بالولايات المتحدة الأكثر ثراءً.

فضلاً عن ذلك، فإن لدى منظمة معاهدة الأمن الجماعي اهتمامات مختلفة جداً عن الناتو.

وأشار تورتري إلى أن أعضاءها في آسيا الوسطى "يواجهون خطر تزعزع الاستقرار" في أفغانستان، وهي تنشر قوات في طاجيكستان وقرغيزستان وسط آسيا، في حين أن بيلاروسيا على الطرف المقابل مهتمة أكثر بكثير بحدودها مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي مثل بولندا وليتوانيا ولاتفيا، أما أرمينيا فهي "منشغلة بنزاعها مع أذربيجان".

التدخل في كازاخستان

اعتبر أوسير أنَّ إرسال قوات عن طريق منظمة معاهدة الأمن الجماعي، يعد "وسيلة تغطية لموسكو عبر إعطاء صورة لتدخل تشارك فيه كل دول القوقاز وليس فقط روسيا".

وبحسب وصفه، فإن الرسالة الضمنية (من موسكو) هي "أقوم بتسوية الفوضى وأقود منظمة يمكنها نشر قوات على الأرض. أنا مسؤولة هنا في بيتي، في منطقة نفوذي".

غير أنَّه حذَّر من أن ترتكب القوات "أخطاءً فادحة"، مشيراً إلى أنَّ "العسكريين ليسوا أبداً الخيار الصحيح لإخماد أعمال الشغب".

وأعلنت أمانة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، الخميس، أن قوات حفظ السلام التي ترسلها إلى كازاخستان سيبلغ قوامها إجمالاً نحو 2500 فرد. 

وذكرت الوكالة نقلاً عن المنظمة أيضاً أن قوات حفظ السلام ستبقى في كازاخستان عدّة أيام أو أسابيع.

وأضافت أن القوات لها الحق في استخدام الأسلحة في كازاخستان إذا هاجمتها "عصابات مسلحة".

وحذّرت الولايات المتحدة الخميس القوات الروسية التي تم نشرها في كازاخستان من السيطرة على مؤسسات الجمهورية السوفييتية السابقة، مشيرة إلى أن العالم سيراقب أي انتهاك لحقوق الإنسان.

وأفاد الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس الصحافيين أن "الولايات المتحدة، وبصراحة العالم، سيراقب للكشف عن أي انتهاك لحقوق الإنسان"، مضيفاً: "سنراقب أيضاً للكشف عن أي خطوات قد تمهّد للسيطرة على مؤسسات كازاخستان".

تصنيفات